ابداعات لامتناهية وجيل طلائعي مبدع متجذر بأرضه مدافع عن حقوقه
2019-07-22التوجيه السياسي والوطني/ مفوضية رام الله - رامي غنام
تحظى برامج المخيمات الصيفية كل عام بالأهمية في مجتمعنا الفلسطيني؛ بسبب الظروف التي يعيشها شعبنا بشكل عام وشريحة الطلائع والأشبال كون الطفولة تُعدُّ مرحلة أساسية وحسّاسة لها تأثيرها الكبير في تكوين شخصية الطفل الطليعي المستقبلية، وتبعاً لذلك تسارع الكثير من الأسر الفلسطينية إلى تسجيل أبنائها في المخيمات الصيفية التي تنظمها مؤسسات حكومية ومنها المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بالإضافة إلى المؤسسات الخاصة التي لها اهتماماتها الكبيرة بفئة الطفولة والشباب؛ بهدف تنمية مواهبهم في مختلف الأنشطة الوطنية والتربوية والثقافية والترفيهية.
لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع التقت مفوضية التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله والبيرة مديرة دائرة المعسكرات والمخيمات الصيفية إيمان طهبوب، ومديرة دائرة الطلائع والطفولة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة لينا وهدان.
رؤية المجلس الأعلى حول المخيمات الصيفية
أكّدت طهبوب على تنفيذ تعليمات سيادة اللواء/ جبريل الرجوب – رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة المتعلقة بتوفير الإمكانات المادية واللوجستية والفنية التي ساهمت في إنجاح فعاليات ونشاطات المخيمات الصيفية، وإدخال البهجة والسرور على طلائع فلسطين، وتنفيذ هذه التوجيهات جاءت منسجمة تماماً مع رؤية ورسالة المجلس الأعلى للشباب والرياضة المتعلقة بالمخيمات الصيفية والتي تمثلت في تعميم أهداف المخيمات الصيفية في جميع محافظات الوطن، وتمكين كل طليعي وطليعة أن يستفيد خلال العطلة الصيفية من البرامج التي يقدمها المجلس الاعلى، وتعزيز والانتماء وترسيخ الهوية الفلسطينية والمساهمة في صقل شخصية الطلائع لإيجاد جيل مثقف وواعٍ بقضيته وبحيثيات ومجريات أحداثها وتطوراتها، وكل ذلك من خلال الفعاليات والنشاطات لتلك البرامج التي ينفذها المجلس مع المؤسسات الشريكة وعلى رأسها هيئة التوجيه السياسي والوطني.
"البيت لنا – والقدس لنا"
للحديث عن أهم أهداف المجلس الأعلى للشباب والرياضة من تنظيم وإقامة المخيمات الصيفية بيّنت طهبوب بأنّ المجلس وتحديداً بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن سعى إلى تعزيز الانتماء بالأرض والهوية، ونظمت المخيمات الصيفية لهذا العام تحت شعار "البيت لنا – والقدس لنا".
في هذا السياق تمّ التركيز على دعم المخيمات الصيفية التي نفذت في مدينة القدس، من خلال فعاليات وأنشطة المخيمات المختلفة المتمثلة في تدريب وتعليم الطلائع على حبّ العمل الجماعي، وأهمية تقسيم العمل، وتعلّم الحوار البنّاء والاستماع واحترام رأي الآخرين.
كذلك تنظيم المسابقات التي تُعنى بتاريخ القضية الفلسطينية بشكل خاص، وتعلّم طريقة التفاعل وسبل المعرفة التي تنّمي مستوى تفكير الطلائع وثقافتهم، ولذلك اتبعت أغلب إدارات المخيمات الصيفية أسلوب المكافأة بتقديم جوائز متنوعة للمشاركين والفائزين في المسابقات الثقافية.
وقالت طهبوب بأن المخيمات الصيفية تسعى إلى بناء شخصية قادرة على التعبير عن نفسها، وزرع قيم النظافة والنظام والإبداع والتميز بعيداً عن مظاهر العنف وأساليبه، كما ويعتبر المخيم الصيفي وسيلة فعالة للترفيه والتسلية ومساعدة الطلائع على ممارسة أنشطة هادفة تساعدهم على اكتشاف ذاتهم، وتعلّم أنشطة أخرى لها علاقة بتراثنا الفلسطيني والفلكلور الوطني مثل الدبكة الشعبية، وتعزيز ترسيخ الهوية الفلسطينية من خلال الرسم والعمل الدرامي والمسرحي.
كما هدفت المخيمات الصيفية لهذا العام إلى تدريب الطلائع على الإسعافات الأولية، والمحافظة على السلامة الشخصية، وأضافت طهبوب أنّه في تنظيم المخيمات الصيفية لوحظ لدى الطلائع طاقة غير عادية تمّ استغلالها لتنمية قدراتهم من خلال الألعاب والأنشطة التي تشعرهم بالترفيه والمتعة.
