جمعية التنمية الزراعية .. عمل دؤوب في خدمة القطاع الزراعي الفلسطيني
2019-02-04جمعية التنمية الزراعية .. عمل دؤوب في خدمة القطاع الزراعي الفلسطيني
تقرير عقيد /عائدة طقاطقة
تمارس جمعية التنمية الزراعية (الاغاثة) مهامها على نطاق واسع وتقوم بعمل دؤوب على مدار العام في كافة محافظات الوطن وذلك خدمة للقطاع الزراعي الفلسطيني ، حيث تم في هذا الاطار عقد مذكرة تفاهم وتعاون بين التوجيه السياسي والوطني وجمعية التنمية الزراعية تحقيقا لهذا الهدف.
** خلفية تاريخية
انطلقت جمعية التنمية الزراعية من قبل مجموعة محدودة من المهندسين الزراعيين و المزارعين الرياديين التي انبثقت من رحم الحركة التطوعية ، و تميزت بحضور وانجاز قل نظيره في الاراضي الفلسطينية منذ أواخر سبعينات القرن الماضي ، و ذلك بهدف سد الفراغ ألخدماتي و التنموي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، حيث عمدت الإدارة المدنية في حينه الى حرمان الفلسطينيين من برامج الإرشاد المتخصص و إنشاء محطات البحوث و مواكبة تكنولوجيا العصر في الزراعة ، بهدف تهميش قطاع الزراعة الفلسطيني و فك عرى الارتباط ما بين المزارع الفلسطيني وأرضه من اجل مصادرتها لإغراض الاستيطان .
في العام 1983 أصبحت الإغاثة مؤسسة حملت على عاتقها العمل على المساهمة في حماية الأراضي الفلسطينية من المصادرة ، بزراعتها و إعادة استخدامها و تزويد المزارعين الفلسطينيين المحرومين من برنامج الإرشاد الفني المتخصص بما ينقصهم في هذا المجال.
** رسالتها
ترتكز فلسفة الإغاثة في النهوض بالقطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به ، إلى قناعة عميقة بأهمية الدور الذي تلعبه الزراعة في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على طريق التحرر والإنعتاق من الإحتلال وكذلك لدورها المباشر في تعزيز وفرض سيادة المواطنين على مصادرهم و منها الأرض والمياه .
ويتوج القطاع الزراعي هذا الدور بتعزيز السيطرة على الأسواق الوطنية وتوفير احتياجاتها على طريق تعزيز حضور المنتج الوطني في مواجهة المنتجات التي تغزو الأسواق الفلسطينية.
وحتى يصل القطاع الزراعي إلى ما ينتظره الكثيرون منه ومع الأزمات البنيوية التي يعيشها هذا القطاع في فلسطين ، فإن الإغاثة الزراعية تتطلع إلى مجموعة من الإستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد من فرص القطاع في تحقيق أهدافه في الصمود والتنمية المستدامة ومنها:
-خفض تكلفة الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي ، وزيادة إنتاجية وعائدية الحيازة الزراعية بشكل تدريجي .
-تطوير آليات إدارة المصادر الطبيعية ووقف التدهور الحاصل فيها جراء الممارسات المستندة إلى الأسس غير السليمة مع غياب تطبيق فاعل لرقابة هذه المصادر.
-تعزيز تنظيمات المزارعين الخيرية منها والتعاونية.
-الاستثمار في تحسين بيئة الشراكة مع القطاع الخاص وبناء جسور الثقة بين صغار وكبار المنتجين بالاستناد إلى تحقيق مصالح الفريقين بشكل عادل.
-يعتبر الشباب ركيزة أساسية في تنمية القطاع الزراعي وسوف يتم التركيز على منهجيات إنخراط أكثر استجابة لتطلعات الشباب ومن شأنها أن تعزز الاندماج في هذا القطاع الحيوي .
-تعزيز قدرات المزارعين في رصد وإدارة المخاطر المختلفة وتحسين مساهمتهم في منظومات الحماية ومنظومات الكشف المبكر عن هذه المخاطر وبما يعزز الاستقرار في قطاعات الإنتاج المختلفة.
