تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

واقع وتحديات الرياضة العسكرية الفلسطينية

2018-12-03

           واقع وتحديات الرياضة العسكرية الفلسطينية

مفوضية التوجيه السياسي / رام الله / رامي غنام

تعتبر الرياضة العسكرية من أهم انجازات السلطة الوطنية بعد الدخول إلى أرض الوطن، وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقى التوجيه السياسي والوطني مدير عام اتحاد الرياضة العسكرية عقيد أمل خليفة ، التي أخذت على عاتقها الإرتقاء بالعمل الرياضي العسكري وإيصال الرياضة العسكرية إلى كافة المحاور ليشكل هدفها والرياضيين من أبناء الأجهزة الأمنية والعسكرية ولادة وتشكيل الاتحاد الفلسطيني للرياضة العسكرية.

في بداية اللقاء تحدثت عقيد أمل خليفة عن الاتحاد العام للرياضة العسكرية باعتباره  مؤسسة عسكرية تختص بالنشاطات الرياضية الخاصة بالعسكر في جميع الألعاب ، وقالت انّ الاتحاد العام للرياضة العسكرية له تاريخ طويل منذ تأسيس الثورة الفلسطينية، فكان هناك من فدائيينا العسكريين الرياضيين في العراق وتونس وباقي الدول العربية، ولكن التأسيس الرسمي للإتحاد العام للرياضة العسكرية جاء بعد قدوم السلطة الوطنية إلى أرض الوطن، فكان لابدّ من مواكبة الاتحادات العسكرية الأخرى العربية والدولية من قبل الرياضة العسكرية الفلسطينية، حيث تمّ تشكيل وتأسيس الاتحاد بتكليف من وزير الداخلية الفلسطيني الأسبق عبد الرزاق اليحيى عام 2006 ، وتولى رئاسته اللواء/ نضال أبو دخان .

واشارت عقيد خليفة الى البدايات الصعبة في وضع الأسس لهذا الاتحاد من قبل الهيئة الإدارية التي تم انتقاؤها لتشكيل الإتحاد، فكانت البداية أن تمّ استئجار مقر صغير في رام الله، مع عدم توفر الكادر البشري المطلوب للعمل، والاحتياجات الإدارية والفنية مثل الحاسوب لضرورات العمل،  وبعد فترة وجيزة تم الاعتراف بالاتحاد الفلسطيني للرياضة العسكرية على المستوى العربي، ثم على المستوى الأسيوي ، اضافة الى الاعتراف بنا رسمياً بعد العام 2014 من خلال نيل فلسطين العضوية الدولية الكاملة بالمجلس الدولي للرياضة العسكرية ، وذلك بمساندةٍ من رؤساء الاتحادات الآسيوية وجزء من الدول الأوروبية التي طالبت بعضوية فلسطين في الاتحاد الدولي للرياضة العسكرية بغض النظر عن المعايير الدولية المطلوبة لذلك، حيث كان لذلك الأثر الإيجابي على رياضتنا العسكرية محلياً وعلى العلاقة مع اتحادات الدول الأخرى للرياضة العسكرية فيها.

 

إنجازات نيل العضوية في الاتحاد الدولي للرياضة العسكرية

 

أوضحت عقيد أمل خليفة بأنّ هذه العضوية لاقت صعوبات حتى تمّ الحصول عليها وخصوصاً من قبل الاتحاد الآسيوي والدولي لأنّ معايير الاتحاد الفلسطيني غير متوافقة مع المعايير الدولية بسبب عدم السيطرة على الحدود والسماء ولا يوجد تشكيلات عسكرية رياضية كما في باقي الدول، اضافة الى سعي الاحتلال لاعاقة وجود فلسطين في الاتحاد الدولي على الرغم من عدم وجودها في الاتحاد الدولي للرياضة العسكرية ، وكان ذلك من خلال أصدقائها من الدول الكبرى ، ومع ذلك وبعد نيل العضوية أتاح هذا الإنجاز للكثير من الأمور ، أهمها فتح المجال لتمثيل فلسطين على المستوى الخارجي بشكل أكبر، وأن يرتفع علم فلسطين على ساريات الرياضة الدولية العسكرية انتصار وطني بأي محفل دولي قادم وانجاز كبير لكل الفلسطينيين، كما أصبح الحق لفرقنا الرياضية المشاركة في جميع النشاطات الرياضية العسكرية التي تقام في جميع أنحاء العالم.

