التدرب والتعلم أولوية بناء الفرد والمؤسسة ..... اعداد العميد /منذر المحتسب
2019-03-11التدرب والتعلم أولوية بناء الفرد والمؤسسة
بقلم العميد / منذر المحتسب
للتدريب والتعلم خصائص وفيرة في تطوير القدرات والأداء للضباط والأفراد في جميع الحالات، حيث أن العقلية البشرية فيها قدرة الاكتساب والتعلم مما يعرض أمامها من معرفة سواء نظرية أو عملية، وقد خلق الله الإنسان بقدرات الاستعداد الذهني لاكتساب أي مهارة أو معرفة، وهو بذلك مجهز - إن جاز التعبير- لإكسابه ما يناسب قدرته الذهنية والبدنية، فهذا حال الإنسان بطبيعته وتركيبته، فكيف إذا كان في إطار مؤسس على التلقين والتعليم ضمن منظومة أكاديمية بنهج علمي معد من خيرات تدرك الحاجة التعليمية والتدريبية.
من ابجديات التعلم والتدريب هو الاستعداد الذهني والنفسي الذاتي للتلقي ووجود الدافعية والحافز لذلك،إن الإمعان في هذه المفاهيم ضرورة لكن يمكن الحديث عنها بشكل مسهب لاحقا لأنها وإن ذكرت هنا فذلك لأن غاية الموضوع في مجال آخر هو الحديث عن جدوى وأهمية وكيفية التدرب والتعلم والاستذكار بخطوات منهجية تنبني على المجال المعرفي والشعور النفسي حركي.[1]
كما أن مستوى المتدرب له دور في استجابته مع التدريب، وأهليته تحددها الجهة المدَرِبة، ويمكن أن تكون الفئة العمرية والخبرة من الأبجديات يضاف لها الخلفية السابقة من خبرات ومهارات ولذلك تلجأ العديد من الجهات التدريبية إلى التعاطي مع هذه الجوانب لإنجاح عملية التدريب.
إن صياغة الأهداف التدريبية قبل التدريب تعد خطوة مسبقة أولى نحو التأسيس لعملية تدريبية متقنة ومحققة لنتائج مرضية، ويندرج ذلك ضمن خطة الدورة التدريبية مع صياغة لغرضها ومحتواها التدريبي الذي يشمل نتائج الدورة العامة بأجزائها المختلفة، كما يمكن أن تكون الدورة التدريبية ضمن سلسلة من الدورات المتتابعة المرتبطة بإطار ما محدد مسبقا حسب الفئة التي تتلقاه إضافة إلى أنها مدرجة ضمن خطة تدريبية للمؤسسة لزيادة الكفاءة.
وفي منظومة العمل المؤسسي الفلسطيني تتراكم تجارب مميزة ومختلفة نظرا لحداثة التجربة وتكدس العمل المتواصل أمام العاملين في مختلف المجالات وحاجتهم إلى خوض تجارب جديدة بهياكل مهنية عصرية تتناسب مع المستجدات في الأداء المؤسسي، وفيهما يلمس الفرد مدى حاجته لما تدرب عليه وبين عدمه وهو بذلك يدرك تفوقه وتمكنه مما لم يكن يعلم به أو يمارسه في تأدية مهامه، حيث أنه من الممكن حتما أن يكون هناك فجوة فاصلة – في تجربتنا على الأقل- بين المعرفة العشوائية بالعمل الأمني وبين منهجية العمل والتدرب عليه ، وتنحصر هذه الفجوة الفاصلة من خلال التدريبات والمحاضرات التي يتلقاها العاملون في المؤسسة، وبذلك يتبلور الإحساس بشيء جديد يتلقاه الفرد عند التدريب، وعند ذلك يدرك أهمية ما تلقى من معلومات وتدريبات تعزز مفاهيمه وقدراته، وهو ما تسعى إليه دوما وحدات أو دوائر التدريب والتخطيط العاملة في المؤسسة الأمنية الفلسطينية.
التدريب:
التدريب هو بناء لشخصية الفرد وتمكينه بالمعرفة العلمية والعملية تحقيقا لمصلحة البناء المؤسسي وسعيا لأداء أكثر تطورا في تطبيق مهاراته، وهو عملية صقل معرفي للمتدرب لتطوير قدراته ومهاراته الذهنية والعلمية وتطوير أداءه؛ بحيث يصبح قادراً على تفعيل مهامه المنوطة به، كما أنه نشاط معرفي منظم لتعزيز مهارات وقدرات واتجاهات الفرد ليتمكن من أداء مهامه وواجباته بشكل أفضل مما كان عليه.
ويتضح بذلك أن التدريب وسيلة تعليمية في الأساس وإن اقتصرت تسميتها في كثير من الأحيان على مصطلح تدريب، وتنبني هذه الوسيلة التعليمية على غايات وأهداف محددة للتدريب والتأهيل المهني لميادين عمل إدارية، فنية، تكنولوجية، عسكرية، أمنية أو غيرها، وتصنف عملية التدريب إلى:
1- تقدير الاحتياجات التدريبية 2- تصميم التدريب
3- تنفيذ التدريب حسب المجال 4- متابعة وتقييم للتدريب ونتائجه
ولأن التدريب يتخذ مجالات معينة فهو يعتمد على الحاجة الميدانية وكذلك على الدافعية الذاتية للتدرب لدى الشخص الذي يقيم نفسه بنفسه، وتحركه ودافعيته وقواه الذاتية إلى تطوير قدراته ولذلك يتم توصيف التدريب إلى:
1- نشاط يحتاجه الفرد بصفته عنصر أساسي من الموارد البشرية ومكون هام للمؤسسة.
