حسن الخلق في الاسلام
2019-03-25بسم الله الرحمن الرحيم
حسن الخلق في الاسلام
إنَّ لحُسن الخلق منزلة عالية في دين الإسلام العظيم، ومن يتمتع بحسن الخلق ويتحلى بتطبيق المنهج الربَّاني في معاملة الآخرين، ويتمسك بسنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس فقد فاز فوزاً عظيماً في الدنيا وفي الآخرة. لقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه الحكيم فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، وقد كان كفار قريش على عداوتهم للمسلمين وكفرهم إلا أنهم كانوا يأتمنون الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأوه من حسن الخلق وطيب المعاملة وصدق التعامل.
ولقد بينًّ الله تعالى نهج المسلم في التعامل، فقال الله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فُصِّلَت:3]، وروى الترمذي عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ» وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، وهذا الحديث الشريف نبراس لكل مسلم لكي يتجنب فحش القول وما قرب إليه.
جعل الله سبحانه وتعالى الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله تبارك وتعالى : (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران: 133-134.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هي في النار"، قال: يا رسول الله! فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هي في الجنة". رواه أحمد
قال صلى الله عليه وسلم : "إن من أحبكم إلىّ أحسنكم أخلاقاً " رواه البخاري.
يحرص المسلم على الالتزام بمكارم الأخلاق لأسبابٍ عديدةٍ وفضائل كثيرةٍ، بيان بعضها كما يأتي:
الاقتداء بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك.
دخول الجنّة؛ فإنّ التحلّي بالأخلاق الفاضلة يعدّ سبباً من أسباب دخول الجنّة، كما أجاب رسول الله حين سُئل: (ما أكثرُ ما يُدخلُ الناسَ الجنةَ؟ قال: تقوَى اللهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ).
ثقل الميزان يوم القيامة؛ فما من شيءٍ يوضع في الميزان ويثقله كما يفعل حُسن الخُلق.
كمال الإيمان؛ فلا يكمل إيمان المسلم إلّا عندما يتحلّى بالأخلاق الحسنة.
القرب في المجلس يوم القيامة من رسول الله؛ قفد رُوي عنه أنّه قال: (ألا أُخبركم بأحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ؟ فأعادها مرتَين أو ثلاثًا، قالوا: نعم يا رسولَ اللهِ، قال: أحسنُكم خُلُقًا).
بلوغ درجة الصائم القائم؛ وما ذلك إلّا عند الالتزام بمكارم الأخلاق.
تحريم النار؛ فقد حرّم رسول الله النار على كلّ هيّنٍ ليّنٍ سهلٍ.
ويُثاب المؤمن على حُسن الخُلق إذا التزم بالتحلّي به في كلّ أحواله؛ ظاهراً وباطناً، أمام الخَلق ومع نفسه، وإذا لم يغضب إن قُوبل بالجحود والنّكران؛ لأنّه فعل ذلك من أجل الله لا من أجل الخَلق.
يتحصل المسلم على حسن الخلق بما يلي:-
يدعو الله أن يحسن خلقه تأسٍّ بنبي الله عليه الصلاة والسلام في ذلك.
يقبل نصيحة أخيه المسلم في التحلي بالأخلاق والحث عليها.
يصاحب أهل الفضل والخلق الحسن، ويجتنب أهل السوء.
يمرن نفسه على تطبيق الأخلاق الحسنة تطبيقاً عملياً، ويبذل وسعه لترك الأخلاق السيئة.
اللهم اجعلنا من اصحاب الخلق الرفيع والحمد لله رب العالمين
مفوض الارشاد الديني
مقدم | شكري خاطر