سلطة جودة البيئة: نحرص على متابعة معايير السلامة للحد من التلوث الإشعاعي

التوجيه السياسي والوطني / الادارة العامة للاعلام - مهند الشاعر 

يعتبر التلوث الإشعاعي أحد أشكال التلوث البيئي، حيث تحرص سلطة جودة البيئة على الحفاظ على بيئة نظيفة وحمايتها من التلوث بكافة أشكاله، وكذلك حماية الصحة العامة وضمان الرفاه الاجتماعي التي أوجدت له دائرة مختصة تسمى "دائرة الإشعاع البيئي" .

ما هو التلوث الإشعاعي؟، وما هي مصادره؟، وكيف تتم الوقاية منه؟، وما هي الانتهاكات الإسرائيلية بهذا الخصوص؟.

اسئلة طرحت على مدير دائرة الإشعاع البيئي في سلطة جودة البيئة د.عدنان جودة الذي بين أن التلوث الاشعاعي ناتج عن تلوث عناصر البيئة بالإشعاعات أو بالمواد المشعة، من مصادرها الطبيعية أو الصناعية عندما تتجاوز تركيزاته الحدود المسموحة ما يجعلها تشكل خطرا على الصحة، مشيرا الى أن تأثيره الصحي يعتمد على نوع الإشعاع وكميته وزمنه ومنطقة التعرض له.

تلوث إشعاعي طبيعي وصناعي

نوه د.جودة أن هناك إشعاعات ومواد مشعة موجودة منذ الأزل، مصدرها التربة والصخور وأشعة الشمس والأشعة الكونية، ولا يملك أحد القدرة على الحد منها، ولكن يتم التعرف على أنواعها وقياس مستوياتها ووضع التوصيات الكفيلة بالحد من آثارها السلبية إلى أدنى درجة ممكنة.

 وقال "لا يملك أحد القدرة على الحد من شدة أشعة الشمس في الصيف، ولكن يمكن تفادي آثارها السلبية بعدم التعرض لها لفترات طويلة".

كذلك لا يمكننا الحد من شدة الأشعة فوق البنفسجة القادمة إلينا من الشمس، ولكن بالمقابل يمكننا وضع الإجراءات المناسبة والكفيلة بحماية طبقة الأوزون التي تقوم بحمايتنا من هذه الإشعاعات.

يشار إلى أنه و بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن من 3 الى 14% من سرطان الرئة سببه استنشاق غاز الرادون المشع، حيث لا يمكن منع تسرب هذا الغاز، ولكن هناك إجراءات يمكن أن تحد من التعرض له إلى درجة كبيرة، أهمها تهوية البيت مرة أو مرتين في اليوم وخاصة في فصل الشتاء حيث تكون النوافذ مغلقة ويحدث تراكم لهذا الغاز.

وبين مدير دائرة الإشعاع البيئي أن الإنسان يتعرض بالمعدل لجرعة إشعاعية سنوية قيمتها 2.4 ميلي سيفرت مصدرها الإشعاع الطبيعي فقط.

 وبما يتعلق بالتلوث الصناعي فهي إشعاعات ومواد مشعة من صنع الإنسان نتيجة استخدام التكنولوجيا "تسريبات المفاعلات النووية (بولونيوم 210 وسيزيوم 137على سبيل المثال هي عناصر غير موجودة في الطبيعة أصلا)، الكوارث النووية (مثل هيروشيما وناجازاكي - اليابان، تشرنوبل - أوكرانيا، فوكوشيما - اليابان) اليورانيوم المستنفذ، الأشعة السينية من أجهزة التصوير الإشعاعي، إشعاعات أمواج الراديو من أبراج البث الخلوي والإذاعي والتلفزيوني ... الخ".

كما تقوم السلطات ذات العلاقة بتحديد المستويات المسموحة للتعرض لهذا النوع من الإشعاعات بما يكفل عدم تأثيرها على صحة الإنسان.

انبعاثات محطات البث الخلوي والاذاعي

وضعت سلطة جودة البيئة عام 2003 تعليمات ومعايير خاصة للوقاية من الإشعاع غير المؤين بكافة أشكاله، بما فيها انبعاثات محطات البث الخلوي والإذاعي والتلفزيوني وبث الانترنت اللاسلكي وغيرها.

