المفوض السياسي العام: الوحدة الوطنية ضرورة ملحة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة

نابلس – قال المفوض السياسي العام اللواء طلال دويكات إن المؤسسة الأمنية تعمل اليوم في ظروف استثنائية، في ظل وجود حكومة اسرائيلية اكثر تطرفا ودموية،هدفها زعزعة السلم الأهلي وإيجاد فجوة بين شعبنا والمؤسسة الأمنية، في محاولة منها لإحراج السلطة الوطنية وإظهارها بالموقف الضعيف، حيث المرحلة اليوم هي الاكثر حساسية وصعوبة في تاريخ شعبنا الفلسطيني ونضاله من اجل الحرية والاستقلال والانعتاق من هذا المحتل، الذي يسعى جاهدا من خلال دمويته وابادته الجماعية لأهلنا في قطاع غزة لتقويض كل ماله علاقة بالدولة الفلسطينية المستقلة صاحبة السيادة على مقدراتها .

جاء ذلك خلال جولة قام بها المفوض السياسي العام ووفداً من هيئة التوجيه السياسي والوطني إلى محافظة نابلس، التقى خلالها القائم بأعمال محافظة نابلس، غسان دغلس، وقادة ومنتسبي المؤسسة الأمنية بالمحافظة، وبحضور نائب رئيس حركة فتح وعضو اللجنة المركزية محمود العالول.

حيث أشار السيد غسان دغلس الى أهمية دورهيئة التوجيه السياسي والوطني، مؤكداً على دعم المحافظة الكامل لعملها ورسالتها القائمة على التعاون الدائم مع الجهات ذات العلاقة لما فيه مصلحة الرسالة الأمنية والوطنية والتي تصب في خدمة شعبنا، ومثمنا جهود المؤسسة الأمنية في حفظ الأمن وسيادة القانون .

وتطرق المفوض السياسي العام خلال محاضرة له بكادر من منتسبي المؤسسة الأمنية في قاعة لينا النابلسي في دار المحافظة إلى ضرورة تكامل جهود المؤسسة الأمنية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي للقضاء على كل محاولات الاحتلال وغيره في سعيهم لزعزعة الصف الوطني، وثقة المواطن بالسلطة الوطنية بهدف إحراجها وإظهارها بموقف الضعيف وأنها غير قادرة على حماية أبناء شعبنا، وتوسيع الفجوة بينها وبين المواطنين، لا سيما وأن الاحتلال يحاول بث الفرقة والاشاعة بين مكونات شعبنا لزعزعة تماسك الجبهة الداخلية، ويعطي نفسه مبررات لاقتحاماته المتكررة للمحافظات، وأعمال التخريب والعربدة للمستوطنين، إضافة لسياساته الهمجية بحق اسرانا البواسل .

وأكد اللواء طلال دويكات على ضرورة تمتين جبهتنا الداخلية كي نواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد شعبنا ومشروعنا الوطني، وعلى رأس هذه التحديات وقف العدوان الهمجي على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، حيث الحرب المفتوحة التي يخوضها الاحتلال ضدنا، تجعلنا نسعى جميعاً إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني لمواجهة الاستيطان وحكومة الاحتلال المتطرفة.

واضاف أن الاحتلال يسعى من خلال عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلى تهجيرهم من أرضهم وهذا يدفعنا إلى العمل على وقف العدوان ووقف التهجير وإدخال المساعدات الإنسانية، في ظل تفاقم المعاناة بحقهم، منوهاً الى دور القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس في فضح جرائم الاحتلال، والعمل على إنهاء العدوان على قطاع غزة الحبيب .

وشدد المفوض السياسي العام على أن القرار الفلسطيني المستقل الذي ارتقى من أجله الشهداء والقادة العظماء منذ بداية الثورة، سيبقى مستقلاً، وأن ثقتنا بقيادتنا وعلى رأسها السيد الرئيس أبو مازن وتمسكنا بمنظمة التحرير قائدة نضال شعبنا الفلسطيني، وصولاً الى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مؤكداً ان منظمة التحرير هي بيتنا وممثلنا الشرعي والوحيد وعنوان الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن السلطة الوطنية هي عنوان نضالي للشعب الفلسطيني وثمرة تضحياته، ولنا تاريخ كبير وحاضر أكبر وتطلعات مستقبلية في الحرية والاستقلال واقامة الدولة، داعياً الى تعزيز صمود ومناعة شعبنا في مواجهة التحديات، التي تمس وجوده على الأرض الفلسطينية، خاصة في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تتنكر لحقوق شعبنا، وتريد الإبقاء على سيطرتها المستدامة للأرض .

وعبر اللواء دويكات عن الاعتزاز بمنتسبي المؤسسة الأمنية، الذين يتحملون مسؤولية وطنية وأمنية ومجتمعية كبيرة لحماية مشروعنا الوطني، والحفاظ على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، وحماية النظام العام وإنفاذ القانون وقطع الطريق على كل من تسول له نفسه المساس أو العبث باستقرار جبهتنا الداخلية، والتي قدمت الشهداء والجرحى والاسرى على مدار السنوات الماضية، مشدداً على ضرورة عدم المس بالشعور الداخلي بالانتماء الوطني فنحن وطنيون نؤدي واجب توفير الأمن للشعب ومؤسسات الدولة الفلسطينية، وأن عمل المؤسسة الأمنية هو عمل وطني، والأمن هو نواة دولة فلسطين وعماد مستقبلها وازدهارها .

وفي سياق دعم حركة فتح لأبناء شعبنا، قال دويكات:" عقدنا عدة لقاءات على مستوى الأقاليم والهيئات وخلصت تلك اللقاءات إلى إطلاق حملة لدعم وإسناد أهلنا في قطاع غزة، وأيضاً إطلاق حملة كفالة الأيتام .

بدوره شكر محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، هيئة التوجيه السياسي والوطني على دورها في دعم رسالة المؤسسة الأمنية وتسليط الضوء على جهودها في خدمة شعبنا، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن والمؤسسة الأمنية وبناء الوعي الوطني العام تجاه رسالتها في حفظ الأمن وسيادة القانون .

وشدد العالول على ضرورة توحيد الرسالة الإعلامية أمام الإعلام المضاد الذي يستغل كل الفرص لصناعة الفتن، وهذا يستدعي تطوير قدراتنا في مجال الإعلام لأنه العنصر الأساس في تشكيل الرأي العام .

وفي نهاية اللقاء تم فتح باب النقاش وطرح التساؤلات والاجابة عليها .