مكانة المرأه في الاسلام
2019-03-11بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة المرأه في الاسلام
إنّ للمرأة مكانةً عظيمةً في المجتمعات، وبنائها بناءً سليماً على النهج الإسلامي القويم؛ وذلك عندما تتبع في نهجها وتربيتها كتاب الله، وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فمن تمسّك بكتاب الله وسنة رسوله كان محميّاً من الوقوع في كلّ ضلالٍ، ولا يقع في الضّلال من الأمم إلّا من كان مُعرِضاً عن نهج الله تعالى، وما بعث به أنبيائه ورسله، وقد ورد في القرآن الكريم ما يدلّ على أهمية المرأة في الإسلام، أيّاً كان موقعها، أمّاً، وبنتاً، وزوجةً، وأختاً، وجاءت السنة النبوية المطهّرة بتفصيل وبيان ما عليها من الحقوق والواجبات، وتظهرأهميّة المرأة فيما تتحمّله من أعباءٍ ومشاقٍّ، تفوق في بعضها أعباء الرجال، ولذلك كان تقديم منزلة الأم على منزلة الأب في الإسلام؛ حيث قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،
فقد كان للسيدة خديجة -رضي الله عنها- الأثر الكبير في الدعوة الإسلامية، عندما جاءها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يرتجف من الخوف، بعدما جاءه الوحي جبريل عليه السلام، فقامت بتهدئة رَوعِه وطمأنته، ولا شكّ أنّ البيت الذي يضمّ في أكنافه زوجةً صالحةً، يسوده الأمن والاستقرار، والتربية الإسلامية السليمة، ويؤثّر ذلك على حياة الرجل، وسيره تجاه تحقيق أهدافه وطرق كسبه، فيكون موفّقاً بإذن الله تعالى.
كره العرب البنات قبل الإسلام كرهاً شديداً، وكان أحدهم إذا بُشر بالأنثى طغى على وجهه الحزن، واحتار بما سيفعله، فقد قال الله -تعالى- عن حالهم: (وَيَجعَلونَ لِلَّهِ البَناتِ سُبحانَهُ وَلَهُم ما يَشتَهونَ*وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ*يَتَوارى مِنَ القَومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلى هونٍ أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمونَ)،
وكانوا الرجال يمسكون النساء ضراراً للاعتداء، وقد تترك كالمعلّقة، ولم يكن للنساء حقٌ في الميراث قبل الإسلام، فإن مات من ترثه، أخذ الورثة الذكور دون الإناث، ولقد عانت الأنثى قبل الإسلام من وأدها حيّةً تحت التراب حتّى تموت وهي تحته، وهو ما عُرف بوأد البنات، وكان ذلك سبب بغضهم لجنس الإناث، أو لخوفهم عليهنّ من السبي والعار، وقيل إنّ أول من وأد ابنته هو قيس بن عامر التميمي، وهناك فريقٌ من العرب كان يقتل الأولاد مطلقاً، سواء كانوا إناثاً أو ذكوراً؛ لأنّهم فقراء، أو خشية الوقوع في الفقر، ومنهم أيضاً من دفع المال لمن يريد وأد ابنته على أن يمتنع عن ذلك، منهم: صعصعة بن ناجية التميمي، وزيد بن عمرو بن نفيل القرشيّ،
وكانت المرأة تُعامل كالبهيمة في الزواج، فقد تعدّدت صور الزواج في الجاهليّة؛ منها: صورة كزواج اليوم، وهو ما أبقاه الإسلام واستقرّ عليه، أمّا غير ذلك من الصور فقد ألغاها الإسلام، فجلّها ترتكز على كون المرأة كالبهيمة عندهم، وكانت المرأة تطلّق الرجل دون مصارحةٍ بالطلاق، يكفي منها أن تبدّل اتجاه باب خيمتها، فإن كان إلى الشمال مثلاً تحولّه إلى الجنوب، وإن كان إلى الشّرق تحوّله إلى الغرب، ويدلّ صنعها للطعام في الصباح على أنّها راضية عن زوجها، فالولاية كلّها بيدها، وأمرها إليها، أمّا عدّتها فكانت مقدّرةً ولا حدّ لعدد طلقاتها.