تم وضع هذه المعايير بناء على توصيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومعتمدة في أغلب دول العالم، ففي عام 2009 تم وضع إجراءات خاصة بمنح الموافقة البيئية لإنشاء وتشغيل محطات البث الخلوي التي تعتمد أيضاً على توصيات منظمة الصحة العالمية مع إضافة عامل أمان وتشديد قيمته 250 مرة، وهذا يؤكد أن وسائل الأمان في فلسطين عالية جدا، بحسب د.جودة.

وبين د.عدنان أن هناك دورا مستمرا لسلطة جودة البيئة يشمل إجراء القياسات بأجهزة خاصة لضمان التزام هذه المحطات، ومتابعة شكاوى ومخاوف المواطنين، وتوعيتهم بطبيعة هذه المحطات وما ينبعث عنها من إشعاع، وتوضيح معايير وآليات الرقابة المتبعة ومقارنتها بالدول العالمية الأخرى.

كما تقوم سلطة جودة البيئة من خلال دائرة الإشعاع البيئي بمتابعة متواصلة للمعايير العالمية وكذلك الأبحاث العلمية المتعلقة بمحطات البث الخلوي للوقوف دائما على آخر المستجدات العالمية بهذا الخصوص بهدف تطوير المعايير وآليات الرقابة في حال كان هناك أية مستجدات علمية تدعو لذلك.  

معايير وآليات رقابة عالمية

ذكر د.جودة أن سلطة جودة البيئة تقوم بوضع معايير وآليات للرقابة المناسبة لضمان بقاء مستويات الإشعاع في البيئة ضمن الحدود المسموحة عالمياً، والتي تم وضعها على أساس علمي بحيث لا تسبب أي ضرر للبيئة أو لصحة المواطنين.

بالنسبة للإشعاع الصناعي، قامت سلطة جودة البيئة ،على سبيل المثال، بوضع معايير وآليات رقابة مناسبة على أبراج البث الخلوي والإذاعي والتلفزيوني وخطوط الكهرباء.

كذلك قدمت التوصيات الكفيلة بالحد من التعرض لانبعاثات أجهزة الموبايل، فرن المايكروويف، أجهزة التصوير الإشعاعي ... الخ.

بالنسبة للإشعاع الطبيعي، تقوم سلطة جودة البيئة بالتعاون مع الجامعات الفلسطينية بقياس مستوياته في مكونات البيئة (هواء، ماء، تربة) بهدف التعرف على تركيزاته المختلفة في المناطق الجغرافية.

انتهاكات إسرائيلية بيئية

بين د.عدنان أن هناك انتهاكات إسرائيلية واضحة تتعلق بالتلوث الإشعاعي منها أبراج البث الإسرائيلية، مفاعل ديمونا (احتمالية كارثة نووية، تسريبات نووية، نفايات مشعة)، أجهزة الكشف الإشعاعي على المعابر (تستخدم الأشعة السينية المؤينة والخطيرة)، وكذلك اليورانيوم "المستنفذ" الذي  يستخدم في تدريع القذائف لإعطائها صلابة وقوة اختراق.

طرق الوقاية من التلوث الإشعاعي

للحد من التأثيرات السلبية للإشعاع، هناك قواعد أساسية يجب اتباعها "نوع الإشعاع، شدة التعرض، زمن التعرض، منطقة التعرض". ومن الأمثلة على ذلك:

- يجب أن يكون التصوير الإشعاعي فقط عند الضرورة وفي حال عدم وجود بدائل أخرى.

- عمل الإجراءات اللازمة للحد من أثر غاز الرادون، وخاصة في الشقق الأرضية: تهوية دورية، سد الشقوق بإحكام.

- استخدام شريحة فلسطينية بدل الشريحة الإسرائيلية: الجهاز الذي يستخدم شريحة إسرائيلية يعرض مستخدمه لقيمة إشعاع قد تكون 1000 مرة أكبر من تلك التي يتعرض لها مستخدم جهاز بشريحة فلسطينية، وهذا بسبب بعد الأبراج الإسرائيلية ما يجعل الجهاز (الموبايل) يبث بأعلى قدرة لديه ليوصل الإشارة للبرج.

- عدم وضع شاحن الموبايل (أثناء الشحن) بالقرب منك أثناء النوم.

- عدم الانتظار بجانب جهاز المايكروويف اثناء الاستخدام، والتوقف عن استخدام الجهاز إذا كان فيه خلل ولا يغلق بإحكام.