1/شباط1948 ..... مجموعة فدائية من قوات الجهاد المقدس تقوم بعملية فدائية نوعية في القدس المحتلة
2018-02-011/شباط
1948 - مجموعة فدائية من قوات الجهاد المقدس تقوم بعملية فدائية نوعية في القدس المحتلة ، تمثلت في نسف شارع « هاسوليل» حيث تواصلت السنة اللهب فيه لمدة ثلاثة أيام .
جيش الجهاد المقدس
بعد ثورة 1929 اتضحت سياسة بريطانيا المنحازة إلى الصهيونية عن طريق تسليحها الصهيونيين، واشتراك الجنود البريطانيين في الأحداث، وعن طريق تيسير الهجرة اليهودية وتسهيل عملية شراء الأراضي. كل هذه الأمور أدت إلى اتساع النظرة العربية العدائية لتشمل، مع الصهيونية، بريطانيا باعتبارها أساس البلاء.
في عام 1933 أصبح الوضع في فلسطين جد مضطرب نتيجة قيام المظاهرات والاضرابات الداعية إلى سقوط وعد بلفور وإلى تغيير منحى السياسة البريطانية. وقد وصف خليل السكاكيني الحالة بقوله: “لقد كانت فلسطين أمس واليوم ساحة حرب، مظاهرات في كل مكان، هجوم على مراكز البوليس (الشرطة). ومحطات سكك الحديد، قتلى وجرحى بالمئات، المستشفيات عامة، والنفوس تضطرم غضباً”. وقد عجلت تلك الأحداث في تنظيم الشباب وتشكيل “جيش الجهاد المقدس” بالإضافة إلى التنظيمات الأخرى الموجودة كالحلقات الجهادية التابعة للشيخ عز الدين القسام، وفرق الكشافة، أمثال فرقة خالد ابن الوليد وفرقة أبي عبيدة بن الجراح.
وفي عامي 1934 و1935 كان العمل منصباً على ايجاد مجموعات معبأة للعمل العسكري المستقبلي ضد سلطات الانتداب. وبعد تأزم الأوضاع في آذار 1936 شملت الاضرابات مدن وقرى فلسطين كافة، وتم تشكيل اللجنة العربية العليا لفلسطين التي أعلنت مواصلة الاضراب إلى أن تغير الحكومة البريطانية سياستها، وتعدل خطتها الرامية لتحقيق الوطن القومي اليهودي.
وفي ظل هذا الغليان الوطني تنادى قادة التنظيمات السرية، وقرروا لم صفوفها في جيش واحد أطلق عليه اسم “جيش الجهاد المقدس”، وعهد برئاسته إلى الشهيد عبد القادر الحسيني.
وفي ليلة 6-7/5/1936 خرجت قوات جيش الجهاد المقدس إلى أماكن جبلية اختيرت لتكون مراكز لانطلاقها. وفي فجر 7 أيار أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى إيذاناً ببدء الثورة، وكان ذلك في قرية بيت سوريك شمالي غرب القدس حيث انقض المجاهدون على ثكنة قريبة للجيش البريطاني، ودمروا مركز الرادار فيها. ثم توجههوا إلى منطقة القسطل لقطع طريق المواصلات الرئيسة بين يافا والقدس. كذلك اندفعت قوات جيش الجهاد المقدس العسكرية في قالونية وعين كارم وساريس وأبو ديس وقطنة وصوبا والعيسوية وغيرها من قرى قضاء القدس، اندفعت تهاجم ثكنات الجيش البريطاني ومراكز الشرطة وحرس المعسكرات. هذا بالإضافة إلى فرقة التدمير بقيادة فوزي القطب التي نسفت الجسور والعبارات وخطوط السكك الحديدية وبعض طرق المواصلات، وعطلت خطوط الهاتف وأنبوب نفط العراق الواصل إلى حيفا.
ولما اتسع نطاق الثورة وبدأت الأخبار تنتقل إلى البلدان العربية سارع المناضلون للانضمام إلى جيش الجهاد المقدس، مما ساعد على رفع معنوياته وطاقته القتالية. وظهر ذلك في معركة الخضر في 4/10/1936، عندما شنت القوات الإنكليزية هجوماً على جبال قرية الخضر (قضاء بيت لحم) حيث كانت تعسكر بعض فصائل الجهاد المقدس. وقد امتد القتال عدة ساعات، واستخدمت فيه الطائرات لقصف مواقع الثوار. وبالرغم من عدم تكافؤ العدة والعدد بين الطرفين استبسل الثوار أمام القوات البريطانية. وكانت النتيجة استشهد المناضل العربي السوري سعيد العاص، وإصابة القائد عبد القادر الحسيني بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى العسكري في القدس ليحاكم فيما بعد، ولكنه استطاع القرار واللجوء إلى دمشق.