مخيمات صيفية غير تقليدية
ذكرت وهدان بأن المخيمات الصيفية لهذا العام كانت غير تقليدية، فهناك مخيمات تخصصية تُعنى بمشاركة ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة في هذه البرامج المتنوعة، حيث أقيم في رام الله مخيما صيفيا في مركز النجمة لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
كذلك هناك مخيمات تُعنى بالشرطي الصغير وأخرى بالمهندس الصغير، وبالإطفائي الصغير، اضافة الى المخيمات التي تهتم بالموهوبين من الطلائع وسميت بمخيم الطليعي الموهوب.
ووضحت لينا بأنّ الفئة العمرية التي استهدفت مخيمات الطلائع تراوحت ما بين 13 -17 عاما، حيث استفاد من البرامج التي قُدّمت في المخيمات الصيفية لهذا العام ( 40،000 ) ألف طليعيا موزعين على المخيمات الصيفية في جميع أنحاء محافظات الوطن، وأشرف عليها ( 2400 ) منشطا ومنشطة.
مخيم صيفي ضمن مواصفات محددة
من جهتها أوضحت مديرة دائرة المعسكرات والمخيمات الصيفية بأن هناك معايير أساسية لاختيار المخيم الصيفي والتي تتمثل في:
1- مرونة البرامج مع الاعتبار أنّ لكل طليعي وطليعية متطلبات خاصة يجب مراعاتها.
2- الالتزام بمدّة المخيم الصيفي التي يعلن عنها المجلس الأعلى والالتزام بموعد اختتامها في جميع محافظات الوطن في آنٍ واحد.
3- مراعاة المسافة ما بين منازل المشاركين من الطلائع ومكان إقامة المخيم الصيفي قدر الإمكان.
4- وأن تكون رسوم الاشتراك رمزية لحاجات تنظيم الرحل الترفيهية على أن يكون ذلك بعلم المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
مخيمات صيفية تعنى بالدعم النفسي والاجتماعي
وقالت مديرة دائرة الطلائع والطفولة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة بأنّ المجلس ركّز في هذا العام على إقامة مخيمات صيفية تختص بالدّعم النّفسي والاجتماعي، بهدف تخفيف الصدمات والضغوط النّفسية وعلاج ضحايا التعذيب، مثل المخيم الصيفي الذي أقيم في مخيم قلنديا، كما ركّزت المخيمات الصيفية على تعزيز مفهوم الانتماء الاجتماعي من خلال تنظيم الزيارات الميدانية لأسر الشهداء والأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال.
بالإضافة إلى التركيز على العمل التطوعي في المجتمع المحلي من أجل إحداث درجة من التفاعل بين الطلائع المشاركين في المخيمات الصيفية وبين المجتمع الذي نعيش فيه؛ بهدف تعلّم تعزيز الروابط الاجتماعية وللحد من انتشار ظاهرة القلق والانطواء لدى هذه الفئة العمرية على وجه خاص.
مدربون بخبرة وكفاءة عالية
بينت إيمان طهبوب بأن هناك مراحل تدريب لتنفيذ المخيمات الصيفية، تتمثل في تدريب مدراء ومنشطي ومشرفي المخيمات الصيفية حتى يكونوا بخبرة وكفاءة عالية، ومرحلة تنفيذ المخيمات الصيفية والمتابعة الميدانية من فريق التدريب المكلّف من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، إلى جانب المتابعة لنشاطات وفعاليات المخيم الصيفي ، ومرحلة التقييم وإعداد التقارير عن المخيمات الصيفية.
وأشارت طهبوب الى أنّ التدريب لهذا العام تميز بزيادة عدد المتطوعين للعمل في المخيمات الصيفية كباراً وصغاراً ومن كلا الجنسين، ووجود 35 إعلاميا متطوعا، يعملون ضمن مجموعة تابعة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ويقومون بتغطية فعاليات ونشاطات المخيمات الصيفية في كافة محافظات الوطن.
التوجيه السياسي شريك أساسي في التنظيم
قالت وهدان أنّه تم تدريب 2400 متدربا ما بين مدير مخيم ومنشط ومنشطة في المخيمات الصيفية، وتم ذلك بالتعاون مع المؤسسات الشريكة في تنظيم المخيمات الصيفية، وفي مقدمتها مفوضية التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله والبيرة التي تُعدّ من أهم المؤسسات الشريكة والدّاعمة والفاعلة في تنفيذ النشاطات والفعاليات المختلفة في المخيمات الصيفية من خلال تقديم المحاضرات والبرامج التوعوية والإرشادية والتثقيفية للطلائع المشاركين في كافة محافظات الوطن.
بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى مثل جهاز الشرطة والدفاع المدني، وسلطة جودة البيئة، وتمّ تنظيم هذه الدورات بواقع عشر دورات مركزية في كل محافظات الوطن، و امتدت هذه الدورات لثلاثة أيام متتالية، وركزّت على احتياجات الطلائع في المخيمات الصيفية وحقوقهم .
وبينت لينا أن هذه الدورات شملت التدريب على إدارة المخيمات والتخطيط والتنظيم لها والتقييم والمتابعة لكل مجرياتها، وتمكين مدير المخيم من إعداد البرنامج وإدارة المخيم بشكل عام، والتدريب على زاوية التثقيف الوطني التي أشرفت عليها مفوضية التوجيه السياسي لمحافظة رام الله والبيرة ممثلة برامي غنّام – نائب المفوض السياسي للمحافظة.
