السياحة والآثار في طولكرم... انجازات وتحديات

 التوجيه السياسي والوطني / مفوضية طولكرم / عقيد عائدة طقاطقة

تتميز فلسطين بامتلاكها للعديد من المواقع السياحية والأثرية التي تمزج بين الثقافة والتاريخ والفن والحضارة والدين، وقد تعاقبت عليها العديد من الحضارات التي مرَّت أو سكنت دولة فلسطين كالكنعانية والمصرية والبابلية والأشورية واليونانية والفينيقية والرومانية والمسيحية والإسلامية، مما أثر ذلك كثيراً في تكوين حضارة وتاريخ وآثار فلسطين المُختلفة والمُتميزة، كما تُعد دولة فلسطين موطناً للديانات السماوية الثلاثة، وما فيها من أماكن دينية مُقدسة ومعابد مُنتشرة بين ربوع أراضيها، حيثُ تضم أقدم كنيسة للمسحيين على وجه الأرض وتضم أيضاً ثاني أقدس مسجد للمسلمين في العالم.

تضم محافظة طولكرم عدد من الأماكن السياحية والأثرية التي لا تقل أهميتها عن باقي الأماكن في فلسطين، ولإلقاء الضوء على الأماكن السياحية والأثرية وآلية عمل مديرية السياحة والأثار في المحافظة؛ التقينا بمديرها إياد ذوقان.

من جهته بيًن ذوقان أن الاحتلال يسعى جاهدا إلى افراغ المواقع الأثرية الفلسطينية وتدمير كل ما له علاقة في التاريخ العربي الإسلامي، واثبات الرواية التوراتية لاثبات الوجود الصهيوني، وأضاف "الاتفاقات الدولية تحرم وتجرم اجراء أي تغيرات على المناطق الأثرية في البلدان الواقعة تحت الاحتلال إلا إن الاحتلال الصهيوني لم يلتزم بهذه الاتفاقات".

وزارة سياحة لصد الاحتلال عن نهب الأثار

نوًه ذوقان أنه مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية تم تأسيس وزارة للسياحة والآثار، التي أخذت على عاتقها رسم السياسات فيما يتعلق في السياحة، ولصد الاحتلال عن نهب العديد من المواقع الأثرية الفلسطينية.

كما أكد على أن هدف وزارة السياحة الرئيس تنشيط السياحة والاستثمار في القطاع السياحي، وحماية الواقع الأثرية، ومنع نهب الآثار والاتجار فيها، بالإضافة إلى تطوير آليات الحماية للمواقع الأثرية، وإنشاء المتاحف التي تحوى كل ما يتعلق بالآثار والتراث.

انجازات سياحية في طولكرم رغم قلة الامكانيات

أشار مدير مديرية السياحة والأثار في طولكرم إلى اجازات المديرية من خلال تنفيذ مشاريع تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي المادي من خلال تأهيل المواقع الأثرية مثل موقع بنات يعقوب، ومبنى السرايا العثماني، ومبنى المتحف, وقلعة شوفة؛ والمعصرة الرومانية في ارتاح البرك الرومانية في بيت ليد، منطقة القصور في بلدة كور، وغيرها من المواقع الأثرية المهمة التي يتوافد عليها السياح من مختلف المناطق.

إضافة إلى المسارات السياحية التي تنظمها مديرية السياحة والآثار بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، التي تهدف إلى الحفاظ على الأماكن الأثرية الفلسطينية من خلال التعريف بتاريخ هذه الأماكن.

شرطة السياحة والآثار ومتابعة القطاع الساحي

 أكد مدير مديرية شرطة السياحة والأثار في المحافظة عقيد مطيع شديد على سعيهم في  توفير كافة التسهيلات للسياح  من أجل النهوض بالسياحة والحفاظ على الآثار الفلسطينية، وتنفيذ جولات يومية على المناطق الأثرية والفنادق والشقق المفروشة.

أشار شديد إلى أن شرطة السياحة تقوم بمرافقة الوفود السياحية وتأمينهم أثناء جولاتهم السياحية الداخلية، كذلك تأمين زيارات أهلنا من الداخل المحتل خلال رحلاتهم الداخلية لمحافظة طولكرم وحل أي إشكالات قد تحدث.

وأضاف من أهم مهام عملهم كجهة تنفيذية لوزارة السياحة والآثار، منع  الاعتداء على الآثار سواء بالتنقيب عنها أو تهريبها والاتجار بها، وتحويل كل من يقوم بهذه الجريمة إلى جهات الاختصاص.

متحف طولكرم شاهد على العصور الحجرية والحقبة العثمانية

ذكر مدير مديرية السياحة والأثار في طولكرم إياد ذوقان أنه سنة 1908 شًيد مبنى كمقر للبريد العثماني، وفي العام 1953 تحول إلى مقر القائم مقام فترة الوصاية الأردنية، وفيما بعد استخدم كعيادة ومدرسة، إلى أن أغلقته سلطات الاحتلال وبقي مهجورا لسنوات طويلة، وقامت دائرة الآثار والتراث الثقافي في عام 1997 بصيانة المبنى وترميمه واستخدامه متحفا وطنيا يحفظ مقتنيات طولكرم الأثرية والتراثية والتاريخية.

أشار ذوقان  إلى أن المتحف يحوي عدة أقسام، أهمها قسم الأثار ويتبع التسلسل التاريخي من العصر الحجري إلى الفترات الإسلامية حتى الفترة العثمانية يوجد فيه مواد فخارية ومعدنية وزجاجية، بالإضافة قسم التراث الذي  يضم اللباس التراثي الشعبي الفلسطيني، وأخرى تضم الأدوات التراثية المستخدمة قديما في البيت الفلسطيني مثل النحاسيات والفخاريات ومطاحن الحبوب والجاروشة والبابور ومفاتيح بيوت قديمة وغيرها الكثير، وهناك زاوية فلسطين في صور "تضم مجموعة من الصور التي التقطت للمدن الفلسطينية في الفترة العثمانية".