نابلس التاريخ والعراقة والحضن الدافئ
2017-10-30نابلس التاريخ والعراقة والحضن الدافئ
مفوضية التوجيه السياسي – نابلس – ذياب حجة
عندما تدخل نابلس تشعر بالحنين والدفئ والمحبة تشعر انك في فلسطين منذ الاف السنين، تختلط عليك الحداثة مع التاريخ والتراث والفن المعماري، ترى بين ازقتها واروقتها صور التحدي والاصرار وامتزاج الحضارات، وتستشعر تسامحا منقطع النظير بين الطوائف والديانات .
الكل يفتخر بقوميته ووطنيته الفلسطينية ، تروي لك الحجارة القديمة والاعمدة الحجرية والجوامع والكنائس التاريخية حكايات وقصص الكنعانيين الاوائل الذين عشقوها ودافعوا عنها وعمروها،هناك من يقول ان نابلس هي دمشق الصغرى وهي الروح النابض في قلب فلسطين التاريخية . فكأنها تخبرك عن اخواتها القدس ويافا وحيفا وغزة والخليل واريحا وبيسان وعكا، وتعطيك من الجمال المشترك الذي يكمل رسمة فلسطين الجميلة والمنكوبة بالظلم والاحتلال .
فقط في نابلس تشتم رائحة التاريخ ويرحب بك الجميع . وتتذوق الكنافة النابلسية اللذيذة ويعجبك التنباك العجمي وتجلس في المقاهي القديمة وتسمع حكايات الزمان وملاحم البطولة . فتعرف كم هي مدينة الجمال والتجارة والسياحة . لا تستطيع ان تبتعد عنها كثيرا، لانك وقعت في عشقها وحبها ، وكلما ابتعدت عنها يجتاحك الحنين اليها.
للحديث اكثر والاضطلاع على الوضع السياحي والتاريخي لمدينة نابلس ، التقينا مديرة السياحة والاثار في المحافظة الاخت عهود لبادة ، فهي مثال للمرأة الفلسطينية الصامدة والمثابرة ولها دور مميز في خدمة الوطن والمواطن من خلال وظيفتها في وزارة السياحة الفلسطينية وهي خريجة جامعة النجاح الوطنية في عام 1995م تخصص لغة انجليزية وناشطة في اللجان الشعبية والعمل الجماهيري ، وتنحدر من عائلة وطنية مناضلة ، حيث اعتقل اشقاؤها لسنوات عدة في سجون الاحتلال الاسرائيلي وتم هدم بيتها في الانتفاضة الثانية ، التحقت في وزارة السياحة في عام 1996م وكانت مثالا للعمل والنشاط والابتكار وعينت مديرة لوزارة السياحة في نابلس في عام 2016م .
تحدثت لبادة عن الوضع السياحي في نابلس ، قائلة: نابلس غنية بالمواقع الاثرية والتراثية والتاريخية ، فالبلدة القديمة التي تضرب جذورها لآلاف السنين تعتبر متحف اثري وتراثي متكامل بازقتها وحواريها واحواشها ومساجدها وكنائسها التاريخية ، وكذلك تمتاز بالقصور والعمارة الفلسطينية المميزة ، مثل قصر آل عبد الهادي وقصر طوقان وقصور آل النمر ، ويوجد فيها الحمامات التركية التاريخية مثل حمام السمره وحمام الشفاء والمقامات الاسلامية مثل مقام عماد الدين ، وفيها الصَبانات التي تعد من تراث مدينة نابلس ، اضف الى ذلك جبل جرزيم الاثري ومقر الطائفة السامرية التي تمثل جزءا اصيلا من الشعب الفلسطيني وتراثه ، وكذلك جبل عيبال والمقامات الاسلامية التي يحتضنها ، والمدرج الروماني ومقبرة عسكر وميدان سباق الخيل وخان التجار وبرج المنارة وخان الوكالة وتل بلاطة الاثري وبئر يعقوب ، وقرية البيذان التي تعتبر محمية سياحية متكاملة وهي مقصد للسياحة الداخلية.
واضافت عهود لبادة ، يوجد في محافظة نابلس تنوعا وتكاملا بين السياحة والتراث والآثار والتارخ وفن العمارة ، وهي بحاجة الى اهتمام وتطوير وتوثيق لكل المعالم الاثرية الموجودة فيها، وقد عملت السلطة الوطنية ومؤسساتها المختلفة ومن خلال وزارة السياحة وبالتعاون مع الدول والمؤسسات الصديقة على الحفاظ على هذا الارث التاريخي والحضاري من خلال الدراسات والتوثيق والترميم واقامة الندوات والمهرجانات الداعمة للوضع السياحي في المحافظة.
مشيرة الى سبسطية الاثرية التي تعتبر مدينة اثرية متكاملة ومميزة ، وحاجتها الى الاهتمام والتطوير ودعم للسياحة الخارجية والداخلية فيها، خاصة ان هناك هجمة اسرائيلية شرسة ومتواصلة على سبسطية وهناك تخريب متعمد ومحاولات لسرقة الآثار فيها.
واضافت ان سبسطية بحاجة الى جهد جماعي من اجل تطوير السياحة فيها من خلال تكثيف الفعاليات وتنظيم رحلات مدرسية وجامعية ودعوة الاهالي الى زيارتها باستمرار، وكذلك اعادة تفعيل مهرجان سبسطية الدولي، وتشجيع راس المال الفلسطيني بالاستثمار في سبسطية والمسعودية من خلال بناء المتنزهات والحدائق والفنادق.
ونوهت لبادة الى دور الاعلام في تسليط الضوء على الوضع السياحي في سبسطية والتعريف بمخاطر الممارسات الاسرائيلية والاستيطانية، مع ضرورة التحرك على وجه السرعة لتشريع القوانين الحديثة من اجل حماية السياحة والمواقع الاثرية وردع لصوص الآثار والتجار الذين يسربون القطع الاثرية الى الاحتلال الاسرائيلي.
وقدمت لبادة شرحا مفصلا عن نشاطات وزارة السياحة في محافظة نابلس والتي تشمل مهرجان نابلس السياحي وورشات العمل الارشادية والندوات المتخصصة اضافة الى مهرجانات التسوق ومهرجان المسعودية ومهرجان سبسطية والتي تنظم سنويا وذلك بالتعاون مع مؤسسات المحافظة الرسمية والمدنية والاهلية.
وفي رسالتها للمواطنين والاهالي والمؤسسات قالت عهود لبادة ان نابلس آمنة وترحب بالضيوف الكرام رغم الجراح والالم والاحتلال وما تعرضت له المدينة والمحافظة من ممارسات استيطانية وعنصرية وان نابلس مدينة الكل الفلسطيني ومدينة التعايش والمحبة وهي بيت ضيافة وترحب بكل الزوار من الوطن وخارجه، وتعتبر مقصدا سياحيا متميزا بالتنوع الاثري والتاريخي والمعماري والتراثي.