القدس درة التاج....بقلم اللواء/ عدنان ضميري
2017-12-24القدس درة التاج
بقلم اللواء/ عدنان ضميري
القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، هما مصدر الالهام لكل الانتقاضات والهبات الشعبية والثوارات التي شهدتها فلسطين ضد المحتلين منذ ثورة البراق سنة 1929 وحتى يومنا هذا، وهما البوصلة لنضال شعبنا الفلسطيني حتى الاستقلال والدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
قرار ترامب المشؤوم يخالف العقل والدين والاخلاق ويتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، فهذا القرار يشكل صفعة واعتداءا علينا كفلسطينيين وعلى العالم اجمع، لما للقدس من قيمة دينية وتاريخية وتراث انساني وحضاري ووجداني في عقول المسلمين والمسيحيين.
ردة الفعل على هذا القرار الجائر والمخالف لكل شيء، كانت اقوى من توقعات الادارة الاميركية وعلى راسها ترامب مما تسبب في عزل الولايات المتحدة امام العالم اجمع، وظهور الوجه الحقيقي لهذه الادارة التي تكاملت مع الاحتلال واصبحت صوت واداة الاحتلال في تنفيذ مخططاته التهويدية للقدس والمقدسات وللأرض الفلسطينية بشكل عام، فهذا امر ادركه المجتمع الدولي واصبح لزاماً عليه ان يتخذ القرارات التي تقف في وجه هذا الصلف الاميركي والقفزة غير محسوبة العواقب.
بهذا السلوك اخرجت الولايات المتحدة نفسها من الدور الذي كانت تضطلع به كوسيط للعملية السياسية في الشرق الاوسط، فلم تبق عاصمة في العالم الا وخرجت مستنكرة ورافضة لقرار ترامب، الذي وصفه شعبه الاميركي بالغبي، حيث هذا الغباء حقق لشعبنا انتصاراً كبيراً من خلال عودة القضية الفلسطينية الى المربع الاول من حيث الاهتمام الدولي ومن حيث مناصرة شعوب الارض لها، اضافة الى تعزيز موقف القيادة الفلسطينية باستبدال الدور الاميركي، بحاضنة دولية اكثر نزاهة وحيادية، مما جعل التغير في ادوات النضال ضرورة ملحة، وهذا ما يؤكده الدعوة لعقد المجلس المركزي لنقل ملف القضية الفلطسينية الى طاولة الشرعية الدولية، لذلك شكل فخامة الرئيس ابو مازن لجنة قانونية وسياسية مختصة بجميع القرارات المتعلقة بفلسطين والقدس، وتعزيز ادوات المقاومة الشعبية والسياسية والقانونية والدبلوماسية.
فلسطين تحتاج منا ان نكون متحدين على رؤية مشتركة ومقاومة شعبية بعيدة عن العسكرة، لان اثر المقاومة الشعبية اقوى واجدى في هذه المرحلة.