مشيرة الى ان الاتحاد وضع نصب أعينه الوصول بالعمل الرياضي العسكري إلى الاحتراف على المستوى المحلي والدولي واضعاً اسم فلسطين على خارطة العالم بعدما حقق الاتحاد إنجازات عظيمة على مستوى الرياضة العسكرية والتي انسجمت فيما بعد مع المعايير الدولية للرياضة العسكرية، فعندنا فريق كرة القدم مثلاً يلعب باحتراف على مستوى الوطن والخارج وكان الصعود لهذا المستوى سريعاً.

اهتمامات ومشاركات الرياضة العسكرية

من ناحية أخرى قالت : عقيد أمل خليفة بأنّ اتحاد الرياضة العسكري يهتم بكل الرياضات المنضوية تحت راية اللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي وما هو معترف به دولياً، ولهذا الغرض تم تشكيل فرق رياضية وتنشيط الرياضات الأخرى وتركيزها داخل أجهزة المؤسسة الأمنية والعسكرية بشكل عام ، مثل فريق كرة الطائرة والرماية، والخماسي العسكري وهي عبارة عن خمس لعب: الركض والسباحة، والعدو فوق الحواجز، والرماية وضرب الجل ( القنبلة )، والتوجّه بالبوصلة، كما أنّ هناك رياضات أخرى لها على الجانب المدني والعسكري على حدٍ سواء مثل الشطرنج والسباحة وألعاب القوى، والألعاب القتالية، والمظلات، والفروسية التي تعتبر مهمة جداً في الرياضة العسكرية؛ فلدى الاتحاد ( خمسة ) من الفرسان يشاركون على المستوى المحلي والدولي باسم فلسطين.

اضافة الى المشاركة من قبل الاتحاد على المستوى الوطني الداخلي وعلى المستوى الخارجي، من خلال الفرق الرياضة العسكرية المتنوعة مثل فريق كرة الطائرة، وفريق كرة القدم حيث تم تحقيق نتائج كبيرة في هذه الرياضات، كما أصبح لدينا ثلاثة حكام دوليين في الكونفو والألعاب القتالية بشكل عام

الإشراف والتدريب

ومن جهة أخرى بينت عقيد خليفة بأن كافة اللاعبين والإداريين والفنيين والمدربين جميعهم من الأجهزة الامنية والعسكرية، وأنّ أعضاء الاتحاد هم من يقوموا بالإشراف على أعمال التدريب لهؤلاء اللاعبين في مختلف المهارات الرياضية، وأشارت إلى أنّ جهاز الأمن الوطني يكاد يكون هو الجهاز الأكبر على المستوى العددي وعلى مستوى الجاهزية، ولذلك فهو يضم أكثر اللاعبين والمدربين والفنيين أيضاً ، وعند القيام بأي نشاط على المستوى الخارجي يتم دعوة كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية لترشيح من تراه مناسباً من قبلها للمشاركة في هذا النشاط، وعليه نقوم باختيار من يقع عليه جميع المواصفات والمعايير الخاصة بهذا النشاط للمشاركة على المستوى الخارجي.

أما على المستوى الداخلي فيتم العمل على إشراك اكبر عدد من العسكريين الموجودين في الأجهزة الأمنية ومن كافة كادر الاتحاد العام للرياضة العسكرية.

 

التمثيل العسكري للمرأة الفلسطينية وأبرز الرياضات المشاركة فيها

وعند سؤالنا عن التمثيل العسكري للمرأة الفلسطينية وأهم الرياضات المشاركة فيها قالت : عقيد/ أمل خليفة ان الرياضة العسكرية الفلسطينية لم تفكر يوماً بان يكون مديرها امرأة على المستوى الفلسطيني، ولذلك ومنذ المشاركة الأولى للإتحاد في القاهرة وعلى المستوى العربي والأسيوي تفاجأ العرب في أن يكون تمثيل فلسطين للرياضة العسكرية هي امرأة .

