اسرائيل تحاول خرق الستاتيكو (بقاء الواقع كما هو عليه)
2021-09-27اسرائيل تحاول خرق الستاتيكو (بقاء الواقع كما هو عليه)
ففي العامين الأخيرين وبحماية الشرطة، يعمل المتدينون اليهود على أداء الصلاة في الحرم القدسي، وهذا الأمر يتعارض مع الاتفاق القائم الذي يسمح لهم بالصلاة في منطقة الحائط الغربي فقط.
هذا التغيير الحاصل وحتى الآن مر بهدوء ولكن لا يمكن الافتراض بأن هذا الهدوء سيستمر، ومع ازدياد أعداد المصلين في الحرم خلال الأشهر الماضية فإن الاحتكاكات أمر لا مفر منه في هذا المكان الحساس والأكثر قابلية للانفجار في الشرق الأوسط.
اليهود الذين يذهبون للصلاة في الحرم بحجة حرية العبادة كمبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية يضطر العلمانيين والليبرانيين إلى تصديقها وإلا سيعتبرونهم معارضين لحرية الصلاة في مكان هو الأكثر قدسية بالنسبة لليهودية الارثدوكسية.
لكن فرض المساواة في القدس المدينة التي لا يتمتع ثلث سكانها بحقوق متساوية وفي هذا المكان بالذات، حيث يتمتع المسلمون ببعض الاستقلال الذاتي والذي يعتبر رمزاً دينياً ووطنياً فلسطينياً هو استفزاز لا داعي له.
على المستوى المبدأي من حق اليهود الصلاة في أي مكان وحتى في الحرم القدسي، لكن في مدينة يجري طرد السكان الفلسطينيين من منازلهم بسبب عدم المساواة في تركيبة الحقوق، هذه الحقوق التي تسمح فقط لليهود بالمطالبة بالعودة إلى الأملاك التي أخرجو منها خلال قيام الدولة وتقسيم المدينة، فإن المطالبة بتعديل موضوع حرية العبادة لليهود في الحرم القدسي هو نفاق وعملية تلاعب بالقيم عن طريق الذين يطالبون بها لكنهم لا يحترمونها.
يصل النفاق إلى ذروته أيضاً كون المكان ملاصق للحرم القدسي في منطقة الحائط الغربي تحت سيطرة جهات يهودية أرثدوكسية متطرفة لا تسمح بحرية العبادة لليهود الاصلاحيين ولمجموعات نساء يهوديات تريد إقامة صلوات مستقلة خاصة بهن.
حق اليهود في الصلاة في الحرم القدسي يجب أن يكون جزءا من تسوية شاملة بين اسرائيل والفلسطينيين، والصلوات التي تجري بالسر على طريقة الضم الزاحف تعرض الهدوء الهش للخطر ليس فقط بالقدس بل في المنطقة كلها وحكومة اسرائيل هي المسؤولة عن عودة الوضع (الستاتيكون) إلى ما كان عليه سابقاً وبسرعة.
صحيفة هآرتس 19/9/2021
ترجمة
عقيد/ صالح ثابت