فلسطين في المؤتمر العربي لرؤساء أجهزة الاعلام الامني
كلمة رئيس وفد فلسطين في المؤتمر العربي لرؤساء أجهزة الاعلام الأمني في تونس سيادة اللواء طلال دويكات المفوض السياسي العام، والناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية.
معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، سعادة رئيس المؤتمر، السادة المشاركون جميعاً، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أنقل لكم تحيات شعبنا الفلسطيني وعلى رأسهم السيد الرئيس أبو مازن حفظه الله، وكذلك تحية خاصة لكم من أهلكم في القدس الجريحة، عاصمة دولة فلسطين المحتلة.
اسمحوا لي أن أعبر لكم عن بالغ سعادتي ونحن نشارككم هذا المؤتمر الهام، الذي يأتي في ظل زيادة التحديات التي تواجه أمتنا العربية بشكل عام، وفلسطين بوجه خاص، وما يحتم علينا جميعا ضرورة بذل كل الجهود في مواجهة ما يحاك من مؤامرات تستهدف نسيجنا العربي ومقدراتنا الفلسطينية.
من هذا المنطلق نعبر عن فخرنا اليوم ونحن نشارك مع أشقائنا العرب في تبني الخطط، والتي تكون محصلة لرؤيتنا العربية في مواجهة المشاريع الخطيرة، وعلى رأسها الفكر المتطرف، الذي يتسلل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، إلى العديد من الشبان في أقطارنا العربية، لنشر ثقافة الحقد والكراهية والتطرف، وهنا نسجل اعتزازنا بتجارب الأشقاء في العديد من الدول العربية، الذين نفذوا خطط مواجهة، حققت نتائج عظيمة للحد من هذه الظواهر.
وهنا نود أن نشير لكم أن الحالة الفلسطينية قد تختلف قليلا عن بعض الأقطار العربية الأخرى، نتيجة الظروف الخاصة المتعلقة بالآثار السلبية بسبب ممارسات الاحتلال، وأيضا حالة التنافس الحزبي الذي يخرج أحياناً عن سياقه المقبول وطنياً.
نؤكد لكم أيها الأخوة، أننا سنتعامل مع كل ما يطرح من أفكار بمنتهى الجدية، من منطلق أن التجربة الفلسطينية لا زالت في مرحلة البناء، وهي عرضة إلى الكثير من المؤثرات الخارجية، بسبب الظروف التي تعيشها دولة فلسطين المحتلة.
ونؤكد لكم أيضا، أننا نتفاعل مع قضايا وحقوق الإنسان من منطلق حرصنا المقدس على كرامة المواطن الفلسطيني، الذي قدم تضحيات جسام وما زال في مواجهة الصراع مع الاحتلال، ولذلك نحن تواقون لتبني أية أفكار إيجابية ولنشر ثقافة حقوق الانسان في أوساط المجتمع الفلسطيني والالتزام بكل الأسس التي تمكننا من حمايتها، ولدينا العديد من التجارب من التعاون مع مؤسسات رسمية ومؤسسات المجتمع المدني، والتي تم من خلالها فتح آفاق تعاون تحقيقا لهذه الغاية.
أما فيما يتعلق بالعالم الافتراضي والذي يشكل مدخلا وفرصة لأصحاب الأجندات المشبوهة والضارة، فأننا نبذل اليوم جهودا كبيرة، ولكنها ما زالت بحاجة الى تعميق ومأسسة، من أجل اعداد فرق متخصصة لمتابعة كل ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، و" التكتوك" بشكل خاص، لضمان عدم تسرب ثقافة العنف والكراهية في أوساط الجيل الشاب، الذي يستخدم التكتوك على نطاق واسع.
فالاعلام الأمني في سياساته المتعددة يعتمد على مجموعة من الأهداف الفنية والمهنية، والتي تهتم بقضايا ومشكلات واحتياجات المجتمع والتركيزعلى اهداف محددة تتعلق بالتوجيه والتوعية الامنية عبر الإخبار بالمعلومة الامنية بما لا يتناقض مع عنصر الأمن فيها الذي يوجب احيانا عدم الافصاح عن كثير من التفاصيل لدواعي امنية.
وختاما نؤكد لكم أننا لن ندخر جهدا من أجل الاستفادة من التجارب العربية، لتعميق تجربتنا الفلسطينية في مواجهة أية مخاطر تستهدف مجتمعنا ومشروعنا وقضيتنا الفلسطينية.