في لقاء مع صحيفة المانية المفوض السياسي العام : الموقف الفلسطيني يتمثل بوقف العدوان ومسار سياسي يدعم الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا
رام الله – أكد المفوض السياسي العام اللواء طلال دويكات أن الموقف الفلسطيني يقوم على وقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والخروج من دائرة الحسم العسكري الذي تتشبث به دولة الاحتلال، وفتح المجال أمام مسار سياسي يدعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني .
واضاف المفوض السياسي العام أن المشهد الذي يعيشه المواطن الفلسطيني بسبب انتهاكات الاحتلال وعدوانه الذي يقوم به بشكل يومي، من اجتياحات تطال كافة مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية كافة وما يرافقها من اعدامات وهدم وتدمير للبنية واعتقالات ليس بجديد فعلى مدار الـ 75 عاماً من الاحتلال الاسرائيلي والشعب الفلسطيني يدفع فاتورة يومية فهناك الاف الشهداء والاسرى والجرحى، والأوضاع ازدادت سوءاً بعد السابع من أكتوبر، فمنذ العام 1948 ونحن نعيش نفس المعاناة وان ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة لم يشهد لها التاريخ من قبل، وما يجري في الضفة الغربية لا يقل خطورة عما يجري في غزة .
جاء ذلك في لقاء المفوض السياسي العام مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية في مكتبه برام الله، اليوم الأحد .
واضاف المفوض السياسي العام ان ما حدث في 7 أكتوبر كان نتيجة لما يمارسه الاحتلال من ضغوط متزايدة على الشعب الفلسطيني، وهو ما كان يحذر منه السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن على منابر الأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة وفي لقاءاته مع زعماء دول العالم، وفي دعواته لمعالجة جدية للأسباب المتراكمة التي تؤدي الى استمرار تفجر الأوضاع والخلاص من الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على الأرض، ومعالجة قضية الاحتلال المزمن باعتباره المنتج الرئيس للمأزق والحرب، وإنهاء الاحتلال هو الذي يحقق الأمن ويزيل الخطر وخلق مسار سياسي يدعم الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني.
وتابع المفوض السياسي العام انه وفي مقابل ذلك دولة الاحتلال وحكوماتها المتعاقبة منذ العام 2009، تعمل على تقويض أي فرصة للحل السياسي ، وتسعى إلى تدمير مقوماته على الأرض، وتعمل بشكل منهجي على تفكيك السلطة في كل الميادين وقطع الطريق على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير .
واضاف اللواء دويكات أن الاحتلال في عدوانه المتواصل على قطاع غزة وارتكابه لجرائم الحرب المتواصلة، على مرأى ومسمع العالم يسعى لجعل القطاع غير قابل للحياة، وانه وبعد 106 ايام من الحرب على القطاع هناك أكثر من 100 ألف شهيد وجريح ومفقود وان حوالي 70% من المباني تم تدميرها وهناك حوالي 1.3 مليون نازح في مدينة رفح لوحدها، مشدداً على ضرورة وقف هذه المعاناة، ووقفها ليس محصوراً فقط في معالجة جوانب المعاناة الإنسانية الهائلة، مع كونه ضرورة ملحّة، وإنما في معالجة جدّية للأسباب المتراكمة التي تؤدي إلى استمرار تفجّر الأوضاع، وان المطلب الفلسطيني الجوهري يتمثل بضرورة إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا الفلسطيني .
واشار المفوض السياسي العام الى ان اسرائيل تعمل وعلى مدار سنوات على اضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وإظهارها بموقف الضعيف الذي لا يقوى على حماية شعبه، منوها الى أن سلطات الاحتلال تعمل بشكل منهجي على عرقلة عمل الاجهزة الأمنية التي هي بالأساس لحماية الجبهة الداخلية لشعبنا، عبر العديد من الاجراءات التي تقوم بها وعلى رأسها الاجتياحات المتكررة لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وعبر الحواجز التي تقطع أوصال الضفة الغربية والتي زاد عددها بشكل كبير جداً بعد السابع من اكتوبر، وما رافقها من تعطيل لحركة المواطنين بمن فيهم الاجهزة الأمنية واعاقة وصولهم الى أماكن عملهم، بالاضافة الى التضييق الاقتصادي على المواطنين عبر قرصنة أموال المقاصة وما رافق ذلك من أثر على التحاق المواطنين بمراكز عملهم وحركتهم ومعنوياتهم، و ما يقوم به جنود الاحتلال عبر الحواجز من تنكيل واجراءات، مما يضعنا على مفترق طرق، إما أن تنتصر فيها الإرادة الدولية، او إرادة الاحتلال في استدامة احتلاله .
وتابع اللواء دويكات أن ما كشفت عنه الحرب على غزة هو اعلان نتنياهو بكل صراحة رفض حل الدولتين وان الكل الفلسطيني مرفوض وجوده لا حماس ولا فتح ولا أية حلول سياسية، مشدداً على أن الأولوية لدى القيادة الفلسطينية التي تعمل عليها هي وقف العدوان على شعبنا .