**جمعية التنمية الزراعية في محافظة طولكرم .. نشاط بلا حدود
ولالقاء المزيد من الضوء على عمل ونشاطات الإغاثة الزراعية في محافظة طولكرم كان لنا لقاء مع مدير الاغاثة دكتور عاهد زنابيط : الذي تحدث قائلا:
نعمل في الاغاثة الزراعية في محافظة طولكرم مثل باقي المحافظات ضمن مشاريع ممولة من الصناديق العربية، التنمية الإسلامية والصندوق العربي ودول الاتحاد الأوروبي بالاضافة الى دعم مشاريع من بعض الدول الأخرى التي يمكن أن تكون ضمن مشروع كامل أو جزء من مشروع عام، فمن المشاريع الكبيرة التي كنا جزءا منها مشروع اسباني تم فيه استصلاح 400 دونم حول مستوطنة "افيني حيفتس" استفادت منه بلدات ذنابة ،شوفة،عزبة شوفة،النزلة ،عنبتا ،وهذه البلدات قريبة من المستوطنة ونعمل على استصلاح اراض فيها لتعزيز صمود المزارع الفلسطيني حيث تم شق طرق زراعية قرب المستوطنة ومد 4 كيلو مترات من الأنابيب الناقلة للمياه ا وتأسيس جمعيات تعاونية ودعمها وعمل خزان مياه بسعة 1000 كوب في مزارع باقة الشرقية وإعادة تأهيل محطة تنقية مياه في عتيل وتشغيلها على الطاقة الشمسية.
وتحدث زنابيط عن المشاريع الحالية ومنها مشروع ممول من لوكسمبورغ تمت الاستفادة منه بإعادة تأهيل وحدة صحية وتركيب طاقة شمسية لجمعية دار اليتيم العربي وترخيص مزرعة (حاكورتنا) وهي مزرعة عضوية بمساحة 22 دونما وهي المزرعة الأولى المرخصة في فلسطين ،كما عملنا على بناء جدران استنادية لمدرسة سفارين الثانوية وعقد ورشات عمل ولقاءات للمشروع وتم تقديم ادوات زراعية لمزارعي شويكة.
وبين زنابيط أن نشاطات الإغاثة لا تقتصر على الزراعة ، فقد قامت الإغاثة بإنشاء وحدة صحية وإقامة جدران استنادية للمدارس، كما تقوم حاليا بالتعاون مع مؤسسة "أوكسفان" بتنفيذ مشروع تقليم ورش عشرة آلاف شجرة زيتون داخل الجدار في بلدات دير الغصون وكفر صور وتقوم بزراعة الاشتال في المدارس وتوزيعها على المزارعين حيث قامت بتوزيع اشتال الزيتون على المزارعين في بلدات عكابا وشويكة وسفارين لقربها من جدار الفصل العنصري .
ومن خلال التعاون مع التوجيه السياسي قمنا بفعاليات زراعة الأشجار في مدرسة عكابا وأحراش بلدية عنبتا وبلدة شويكة قرب الجدار ومدرسة قفين.
وأضاف: نقوم حاليا بمشروع ريادي وهو (زيبار الزيتون) من أجل تحويله لمادة غير ضارة عن طريق الطاقة الشمسية ونقوم بحملة ضغط لكي يصبح هذا المشروع جزءا من ترخيص معاصر الزيتون.
اضافة الى ذلك لدينا شركتين مملوكتين وهما :شركة ريف للتمويل والإقراض الصغير يصل حد الإقراض فيها الى 15 إلف دولار، وشركة ريف للتسويق والاستثمار الزراعي تعمل على شراء التمر والزيت من المزارعين للتصدير مما يفيد المزارع من خلال دعمه وتعزيز صموده.
وختم بالقول: نحن في محافظة طولكرم نمتاز عن غيرنا بطيب ومتانة العلاقة مع المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المحلي.
** دكتور البريغيت: هدفنا تعزيز صمود المواطن الفلسطيني
و خلال مشاركتنا كتوجيه سياسي في زراعة اشتال الزيتون في ضاحية شويكة قرب الجدار، التقينا نائب رئيس مجلس ادارة الاغاثة الزراعية الدكتور محمد البريغيت الذي تحدث قائلا :
تأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة برامج وأنشطة تقوم بها الإغاثة الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة وبرعاية ومباركة المحافظ عصام ابو بكر ، مشيرا أنه تم اختيار ضاحية شويكة كونها حدودية مع الاحتلال ويحيطها جدار الضم والتوسع الذي التهم جزءا كبيرا من اراضيها.
وأضاف أن هذا النشاط الذي ينسجم مع أهداف الإغاثة الزراعية الهدف الأساسي منه هو التركيز على تعزيز صمود المواطن الفلسطيني خاصة في المناطق المهمشة والمصنفة (ج) من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مبرقا التحية لجميع هذه المؤسسات أفرادا ومؤسسات وأيضا لوزارة الزراعة و للجمعية العربية لحماية الطبيعة الأردنية وللشعب الأردني الشقيق على الدعم المستمر والدؤوب لنا كفلسطينيين الذي يعزز صمودنا على هذه الأرض.