مؤسسة دار الأمل للملاحظة والرعاية الاجتماعية... مسيرة العطاء
2019-03-18مؤسسة دار الأمل للملاحظة والرعاية الاجتماعية... مسيرة العطاء
مفوضية التوجيه السياسي/ رام الله / رامي غنام
تعتبر دار الأمل الملجأ الوحيد في الضفة الغربية لأطفال ضحايا الأحداث والجنوحات وظروف الحياة الصعبة في فلسطين؛ فما هي مؤسسة دار الأمل؟، وما هي رسالتها وأهدافها؟، وما هي الانجازات التي حققتها؟، وأخيرا ما هي خططها التطويرية المستقبلية؟.
تأسست دار الأمل للملاحظة والرعاية الاجتماعية في مدينة رام الله عام 1954م لحماية ورعاية الأطفال الذين هم في خلاف مع القانون من عمر(12-18) ، وبين مدير عام المؤسسة مالك أبو خليل بأنها الوحيدة في فلسطين حيث تعمل في مجال رعاية وتأهيل الأحداث الذكور في الضفة الغربية، وتتبع إلى وزارة التنمية الاجتماعية.
وذكر أبو خليل أنه في شهر إبريل من عام 2016 أصدر فخامة السيد الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) القانون الخاص بحماية الأحداث الذي شكّل نقلة نوعية في التعامل مع هذه الفئة، وكذلك إصدار التعليمات بتنظيم عمل هذه المؤسسة مع مراعاة مصلحة الأطفال كمعيار أساسي لتأهيلهم على كافة المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك الثقافية.
الرسالة والأهداف
تهدف المؤسسة إلى إعادة تأهيل ودمج الأطفال الأحداث في بيئاتهم، والعمل على إعادة التوازن النفسي والاجتماعي لهذه الفئة التي يجب التعامل معها والنظر إليها باعتبارها ضحايا لواقع اجتماعي واقتصادي.
وأشار أبو خليل بأنّ المؤسسة تسعى إلى حماية الأطفال الأحداث من الانحراف والتشرد، ومعالجة المشاكل التربوية والسلوكية التي يواجهونها، وإعداد أطفال الأحداث ليكونوا اصحاب مهارات مختلفة على المستوى المهني والثقافي والاجتماعي، وتعديل سلوكهم، و أن يكون لهم دور فاعل في أسرهم ومجتمعهم أيضا، بالإضافة إلى تخفيف نسبة الأمية عبر توفير برنامج قسم التعليم في المؤسسة.
دوائر وأقسام المؤسسة:
يوجد داخل المؤسسة العديد من الأقسام المهنية والتعليمية التي تخدم الرؤيا التأهيلية للمؤسسة، وبين أبو خليل أهمية ودور كل قسم على النحو التالي:
1- قسم الإرشاد النفسي والاجتماعي: يعتبر من أهم أقسام المؤسسة ويشكل شريانها المغذي والفاعل في تأهيل أطفال الأحداث، وذلك على المستوى النفسي والاجتماعي والأسري بحيث تقدم خدمة الإرشاد الفردي والجمعي لكل حالة على حدة وحسب إحداثياتها وظروفها داخل المؤسسة، بالإضافة إلى أنّ هناك بعض التدخلات للرعاية اللاحقة في حال خروج الحدث من المؤسسة.
2- قسم التأهيل المهني: في هذا القسم يتم تشخيص قدرات الأطفال الأحداث على المستوى المهني وإعدادهم للإنخراط في هذا المجال، وكذلك العمل على تشغيل بعض الأحداث الذين يتم تدريبهم.
3- قسم الأشغال اليدوية: يتم في هذا القسم تدريب الأحداث على إنجاز البعض من الأشغال اليدوية مثل التطريز والرسم على الزجاج، وإعادة المواد التالفة للاستفادة منها مرةً اخرى، والهدف ليس فقط تعلم هذه المهارات فقط بقدر ما يتعدى ذلك من اكتساب قوة الإرادة والتحمل والدافعية لدى الأطفال الأحداث.
4- قسم التعليم: يتم من خلاله الاهتمام بتشخيص وتحديد قدرات الأطفال الأحداث على المستوى الأكاديمي ومتابعتهم داخل المدارس، وإعداد مَن هم بحاجة إلى تدخلات أكاديمية أخرى مثل التعليم الموازي أو محو الأمية.
