مدرستا "بدو الكعابنة" و"عمر بن الخطاب" نموذجان شاهدان على مسيرة التحدي والصمود في البادية الفلسطينية
2019-03-11مدرستا "بدو الكعابنة" و"عمر بن الخطاب" نموذجان شاهدان على مسيرة التحدي والصمود في البادية الفلسطينية
إعداد - خليل عبده
تتعدد أشكال الصراع على هذه الارض مع الاحتلال وسياساته التعسفية بحق الارض والشعب وكل ما يمت بصلة لوجودنا على أرضنا وبموازاة ذلك تتعدد اشكال الصمود والتحدي لتشمل كل القطاعات ومنها قطاع التعليم ،وخصوصا في البادية الفلسطينية وأبرز مثال على ذلك مدرستي بدو الكعابنة وعمر بن الخطاب الاساسية المختلطة كنموذجين لهذا التحدي والصمود، والنموذج الاول كان :مدرسة بدو الكعابنة الأساسيه المختلطة والتي التقينا مديرها الاستاذ محمود الجرمي الذي تحدث عن مدرسته قائلا:
تأسست المدرسة عام 1967، حيث كانت عبارة عن خيمة فيها معلم وستة صفوف ،وبقيت كذلك حتى عام 1987م حيث قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بترحيل السكان من منطقة الجثة و إجبارهم على السكن في منطقة المعرجات حيث ببناء غرفة صفية وغرفة دراسية في منطقة مخماس للتنقل تبعا لتنقل الآباء وحركة الرعي.
وفي عهد السلطة الفلسطينية تم تطوير المدرسة حيث اضيفت اليها ثمانية كرفانات عبارة عن صفوف صغيرة بلا كهرباء وبلا ماء حيث منعت القوات الاسرائيلية مد أية خطوط كهرباء أو ماء للمدرسة .
وأضاف الجرمي قائلا: يبلغ عدد طلاب المدرسة 76 طالبا وطالبة جميعهم من التجمعات البدوية اضافة الى طاقم المدرسة المكون من 14 معلما ومعلمة بين طاقم إداري وتعليمي، وتبعد المدرسة عن وسط مدينة اريحا حوالي 12 كيلومترا وتقع في منطقة (سي).
وحول اهم الانجازات التي حققتها المدرسة حتى وقتنا الحالي أجاب الجرمي :تمت اضافة غرف صفية بعوازل بيئية وتوفير مراوح للصيف وتوفير طاقة كهربائية عن طريق الخلايا الشمسية المتجددة ،وتم انشاء روضة مناسبة وتزويدها بعدد جيد من الالعاب والوسائط والتجهيزات المناسبة .
وتم بناء غرفة ادارية للمدرسة بمواد بيئية كاملة حيث تساعد على تجاوز حرارة المواد العالية صيفا بالاضافة الى المنظر الطبيعي الجميل حيث
تُوجت المدرسة بلقب ( المدرسة الاجمل في المحافظة لعام 2018 – 2019).
وحول العقبات التي تواجهها المدرسة قال الجرمي: نواجه خطرا دائما من قبل الاحتلال الاسرائيلي والمتسوطنين حيث تعمد قوات الاحتلال الى توجيه اخطارات بالهدم والازاله لكل كرافان او مبنى او انشاء تمت اضافته للمدرسة ،حيث وجهت الينا 21 اخطارا منذعام 1995 حتى عام 2018 ،واذكر ان الاخطار الاغرب كان عندما زرعنا اشجارا قام الاحتلال بتزويدنا بإخطار لازالة تلك الاشجار المزروعة حتى الاطفال تمت ملاحقتهم بأوامر إزالة ساحة الالعاب البسيطة التي وضعت للتخفيف النفسي عن فئة اطفال الروضة والمدرسة بشكل عام .
ومن اهم العقبات الاضافية اعتداءات المستوطنين المتكررة على المدرسة والتجمعات السكنية القريبة بالإضافة الى عدم توفر مواصلات مناسبة للمدرسة سواءً للطلبة او الهيئة التدريسية ،حيث يسير الطلاب حوالي 2 كيلو مترا على الاقدام وفي طرق غير معبدة يتعرضون فيها للمشقة في الشتاء او الصيف .
** النموذج الثاني " مدرسة عمر بن الخطاب "
نموذج التحدي الثاني هو مدرسة عمر بن الخطاب الاساسية المختلطة والتي التقينا مديرتها المربية ناريمان بالو والتي استهلت حديثها حول نشأة وتاريخ المدرسة حيث قالت:
تم إنشاء المدرسة قبل ما يزيد عن 15 عاما في موقع متميز في جبال النويعمة لخدمة سكان المنطقة والتجمعات البدوية القريبة حيث بدأت المدرسة بغرف صفيه مؤقتة ( كرفانات ) تم تطور البناء على يد السلطة الفلسطينية لتصبح مدرسة نموذجية.
وحول الانجازات التي تحققت في المدرسة أجابت المربية ناريمان:
من أهم الانجازات توفير البيئة المدرسية المناسبة لعدد كبير من طلاب البادية الفلسطينية الذين لم تكن تتوفر لهم فرصة الالتحاق المدرسي، وتخدم هذه المدرسة عددا من التجمعات البدوية الفلسطينية ويقدر عدد طلابها بخمسة وثمانين طالبا وطالبة يتلقون التعليم الاساسي من الصف الاول حتى الصف الثامن.
وحول أهم المعيقات التي تواجهها المدرسة قالت :
تكمن أهم المعيقات في صعوبة وصول الطلاب الذين يقطنون في تجمعات سكانية تبعد عدة كيلومترات عن المدرسة وهذا يحتاج الى تعاون المجتمع المحلي في توفير حلول لهذه المشكلة المؤرقة التي تضر عددا كبيرا من هؤلاء الطلاب الذين يضطرون الى المسير ثمانية كيلو مترات يوميا للوصول الى المدرسة .