موقع الأمن القومي الإسرائيلي...

موقع الأمن القومي الإسرائيلي...

التاريخ: 7/3/2019

عاموس يدلين-اودي ديكل- كيم لفي

من أجل الحفاظ على إسرائيل دولة ديمقراطية يهودية، ومن أجل الحفاظ على غالبية يهودية ومواجهة التحديات المستقبلية والمحافظة على مصالحها الأساسية والأمنية عليها تبني خيار الانفصال عن الفلسطينيين من أجل الوصول لحل الدولتين.

على ضوء انعدام الأفق أمام إسرائيل لتحقيق اتفاقيات سلام كاملة مع الفلسطينيين تم بلورة خطة شاملة تتناسب وتتوافق مع مصلحة إسرائيل وتمكنها من الاختيار بين عدة خيارات.

في ظل غياب الشريك الفلسطيني للتسوية النهائية ومن أجل التقدم تجاه الفصل السياسي والديموغرافي عن الفلسطينيين ومن أجل إيجاد الظروف التي تستطيع إسرائيل من خلالها أن ترسم مستقبلها بأيديها، ولا يعتبر ذلك بديلاً أو خطة سياسية أخرى، والهدف البحث وإيجاد استراتيجيات أفضل لإسرائيل والتي تمكنها من الحفاظ على معظم الخيارات بين يديها واختيار ما يناسب مصالحها حسب الظروف والمتغيرات في المنطقة:

1. تقوية عناصر الأمن من خلال تقليل الاحتكاك بالفلسطينيين وحرية الحركة في يهودا والسامرة، وتقوية التعاون مع الأجهزة الأمنية للسلطة ضمن معادلة كلما ضبطوا الامن أكثر يقلل جيش الدفاع تدخلاته بالمنطقة الفلسطينية.
2. إصلاح وترميم العلاقات الدولية والسياسية والأمنية والإقليمية، فيما يتعلق بيهودا والسامرة من أجل الوصول لحل الدولتين.
3. تقوية علاقات إسرائيل الدولية في المنطقة من خلال التعاون السياسي والاقتصادي.
4. تقوية البنية التحتية الاقتصادية للفلسطينيين من خلال المساعدات الدولية وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية وتخصيص مناطق تطوير اقتصادي وبناء أساس للدولة الفلسطينية القادرة على إدارة نفسها.
5. استمرار البناء في المستوطنات التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية وتجميد البناء في المستوطنات المعزولة التي سيتم الاتفاق عليها من خلال الاتفاقيات النهائية.

تعلن إسرائيل عن قبولها لحل الدولتين وتكون على استعداد لخوض مفاوضات مباشرة حول الحل النهائي، ولذا يتطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات تؤدي للفصل عن الفلسطينيين وتنهي سيطرتها عليهم في يهودا والسامرة.

مقابل ذلك ستحصل إسرائيل على تأييد دولي وعربي، واكمال بناء الجدار الأمني إضافة لضم 20% من يهودا والسامرة كمناطق أمنية (غالبية غور الأردن إضافة للمواقع الأمنية والعسكرية الاستراتيجية)، وطبعاً تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية إلى أن يتم الاتفاق النهائي الذي يضمن الأمن الإسرائيلي وإقامة السلطة الفلسطينية القادرة على ذلك.

لإسرائيل مصلحة في أن تكون سلطة فلسطينية قوية ومسيطرة ومستقرة ومتعاونة للتقدم نحو الوصول للحل النهائي.

على إسرائيل اتخاذ الخطوات التالية من أجل تقوية السلطة الفلسطينية:

1. إسرائيل تسلم الصلاحيات الأمنية للسلطة الفلسطينية في B كالتي سلمتهم إياها في A، وهكذا تصبح السيطرة الفلسطينية (A+B) والذي يعتبر أساس للدولة الفلسطينية بالمستقبل، وربما يتم تحويلها لدولة فلسطينية في حدود مؤقتة وتقدر هذه المساحة بـ 40% من يهودا والسامرة ويسكنها حوالي 90% من السكان الفلسطينيين.
2. تضم إسرائيل 20% من يهودا والسامرة التي تتبع منطقة C من أجل بناء المشاريع الإقتصادية والإستثمارية لتشجيع الفلسطينيين، وضم المناطق أو القرى أو التجمعات السكانية في منطقة (C) للسيطرة الفلسطينية، وتقام المشاريع الاقتصادية والتنموية في مناطق التطوير، بينما تبقى السيطرة الأمنية بيد إسرائيل، ولاحقاً أو مستقبلاً يتم نقل هذه الصلاحيات تدريجياً للفلسطينيين.
3. أن يحصل الفلسطينيين على تواصل جغرافي من شمال الضفة لجنوبها وإقامة شبكات طرق و مواصلات، وهكذا يتم تقليص الاحتكاك بجيش الدفاع وإزالة الحواجز عبر هذه الطرقات والخطوط.
4. وضع الخطط الإقتصادية وتحسين الوضع لدى الفلسطينيين بهدف الوصول للإستقلال الإقتصادي والفصل عن إسرائيل.
5. هذه الخطط تساعد على بناء أساس للسلطة الفلسطينية على جزء هام وكبير من الضفة الغربية (65%) وبتلك الفترة تبقى إسرائيل تحتفظ لنفسها بالسيطرة على ما تبقى من (A+B) وتقدر بـ(10%)، وهي المستوطنات الضرورية لإسرائيل عند أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين وبالمقابل ستطلب اعتراف دولي لهذه الخطوات في حال فشل مسار المفاوضات، وتطالب الإدارة الأمريكية بالالتزام بتعهداتها في رسالة بوش شارون 2004 الذي يلتزم بتقديم المساعدات والتطور الإقتصادي لدى الفلسطينيين وإقامة المشاريع ومحاربة الفساد الذي تعهدت به السلطة الفلسطينية، إضافة لمحاربة الإرهاب والعنف والاعتراف بالترتيبات الأمنية الإسرائيلية.

وفي ظل الوضع الحالي وبقاء الواقع كما هو عليه، وعدم موافقة السلطة الفلسطينية على الخطط المطروحة، علينا اتخاذ خطوات وإجراءات من جانب واحد والتي في النهاية تؤدي للانفصال عن الفلسطينيين وبنفس الوقت تتوافق ومصالح إسرائيل.

عقيد/ صالح ثابت