أهميّة القُدس الدينيّة
2019-07-29بسم الله الرحمن الرحيم
أهميّة القُدس الدينيّة
معنى القُدس وأسماؤها تعني القدس في اللغة تنزيهَ الله، وتعني أيضاً الطّهارة، ومن معانيها التّنزيه، والتّقديس.
وقد عُرِفت القدس بالعديد من الأسماء قديماً وحديثاً منها: يبوس؛ نسبةً إلى اليبوسيّين الذين يُعدّون من العرب البائدة، ثمّ بعد ذلك سُمِّيت بمدينة داود زمن النبيّ داود عليه السلام، ثمّ سُمِّيت يروشاليم؛ وذلك عندما فتحها الإسكندر الأكبر، ثمّ سُمِّيت بهيروساليما في زمن تيطس عام 70م، ثمّ في عهد الرّومانيِّ إدرياتوس سُمِّيت إيلياكابتولينا، واستمرّت على تلك التسمية حتّى عهد هرقل، ولمّا فتحها المسلمون أطلقوا عليها بيت المقدس أو القدس، ثمّ سُمِّيت بالقدس الشريف في عهد العثمانيّين، ومن أسمائها كذلك جروسالم؛ أي المكان المُقدَّس.
تظهر أهميّة القدس الدينيّة في العديد من المظاهر والمواقع المهمّة دينياً، ومن أبرز المظاهر التي تدلّ على مكانتها الدينيّة، ما يأتي: أنَّ فيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، فعندما فرضت الصّلاة على المسلمين في البداية كانت قبلتهم حينها إلى المسجدِ الأقصى المبارك في القدس الشّريف.
يعدُّ المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس ثالث الحرمين الشريفين، والصّلاة فيه تفضل على الصّلاة في غيره بكثير من الأجر؛ فهي تعادل أجر خمسمئة صلاة باستثناء الصلاة في المسجد الحرام في مكة المكرمة؛ والصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبويّ في المدينة المنورة تعدل ألف صلاة؛ فعن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مئة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمئة صلاة).
يقترن ذكر المسجد الأقصى في القدس الشريف بذكرى رحلة الإسراء والمعراج؛ حيثُ عُرِج بنبيّ الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلى بعد أَن أُسرِي به من مكةَ المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وتلك حادثة من أبرز الحوادث الدينيّة التي مرَّ بها المسجد الأقصى، ممّا أعطى القدس مكانة خاصّة عن غيرها من المدن.
رُبِط ذكر المسجد الأقصى الذي يقع في مدينة القدس بذكر المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة؛ حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجد الحرام، ومسجد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والمسجد الأقصى).
المسجد الأقصى تضاعف الصّلاة فيه عن غيره من المساجد، فقد ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الصّلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمئة صلاة عمّا سواه، وهذا دليل على أهمية ومكانة هذا المسجد.
ذُكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم وذكر البركة حوله، فقد ربط الله تعالى في سورة الإسراء بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في ذكر رحلة الإسراء والمعراج، كما ذكرت البركة التي منّ الله بها على هذا المسجد ومن حوله.
مفوض الارشاد الديني
مقدم / شكري خاطر