الفنان محمد البكري: القضية ليست قضية فيلم بل الرواية إسرائيل لا تريد أن تسمع رواية أخرى غير روايتها وهذه اول مرة يحاكم فيها فنان على رأي او عمل ابداعي
2020-01-13الفنان محمد البكري: القضية ليست قضية فيلم بل الرواية
إسرائيل لا تريد أن تسمع رواية أخرى غير روايتها وهذه اول مرة يحاكم فيها فنان على رأي او عمل ابداعي
التوجيه السياسي والوطني / الإدارة العامة للإعلام /توفيق العيسى
18 عاما ولا يزال القضاء الإسرائيلي يبحث في كيفية إدانة الفنان محمد البكري، ثلاث محاكمات بدأت من محكمة الرقابة إلى محكمة الجنود الخمسة وأخيرا الدعوى بالتشهير بضابط إسرائيلي "تظن" المحكمة أنه ظهر في فيلم "جنين جنين" الذي يحاكم عليه الفنان البكري، والذي يوضح ارتكاب "إسرائيل" لمجزرة في المخيم في العام 2002 وتجاوزات ضباطها وجنودها للقيم الإنسانية في الحروب، كان لنا مع البكري هذا اللقاء، الذي يتضح من خلاله أن القضية لم تكن قضية فيلم فقط، بقدر ما هي ترهيب للفنان والمبدع وصاحب الرأي، حتى لا ينطق بعكس ما تريده الرواية الإسرائيلية.
منذ عرض الفيلم تمكن الفنان البكري من عرضه مرتين في كل من القدس و"تل أبيب" في حين حاول البعض منعه، إلا أنه استطاع بداية أن يعرضه ويستصدر أمرا قضائيا بعرضه، حتى تحالف ضده اليمين الإسرائيلي "الدكتور سانغان ويسرائيل كاسبي"وأصدر قرارا آخر بتجميد قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية التي قضت بعرض الفيلم أول مرة!! – وهذه سابقة لم تحدث من قبل، أن يجمد قرار محكمة عدل العليا - متخذين من أبناء الجنود القتلى في مخيم جنين ذريعة انسانية لمنع الفيلم ومحاكمة البكري، في مؤتمر صحفي تحريضي ضد الفيلم.
وفي سؤال البكري خلال لقاء معه؛ هل كان لقضيتك أثر في حركة التضامن الشعبي؟ وما هي أشكال هذا التضامن؟
أجاب بأن هناك تأثير لا شك على التضامن الشعبي، لكن غير كاف، فالقضية بحاجة لمن يحركها كهيئات ومؤسسات، هذا ما يجعل التضامن غير كافي، لكن أتأمل كلما اقتربنا من موعد الجلسة القادمة أن يزيد التضامن الشعبي.
- هل اقتصر التضامن على منطقة جغرافية محددة؟ تحديدا من السؤال؟ بين المناطق المحتلة في عام ال48 وال67.
*- لم يحدد بمنطقة، فشرط التضامن أن يكون واسعا وممتدا ولا يتبع لمنطقة جغرافية معينة، بل يتبع " للجغرافيا الفلسطينية" أينما تواجدت، سواء في مناطق ال48 أو ال67، في غزة والمهجر والمخيمات.
- شهدت "إسرائيل" في الآونة الأخيرة دعوات لمحاكمة رئيس وزراءها نتنياهو، وهناك من حاول تخطي القضاء أو التحايل عليه لمنع هذه المحاكمة، والمفارقة أن هناك من حاول انقاذه، رغم تهم الفساد، وأنت تحاكم على عمل فني بمضمون إنساني سياسي، كيف تقرأ هذه المفارقة؟
*- هي مفارقة حقيقة، ومرة قلت أنني أحاكم اليوم وهنا في حين أنهم هم من يجب أن يحاكم، والمنطق يقول أنني أنا من يجب أن أحاكمهم على التجاوزات وجرائم الحرب خلال كل سنوات الاحتلال، يذكرني سؤالك ببيت شعر لجبران خليل جبران، "وسارق الزهر مذموم بفعلته، وسارق الحقل يدعى البسل الخطر"، فهي مفارقة حقيقية أنني كفنان - وأنا لست سياسيا حتى أحاكم على عمل فني منذ 18 عاما اي منذ العام 2002، والمحتل بكل ما يفعل لا يحاكم وهناك من يدافع عنه، رغم كل الفساد والملفات المعلقة ضد نتنياهو وغيره.
- هل هذه أول مرة يحاكم فيها فنان على عمل فني؟ وهل تعتبر سابقة لمحاكمة أي عمل فني وابداعي لا ينسجم مع السياسة "العليا"؟
- نعم أعتقد هي أول مرة يحاكم فيها فنان على عمل فني في "إسرائيل" لم أسمع من قبل عن فنان أو مبدع حوكم بسبب رأيه أو عمل ابداعي، فالقضية ليست فيلم "جنين جنين" معركتنا مع الإسرائيليين ليست على الأرض، وليست دينية، بل هي معركة رواية، روايتنا تتناقض تماما مع رواية الإسرائيلي، وهذا ما لا يريدونه، فهم لا يريدون رواية أخرى غير روايتهم، ويرفضوا أن يستمعوا إلى رواية أخرى غير روايتهم، وهذا الفيلم "جنين جنين" يتنافى مع روايتهم، فقد أعطى الفيلم منصة وصوت لمن ليس له صوت، ليروي روايته دون مقاطعات، وبشكل واضح دون ألاعيب، دون رتوش ومكياج.
وللحقيقة قصة أن هناك ذكر لإسم ضابط إسرائيلي مسؤول عن مجزرة جنين هذا غير حقيقي هناك ضباط مسؤولين عن المجزرة وليس ضابطا واحدا فقط، وهناك سياسة حكومية مسؤولة عنها أيضا، فالاحتلال هو المسؤول عما حدث في مجزرة جنين وليس هناك ذكر لإسم أي ضابط، ولا يشاهد على الشاشة.
- هذه الفترة الزمنية للمحاكمة برأيك غير كافية لاصدار قرار أو حكم؟
*- هناك قانون إسرائيلي إسمه "هوكت يشنوت" وهو متعلق بالزمن، أي أن بعد مضي سبع سنوات لا يحق لأحد أن يتشكى عليك، قضية "جنين جنين" منذ 18 عاما، وهذه المفارقة، ففي كل هذه المدة وهم يبحثون عن شيء يدينونني فيه ولم يجدوا وما زالوا مستمرين في المحاكمة.
- ما المطلوب فلسطينيا لمنع محاكمة العمل الابداعي والرأي؟
*- المطلوب حاليا هو الوقوف معي في هذه القضية، من خلال الإعلام، أو عريضة موقعة من آلاف الناس ضد المحاكمة، بإرسال رسائل للإعلام الإسرائيلي المؤثر منه، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، وأن يصل صوت الاحتجاج إلى العالم ككل.