وفي هذا السياق ثمنت لينا وهدان دور التوجيه السياسي والوطني البارز في تنفيذ هذه التدريبات في كافة المواضيع الشاملة للقضية الفلسطينية؛ ووضعت المفوضية خطة تدريبية لتحقيق هدف غرس وتعميق الانتماء للأرض والهوية وتعزيز القيم الوطنية لدى الطلائع المشاركين في المخيمات الصيفية.
كما تمّ تدريب المنشطين والمشرفين على كيفية إعطاء التمارين والأنشطة التي تتعلق بالثقافة الوطنية من خلال الرسم أو من خلال المسرح والدراما، بتجسيد واقع ومجريات القضية الفلسطينية، وشرح محطات تاريخية من نضال الشعب الفلسطيني وكيفية الحفاظ على مكتسبات وإنجازات مؤسسات الدولة الفلسطينية وتقديمها للمشاركين الطلائع في المخيمات الصيفية.
زوايا تهتم بالثقيف الوطني والتراث الشعبي
ذكرت وهدان بأنّه تم تنظيم 6 زوايا في كل مخيم صيفي وهي على النحو التالي:
1- زاوية الإدارة والتي ركّزت على دور مدير المخيم الصيفي في إيصال مبادئ وأهداف المخيم الصيفي للطلائع، ودوره في الأنشطة والتواصل الاجتماعي والتربوي والتشبيك مع المؤسسات الشريكة المنفذة لنشاطاتها وفعالياتها في مختلف المخيمات الصيفية.
2- زاوية التثقيف الوطني والتي ركّزت على غرس وتعميق الانتماء للأرض وترسيخ الهوية الفلسطينية بكل مكوناتها.
3- زاوية الدرما والمسرح والتراث الشعبي، وتم في فيها تعزيز الانتماء الوطني من خلال العروض المسرحية التي خدمت تحقيق هذا الهدف.
4- زاوية الاصطفاف والصمود ، وتهدف إلى تعزيز المهارات الحياتية والحدّ من العنف من خلال الألعاب الرياضية.
5- زاوية السلامة العامة، وتتضمن التدريب على الإسعاف الأولي والدّفاع المدني.
6- زاوية الفن والأشغال اليدوية وإعادة التدوير، والتي تعمل على إبراز مواهب وإبداعات المشاركين من الطلائع في المخيمات الصيفية.
يوم وطني في المخيمات الصيفية
كما نظم اليوم الوطني في جميع المخيمات الصيفية في كافة محافظات الوطن في آن واحد بتاريخ 6/7/ 2019، حيث تميّز هذا اليوم بالطابع التراثي الفلكلوري الذي أكّد على هوية الأرض والإنسان الفلسطيني وأحقيته في أرضه، وتميّزت فعالياته بمشاركة أسر وعائلات الطلائع، واستضافة أسر وأبناء الشهداء والأسرى، وأسرى محررين تحدثوا في هذا اليوم الوطني عن تجربتهم في الاعتقال وإظهار معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وتقديم أعمال فنّية وشعبية لها علاقة مباشرة بالتراث والفلكلور الفلسطيني.
الخطط التطويرية والمستقبلية للمخيمات الصيفية
تناولت كلٌ من إيمان طهبوب ولينا وهدان الخطط التطويرية والمستقبلية للمخيمات الصيفية وأبرزها العمل على استثمار وتنمية الأنشطة والفعاليات المقدمة في المخيمات الصيفية لرفع مستوى النهوض بالطلائع إلى أفضل المستويات في تنمية المواهب والطاقات الشخصية، وتكريس الجهود لتنظيم العمل أكثر مع المؤسسات الشريكة في تطوير نشاطات وفعاليات المخيمات الصيفية، والتقييم المستمر لأداء المخيمات ، والعمل على تطوير وتجديد وتعزيز آليات التدريب المتخصص لمساعدة مدراء المخيمات والمنشطين على فهم دورهم بشكل أكبر تجاه الطلائع وتحمل المسؤولية.
تجدر الإشارة إلى أنّ مفوضية رام الله والبيرة ومن خلال جولاتها الميدانية على المخيمات الصيفية في محافظة رام الله والبيرة استطلعت آراء المشاركين من الطلائع في المخيمات المتعلقة بمدى الاستفادة والمتعة الترفيهية من فعاليات ونشاطات هذه المخيمات ، حيث أكّد أغلبهم على الدور الإيجابي الذي قدّمته فعاليات وزوايا المخيمات الصيفية المختلفة وأهمها ترسيخ وتعميق الانتماء للأرض والهوية الفلسطينية وغرز القيم الوطنية، وتحقيق الاستقلال الشخصي وكيفية الاعتماد على النفس أكثر، وعلى الدور الإيجابي في إحياء التراث والفلكلور الفلسطيني في نفوس الأهالي وفي نفوس المشاركين الطلائع، وتعلّم العمل الجماعي، والتعبير عن مواهبهم وإبداعاتهم في المخيم الصيفي.