10/ نيسان1973 ... اغتيال القادة الثلاثة (عدوان ، ناصر ،النجار )
2018-04-1010/ نيسان1973 - اغتيال القادة: كمال عدوان وابو يوسف النجار عضوا اللجنة المركزية لحركة «فتح» وكمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على ايدي قوة ارهابية (اسرائيلية) تسللت الى بيروت العاصمة اللبنانية وكان (ايهود باراك) احد افرادها.
* الشهيد كمال عدوان: المقاتل الوطني صاحب الطلة البهية
كان الشهيد كمال عدوان الذي سقط مع رفيقيه كمال ناصر ومحمد النجار برصاص الموساد الإسرائيلي قبل 38 عاما، مقاتلا عنيدا مبتكرا، وصاحب طلة بهية ظل يردد طوال حياته ‹حتى تكون قوميا وحتى تكون أمميا، لا بد أن تكون فلسطينيا أولا›.
وقبل استشهاده بثلاثة أشهر فقط، وفي الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، وقف ضد كل المشاريع التي تستهدف قضية شعبنا في تحرير وطنه، ورفض الحلول الجزئية وتصدى لهذه المشروعات بالكفاح والنضال السياسي الجماهيري، ويومها قال قولته الشهيرة: ‹نعيش بأملنا فنحوله إلى حقائق.. ويعيشون بيأسهم فيستسلمون›.
ولد الشهيد القائد واسمه ‹أحمد كمال› عبد الحفيظ علي عدوان، في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام 1935، وكان الجميع يري في عيني ذلك الصغير براعة وجرأه لا تتمثل في غيره من الصبيان، فكان عنيدا في طباعه مفعما بالحيوية والنشاط وكان لا يهاب أي شيء .
بعد نكبة عام 1948، انتقل للعيش في قطاع غزة حيث درس في مدارس القطاع في مدينتي رفح وخان يونس، وبعدها انتقل إلى مصر لإكمال المرحلة الجامعية حيث التحق بكلية الهندسة.
وعندما خرج عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة مقاومة نشطة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة أشخاص آخرين مثل أبو عمار وأبو جهاد ‹خليل الوزير› وأبو يوسف النجار وآخرين.
ولظروف اجتماعية ومالية ترك كمال عدوان الدراسة في مصر بعد سنتين، ولكنه عاد لينهي المرحلة الجامعية وحصل على شهادة (هندسة البترول)، ومن ثم غادر مصر متجها إلى السعودية، وهناك بدأ بإنشاء تنظيم حركة فتح حيث يعتبر أول المؤسسين لتنظيم حركه فتح في السعودية، بعدها انتقل إلى قطر وقاد التنظيم هناك.
وللشهيد أعمال رائعة في بناء النواة الأولى لحركه فتح حيث إن القيادة الفلسطينية اختارته لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير، وبهذا كان خير من تسلم الأمانة فقد عمل على البحث عن كل طاقة ثورية ليُجسدها في هذا المكتب واستقطب أبرز الصحفيين ورواد الكلمة من العرب والأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية.
الشهيد أبو يوسف النجار:
ولد محمد النجار ‹أبو يوسف› الذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي مع صاحبيه كمال ناصر، وكمال عدوان في بيروت في مثل هذا اليوم عام 1930، في قرية يبنة قضاء الرملة، وأتم دراسته الابتدائية فيها، لينتقل بعدها إلى الكلية الإبراهيمية في القدس حيث أنهى دراسته الثانوية.
بعد ذلك عاد إلى مسقط رأسه ليعمل مدرسا حتى اضطرته النكبة عام 1948 إلى ترك قريته والنزول في حي الشابورة في معسكر رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفيه عمل محمد يوسف النجار في سلك التربية والتعليم حتى 1956.
عرف أبو يوسف في معسكر رفح وفي القطاع عامة بمواقفه الوطنية، واعتقل لأول مرة أربعة أشهر سنة 1954 بتهمة قيادة إحدى المظاهرات طالب فيها بالتجنيد الإجباري للشبان الفلسطينيين.