توقف القتال، وفك الاضراب بعد تدخل الملوك والرؤساء العرب (رَ: نداء الملوك والرؤساء العرب للشعب الفلسطيني) مقابل وعود بريطانيا بمراجعة موقعها على ضوء تقرير تقدمه لها لجنة خاصة تزور فلسطين للوقوف على أسباب الثورة. ولكن خيبة آمال العرب نتيجة اقتراح التقسيم الصادر عن اللجنة الملكية عام 1937 (رَ: بيل، لجنة) كانت كبيرة، الأمر الذي جعل عرب فلسطين يعلنون الثورة من جديد بقيادة جيش الجهاد المقدس، ولكن بأسلوب أقوى وأجدى، تمثل في تكوين الخلايا السرية داخل البلاد وخارجها. واستطاع جيش الجهاد المقدس أن يسيطر على الريف الفلسطيني، وعلى الكثير من المدن الرئيسة، ومنها القدس القديمة عاصمة البلاد.
وفي أول أيار عام 1938 هاجمت مجموعة من جيش الجهاد المقدس مستعمرة فيجان اليهودية الواقعة جنوبي مدينة القدس، واستطاعت قتل بعض أفراد الشرطة اليهودية وحراس المستعمرة ثم انسحبت بدون خسائر. كذلك هاجمت قوات الجهاد المقدس مستعمرة رامات راحيل، ونصبت الكمائن للقوات البريطانية، وكبدتها خسائر كبيرة.
صممت بريطانيا، نتيجة تعاظم قوة المجاهدين، على الخلاص منهم بكل ما لديها من إمكانات، فجهزت قوة من خمسة آلاف جندي، وضربت طوقاً حول معاقل الثوار في منطقة بني نعيم بين بيت لحم والخليل. وانتشر المناضلون، ولكن الطائرات استدلت على أمكنتهم فقصفتهم بنيرانها، وزحف المشاة لضربهم، ونشبت معركة بين الفريقين المتحاربين استبسل فيها جنود جيش الجهاد المقدس، وطلبوا النجدة من القرى المجاورة فأنجدهم القائد عبد الحليم الجولاني مع مائة من إخوانه المناضلين، مما رفع معنويات المقاتلين.واستمرت المعركة زهاء عشر ساعات أسقطت خلالها ثلاث طائرات. ولكن خسائر العرب كانت كبيرة، وسقط منهم عشرات الشهداء.
تضعضعت الثورة بعد هذاه المعركة واستشهد بعض كبار قادتها أمثال عبد الرحيم الحاج محمد وعلي الحسيني، وتسلل بعضهم عبر الحدود إلى الأقطار العربية المجاورة. إلا أن الثورة استمرت حتى عام 1939 حين صدر الكتاب الأبيض وهبت رياح الحرب العالمية الثانية، فأدى ذلك إلى توقفها.
وإثر صدور قرار التقسيم عام 1947 (رَ: تقسيم فلسطين)، نظم عبد القادر الحسيني في قرية صوريف من أعمال الخليل قوة من الشباب تقدر بخمسة وعشرين مجاهداً من أجل متابعة الجهاد لمقاومة التقسيم وللدفاع عن عروبة فلسطين. ثم انتشرت هذه التنظيمات في معظم مدن فلسطين. وحملت كلها اسم “قوات الجهاد المقدس”. وباركت الهيئة العربية العليا لفلسطين هذا التنظيم الذي أصبح تابعاً لها. وقد اختيرت مدينة القدس مقراً للرئاسة. وأما القيادة فتشكلت من:عبد القادر الحسيني رئيساً، وكامل عريقات نائباً للرئيس، وقاسم الريماوي أما للسر، ومفتشين للشؤون العسكرية والإدارية.وقد عين لكل قطاع قائد يتلقى أوامره من القيادة المذكورة. ومن هؤلاء القادة الشهيد حسن سلامةوالشهيد إبراهيم أبو دية، بالإضافة إلى عدد من الضباط السوريين والعراقيين واللبنانيين.