وأما مستوى الرياضات في فلسطين ما زالت مشاركة المرأة للرياضة العسكرية متواضعة ولا شيء يذكر أمام مشاركات العالم، كما أنّ التحاق المرأة بالمؤسسة العسكرية دائماً يأتي على بند الكفاءات مثل للعمل في الأعمال الإدارية ولا يأتون على أساس أنّهم تنفيذيين رياضيين ، وفي الفترة الأخيرة ومن خلال الدّعم المتواصل من سيادة اللواء نضال أبو دخان تم البدء بتجنيد فتيات بأعمار صغيرة لتهيئتهنّ أن يكونوا بطلات فلسطين في الرياضة العسكرية، ولذلك أصبحنا نجد المشاركات الأبرز للمرأة في الرياضة العسكرية من خلال جامعة الاستقلال.

معيقات وتحديات الرياضة العسكرية

وبينت عقيد خليفة أنّ هناك معيقات وتحديات تواجه الرياضة العسكرية وأبرزها العائق المالي الذي يقف حائلاً أمام الخطط المستقبلية للإتحاد رغم الانجازات التي حققها، والسبب في ذلك يعود للامكانيات الضئيلة جداً والتي لا تكفي للإتحاد العسكري وفرقه والنشاطات التي يقوم بها، فمسؤولياته كبيرة على مستوى الوطن وعلى مستوى المشاركات الخارجية، وكذلك معيقات الاحتلال، بالإضافة إلى عدم وجود البنية التحتية للرياضة العسكرية في بعض الرياضات، فمثلاً لا نستطيع القفز في سماء فلسطين، أو التدرب على الرماية، إلا أنّ العمل جارٍ على حل هذه المشاكل وتذليلها من خلال تخصيص قطعة أرض لبناء المدينة الرياضية العسكرية في أريحا التي سوف تكون الأولى على مستوى الوطن، كما تم تخصيص قطعة أرض أخرى في قرية سردا لبناء الاتحاد العام للرياضة العسكرية، وهنا اتوجه بالشكر الجزيل لسيادة الرئيس محمود عباس ( أبو مازن )، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وسيادة اللواء نضال أبو دخان، على دعمهم المتواصل لنا وتذليلهم للعقبات والمعيقات التي يواجهها الإتحاد.

الأهداف المستقبلية للإتحاد العام للرياضة العسكرية

وتناولت عقيد أمل خليفة أبرز الخطط والأهداف المستقبلية للاتحاد العام للرياضة العسكرية والتي تتمثل في زيادة الحصول على الموارد المالية لتمويل نشاطات ومشاركات الإتحاد وخاصة على المستوى الخارجي، وتجنيد أكبر عدد ممكن من اللاعبين ليمثلوا فلسطين في المشاركات الرياضية على المستوى الخارجي، وإنجاز المدينة الرياضية في أريحا، والحصول على المراكز الأولى في الانجازات، والفوز بميداليات الذهب دائماً من خلال المشاركة في هذه الرياضات وخاصة على المستوى الدولي ورفع علم فلسطين في المحافل الدولية كافة، كما تمّ البدء بتوجيه الدعوات للأخوة العرب في الاتحادات العربية العسكرية لاستحضار الفرق العسكرية العربية إلى فلسطين لتبادل الخبرات في هذا المجال.

وفي نهاية اللقاء اشارت عقيد أمل خليفة الى ان هناك رسالة مهمة في مشاركة الاتحاد في الرياضات المختلفة وخصوصاً على المستوى الدولي فالعنوان الأساس والرئيس للرياضة العسكرية الفلسطينية سيبقى يحمل في طياته الصداقة والمحبة والسلام عبر الرياضة ، حتى نصل بطريقة مميزة ومبدعة نحو العالم ونكون عند حسن ظن الجميع .

 

Developed by MONGID | Software House