واعتقل ثانية في آذار سنة 1955 لقيادته إحدى المظاهرات احتجاجا وشجبا لمشروع التوطين في شمالي سيناء الذي حاولت وكالة غوث اللاجئين تنفيذه، وينسب إليه حرق مخازن الأونروا وهو صاحب شعار ( ولعوا النار في هالخيام وارموا كروتة التموين)، وطالما حذر من أن ‹تصبح القضية الفلسطينية مجرد كيس من الدقيق أو عدة أرطال من السكر والزيت والأرز›
غادر أبو يوسف قطاع غزة على متن مركب شراعي سنة 1957 إلى سورية ومنها توجه إلى عمان، وانتقل بعدها للعمل في دائرة معارف قطر.
يعتبر النجار، قائدا مؤسسا وصاحب معظم المنطلقات والأهداف الحركية، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحركة منذ تأسيسها عام 1965وفي سنة 1967 تفرغ نهائيا لحركة فتح.
انتخب محمد يوسف النجار في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في القاهرة عام 1969، عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا لحركة فتح، واختير رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، وكان يدعو إلى تجنب المظاهر والتصرفات التي قد تسيء إلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية.
وفي الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة من 6- 12/1/1973، جددت عضويته في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وأسندت إليه رئاسة الدائرة السياسية فيها.
شارك أبو يوسف في الكثير من المؤتمرات والندوات العربية والدولية، وكان يؤكد دائما رفض الشعب العربي الفلسطيني قرار مجلس الأمن 242 وإصرار المقاومة الفلسطينية على القتال حتى النصر، ويطالب الدول العربية والصديقة بزيادة دعمها ومساندتها للثورة الفلسطينية.
كمال ناصر
ولد المناضل والشاعر كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر في مدينة غزة عام 1924، وتربى في بلدة بيرزيت، شمالي رام الله، ودرس في مدينة القدس، وأنهى دراسته العليا في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1945 وتخرج فيها بإجازة في العلوم السياسية.
عاد الى فلسطين عام 1945، وعمل مدرسا للأدب العربي في مدرسة صهيون بالقدس، ثم درس الحقوق في معهد الحقوق في القدس، وعُيّن أستاذا للأدب العربي في الكلية الأهلية برام الله.
ساهم، مع عدد من رفاقه في تأسيس فرع لحزب البعث العربي الاشتراكي في فلسطين في عام 1952، وأصدر جريدة «البعث» اليومية في رام الله.
انتخب كمال ناصر عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وذلك في أعقاب سيطرة حركة فتح وباقي فصائل الكفاح المسلح على زمام المنظمة.
حيث قام بتأسيس دائرة التوجيه في إطار المنظمة، وكان ناطقا رسميا باسمها.
أطلق عليه صلاح خلف أبو اياد صفة «ضمير» الثورة الفلسطينية، لما كان يتمتع به من مصداقية وسمات أخلاقية عالية.
كما أصبح رئيسا للجنة الاعلام العربي الدائمة، المنبثقة عن جامعة الدول العربية.
عام 1972 تبنى المجلس الوطني الفلسطيني قرار إنشاء مؤسسة إعلامية فلسطينية موحدة، وأنيطت بـ كمال ناصر مهمة الإشراف على الهيكل الجديد الذي سمي «الإعلام الموحد» وترأس تحرير مجلة المنظمة «فلسطين الثورة» والتي بدأت صدورها في حينه من العاصمة اللبنانية بيروت، واستمر في رئاسة تحريرها حتى تاريخ استشهاده.
استشهد كمال ناصر، والقائدان الفلسطينيان كمال عدوان ومحمد يوسف النجار في عملية اغتيال قام بتنفيذها جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» في شارع فردان بالعاصمة اللبنانية بيروت يوم 10/4/1973.
كتب كمال ناصر مقالات سياسية وتأملية كثيرة، وكتب القصة القصيرة، كما صدرت له مجموعة شعرية، هي «جراح تغني» عن دار الطليعة في بيروت عما 1960، أما معظم آرائه ومواقفه فكان يضمنها في ما كان ينشره من مقالات شبه يومية في الصحف والمجلات، فضلا عما كان يحتفظ به كمخطوطات.