5- قسم الطهي: أو ما يسمى ب ( مهارات حياة )، حيث يلعب هذا القسم في المؤسسة دوراً كبيراً في إكساب بعض الأطفال مهنة الطهي، وكذلك تدريبهم على الاهتمام بذواتهم.
مسسببات الجنوح والأحداث
ذكر أبو خليل بأنّ أكثر الأسباب وراء مسببات الجنوح والأحداث هي العوامل الاجتماعية ويقصد بها التفكك الأسري، وكذلك العوامل الاقتصادية وأصدقاء السوء، يليها العوامل النفسية والسلوكية.
افتتاح مدرسة دار الأمل :
أوضح أبو خليل بأنّ مؤسسة دار الأمل حققت بعض الانجازات في الفترة السابقة إيماناً منها باستكمال رسالة المؤسسة التأهيلية، ومن هذه الإنجازات افتتاح "مدرسة دار الأمل" في بداية العام 2018، بالشراكة ما بين وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي.
تأسيس هذه المدرسة جاء ليُتاح إلى الأطفال الأحداث الانخراط في المجال التعليمي، وتأهيلهم نفسياً وسلوكياً واجتماعياً، ومساعدتهم على تجاوز الظروف نحو مستقبل أفضل ويعودوا إلى أسرهم ومجتمعهم منتجين وفاعلين، كما أنّ هذه المدرسة هي بإدارة وطاقم يتبع لوزارة التربية والتعليم العالي، ويتواجد داخل المؤسسة؛ بحسب أبو خليل.
وأضاف أنه تم إنشاء مكتبة خاصة داخل المؤسسة تتوفر فيها العديد من الكتب والمجلات التي تخدم هذه المرحلة العمرية وتساهم في رفع درجة الوعي الثقافي للأحداث.
الانفتاح على المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية
بين أبو خليل بأنّ " دار الأمل " وضمن رؤية ورسالة المؤسسة التأهيلية والتشاركية فتحت المؤسسة أبوابها لمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والعسكرية.
وأشار أبو خليل أنّ مفوضية التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله والبيرة هي من أهم المؤسسات الشريكة والدّاعمة والفاعلة في عملية التأهيل وإعادة الدّمج للأطفال الاحداث من خلال تقديم المحاضرات والبرامج التوعوية والإرشادية والتثقيفية، حيث تنظم المفوضية بالتعاون مع المؤسسة لقاءات اسبوعية للأطفال الأحداث في مجال الدّعم النفسي والاجتماعي والسلوكي والديني.
معيقات وتحديات احتلالية
نوه أبو خليل أنّ هناك معيقات وتحديات تواجه المؤسسة على صعيد العمل، والتي أبرزها معيقات الاحتلال في تأخير وصول الأطفال إلى المؤسسة كونها الوحيدة في الضفة الغربية ، ويعمل الاحتلال على تأخير نقل الأحداث عندما يَتطلب نقلهم من محافظة إلى أخرى، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي العام في فلسطين حيث يعتبر عائقاً أمام تنفيذ بعض المشاريع التأهيلية داخل المؤسسة.
الخطط التطويرية والمستقبلية
ذكر أبو خليل بأن المؤسسة تسعى قدما إلى التطوير، وأن هناك مجموعة من الخطط المستقلبة التي تتمثل في السعي إلى الشراكة مع مؤسسات من أجل جلمنأالخلق بيئة آمنة للأحداث، وتوفير مشاريع إنتاجية وتأهيلية لهم، كما وتسعى المؤسسة إلى إنشاء وتوفير صالة رياضية وملعب داخل المؤسسة، بالإضافة إلى عمل مشتل زراعي لإنتاج الزهور والأشتال متعددة الـأنواع.
كما وتتطلع المؤسسة الى الشراكة مع بعض مؤسسات المجتمع المدني وإتاحة المجال أمام الأطفال الأحداث لعمل خدمة اجتماعية، كالقيام بحملات تطوعية وتقديم العون لبعض الفئات في المجتمع مثل دور رعاية المسنين، وفي مجال مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشدد أبو خليل على ضرورة تغيير الثقافة السائدة نحو الأطفال الأحداث؛ من خلال تغيير النظرة المجتمعية السلبية لهم، عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الرسمية والخاصة منها، وأن تكون نظرة المجتمع والناس إليهم نظرة رأفة على حالهم وليست قسوة، حتى يكون الجميع عوناً في بناء شخصيتهم نحو الأفضل.