2- هو نشاط منظم ضمن برنامج مخطط له ومقصود.
3- فيه إمكانية رفع كفاءة الأداء المؤسسي وإحياء المنافسة المهنية.
4- يهدف إلى إحداث تطوير مهني في أداء المتدربين المعرفي والعملي.
5- يعد التدريب من أفضل مجالات تأهيل الفرد للاستفادة منه آنيا ومستقبلا في إفادة الآخرين.
6- يندرج التدريب في سياق خطة إستراتيجية ضمن أولوياتها، وبرنامج التدريب هو من البرامج الأحد عشر الرئيسية للخطة الاستراتيجية لقطاع الأمن الفلسطيني كما هو موضح بالصورة ادناه
ميزات وخصائص التدريب:
التدريب ورد في سياق الهدف الإستراتيجي الثالث للخطة الإستراتيجية للمؤسسة الأمنية الفلسطينية وهو "تعزيز القدرات وضمان الإستخدام الأمثل للموارد" كوسيلة فاعلة، وله ميزات وخصائص تفضي إلى أهمية التدريب علميا وعمليا، في حالة يكون فيها الفرد غير مؤهل كالصفحة البيضاء يجب إكسابه المهارات حتى يكون قادرا على تطبيق ما تدرب عليه، ومن هذه الميزات والخصائص نلاحظ أن التدريب يوصل المتدرب إلى مستوى أفضل في المعرفة بمفاهيم ومنهجية علمية، وذلك اعتمادا على:
- نقل خبرات وتجربة المدَرِب إلى المتَدرِب بصورة مبسطة ومتسلسلة.
- تبصير المتدرب بالأهداف التدريبية والتطبيق العملي لمفاهيمها المطروحة أمامه.
- سهولة إيصال المعلومات المعرفية كما ونوعا، هي ما تحكم نجاح التدريب وإتقانه.
- العلاقة بين المدرب والمتلقي عنصر أساس يضاف إلى سهولة إيصال المعلومات المعرفية.
- مدى استخدام الأدوات الإيضاحية يساهم في تبسيط الصورة وترسيخ الفهم للمعلومة.
- أهلية المتدرب لتلقي المعلومات التدريبية تعد خاصية هامة لنجاح التدريب.
- التدريب يحتاج دوما إلى تمارين عملية تعزز المعلومات المعرفية.
- وجود آليات ومعايير تقييم للدورة التدريبية بعد كل تدريب ضرورة علمية تحقق مدى الاستفادة منها.
- ينبني التدريب على احتياجات تدريبية تستدعي تطوير قدرات الأفراد.
أهمية التدريب
المؤسسة التي يعمل بها الفرد هي مؤسسة عامة وتستحوذ على اهتمام الدولة وتسعى قيادة المؤسسة إلى تفعيل وتنشيط الأفراد العاملين فيها وعدم إبقاءهم بنفس المستوى، ولذلك يحتل التدريب أولوية لدى الجميع، مسؤوليه وقيادته ودائرة الموارد البشرية والفرد ذاته، وتكمن الأهمية في التالي:
- التعريف الجاد في الجوانب التدريبية وتطوراتها والمفاهيم المستحدثة وطرائق عملها.
- مواكبة التطورات الجارية في مجالات العمل من تقنيات تستخدم في عالمنا المعاصر.
- التنشيط الذهني والعلمي للفرد فكلما جدد نشاطه التدريبي أبدع وتقدم.
-حاجة المؤسسة المهنية إلى التدريب والتعلم تعد حاجة مستدامة.
- التدريب يكسب المتدرب قدرات نمطية علمية في تحليل وترتيب أفكاره.
- يدعم التدريب قدرات الفرد في استكمال ما جهله أو تلاشى من ذهنه نتيجة الروتين والضغط الوظيفي.
- يسهم التدريب في إيجاد كفاءات احتياطية لدى المؤسسة وهو ما يجعلها مستعدة لأداء عملها في كل الظروف وتحت الضغط.
- يؤدي التدريب إلى تأهيل العاملين في ضبط وتوجيه السلوك الوظيفي مع محيطهم من جمهور وقيادات وزملاء العمل ما له وما عليه، بمعنىإرشاده وظيفيا وسلوكيا. [2]
في المحصلة العملية التدريبية تعد منهجا علميا وعمليا وذو أولوية لدى المؤسسة والأفراد العاملين فيها، وتلقيه وإتقان التدريب هو في مصلحة الفرد والمؤسسة وعدمه يؤدي إلى تراجع الفرد والمؤسسة وبالتالي تراجع الأداء وتأدية المهام وهو ما يلحق الضرر بالمؤسسة وبالفرد وبالتالي بالدولة، وعملية إثراء المتدرب بالمهارات والقدرات تعتبر حاجة ملحة لدى المؤسسة الأمنية الفلسطينية نظرا للتحديات وحجم المهام المطلوبة منها.
----------------------- انتهى ------------------------
آذار 2019
[1] للفائدة انظر: تصنيف بلوم العالمي Bloom's Taxonomy
[2] انظر مدونةالأخلاقياتوقواعدالسلوكالعامة لمنتسبي قوى الامن .