من شمولية الإسلام وكماله أنّه لم يغفل عن المرأة في تشريعه وأحكامه، فقد جاء الإسلام رافعاً لشأن المرأة، ومكرماً لها كما لم تكّرم في أيّ دينٍ أو حضارةٍ قبله، فإنّ النساء في الإسلام شقائق الرجال، والأنثى من صغرها مشمولةً بأحكام الإسلام، التي تحفظ لها حقّها وكرامتها، فمنذ طفولتها حفظ لها حقّها في الرضاع، والرعاية، وحسن التربية، ثم لمّا كبُرت كانت عُززت عند أهلها، فأحاطها وليها برعايته ، فلم يسمح لأحدٍ أن يمُد إليها يد السوء أبداً، وعندما تزوجت جعل الله -تعالى- ميثاق زواجها ميثاقاً غليظاً، وأمر زوجها بإكرامها، والإحسان إليها، وعندما أصبحت أمّاً كان برّها من أوجب الواجبات؛ فهو مقرونٌ بحقّ الله تعالى، وكذلك إن أصبحت أختاً أو خالةً أو جدةً، فكان الإنسان مأموراً بصلتها، وبرّها، والإحسان إليها.
وقد كرّم الإسلام المرأة حين جعل لها حقّ التملّك، وحقّ الإجارة والبيع والشراء ونحو ذلك، وكفل الإسلام حق المرأة في التعلم والتعليم، بل من العلم ما هو فرضٌ على كلّ مسلمٍ ذكراً كان أم أنثى، كما أنّ من كمال الكرامة الممنوحة للمرأة في الإسلام، أن شرع الله -تعالى- لها من الأحكام ما يصونها ويحفظها من الألسن البذيئة، والأعين الخائنة، والأيدي التي تريد أن تمتد إلى المرأة بسوءٍ، فأمرها بالحجاب، وتجنب الاختلاط بالرجال، وغير ذلك مما يحفظ عليها عفّتها، وإنّ الإسلام يبيح للمرأة أن تفارق زوجها؛ إن ظلمها، وبغى عليها، وأساء معاشرتها، فلها أن تصطلح مع زوجها على شيءٍ معينٍ وتفارقه، وإنّ للمرأة في الشريعة الإسلامية حقّ في الميراث أيضاً، فلا يملك أحدٌ أن يمنعها إياه، والحاصل من كلّ ما سبق، أنّ المرأة المسلمة مكرمةٌ في الإسلام في كلّ أحوالها، وسائر حياتها، فتعيش في كنف والديها، ورعاية زوجها، وبرّ أولادها.
كرّم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- النساء في تعامله معهن، فكان في منهجه وسيرته -صلّى الله عليه وسلّم- أسوةً حسنةً، ومنهجاً سوياً لمن أراد أن يعلم قدر النساء، وكيفية التعامل الشرعي معهن، وفيما يأتي بيان ذلك:
•خصّص النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للنساء يوماً خاصاً بهنّ؛ ليعلمهن به أمور الدين.
•بيّن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ للفتاة أن تختار شريك حياتها بنفسها، فليس لأحدٍ أن يفرض عليها زوجاً ما لم تقبل به، فقد ورد أن فتاةً قدمت إلى عائشة رضي الله عنها، فأخبرتها أنّ أباها أجبرها على الزواج بابن أخيه، وهي له كارهةً، فأجلستها عائشة -رضي الله عنها- إلى حين قدوم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا جاء أخبرنه بما حصل، فدعا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والد الفتاة، وأخبره أن يجعل الأمر إليها، فقالت الفتاة: (قد أجَزتُ ما صنَعَ أبي ولَكِن أردتُ أن تعلَمَ النِّساءُ أن ليسَ للآباءِ منَ الأمرِ شيءٌ).
•أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- بالنساء خيراً، في آخر وصاياه يوم حجة الوداع، فقال: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا).
•أوضح النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ المرأة لا تقل مسؤوليةً أمام الله -عزّ وجلّ- عن الرجل، فكلاهما مسؤولان عن رعيتهما يوم القيامة، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّكم راعٍ ومَسؤولٌ عن رَعيَّتِه؛ فالإمامُ راعٍ ومَسؤولٌ عن رَعيَّتِه، والرَّجلُ في أهلِه راعٍ وهو مَسؤولٌ عن رَعيَّتِه، والمرأةُ في بيتِ زَوجِها راعيةٌ وهي مَسؤولةٌ عن رعيَّتِها).
•دعوة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للرفق بالنساء، فقد شبّه النبي النساء بالقوارير؛ للدلالة على رقّتهن، وسهولة كسرهن.
وفي الختام نقول ان مكانة المراه في الاسلام عظيمه لم يعطها اياها اي مجتمع او دين وستظل هي البنت المدلله والزوجه الصالحه والام الغاليه وغير ذلك ليس من ديننا والحمد لله رب العالمين .
مفوض الارشاد الديني
مقدم | شكري خاطر