أهمية الوقت في حياة المسلم
2020-02-03بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية الوقت في حياة المسلم
يعدّ الوقت من نعم الله تعالى على الإنسان، لذلك عليه المحافظة عليه بما يعود على الإنسانيّة بالخير والنفع، والعمل الطيب، لذلك حثنا الله على اغتنامه وبين لنا أنّه سرعان ما تمرّ الأوقات التي منحنا الله إياها، وأنّ الأعمار بيده، ولا وقت لها، لذلك سنعرّفكم في هذا المقال على أهمية الوقت في حياة المسلم، وطرق استغلاله، وواجبات المسلم تجاهه.
بين الإمام ابن القيم رحمه الله حقيقة الوقت بقوله:(وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ... فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته).
وقال ابن الجوزي: (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدّم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل)، كما عني القرآن والسنة بالوقت من مختلف المجالات، فقد أقسم الله به في مطالع سور عديدة بأجزاء منه مثل الليل، والنهار، والفجر، والضحى، والعصر، كما في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل:2-1]، (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الفجر: 2-1]، (وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ)[الضحى: 2-1].
ومن المعروف بأنه إذا أقسم الله بشيء من خلقه دلّ على أهميته وعظمته، وليلفت أنظار الناس إليه، كما أكّدت السنة على أهمية الوقت، وقيمة الزمن، فعن معاذ بن جبل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه) .
وحدّث النبي عن نعمة الوقت، وأشار إلى ضرورة الشكر عليها، ويكون شكر نعمة الوقت باستغلاله في الطاعات، واستثماره في الباقيات الصالحات، لذلك على المسلم استغلال وقت فراغه فيما يأي:
حفظ كتاب الله تعالى وتعلمه: حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم كتاب الله تعالى فقال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [رواه البخاري].
طلب العلم: كان السلف الصالح أكثر حرصاً على استثمار وقته في طلب العلم؛ لأنّه يدرك أنّ حاجته إليه أكبر من حاجتهم إلى الشراب والطعام، لذلك لا بدّ من قضاء الوقت في الاستماع إلى المواعظ النافعة، وقراءة الكتب.
ذكر الله تعالى: حيث لا يكلف المسلم جهداً ولا مالاً، وقد أوصى النبي صلى الله عيله وسلم أحد أصحابه فقال له: (لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)[صححه الألباني].
الإكثار من النوافل: اغتنام الوقت في طاعة الله، تربية النفس على التقرّب من الله من خلال أداء الفرائض.
الدعوة إلى الله: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين واستغلال الوقت في الدعوة، أو في إلقاء المحاضرات، وتوزيع الكتيبات والسيدهات .
زيارة الأقارب وصلة الأرحام: وذلك لما فيها من زيادة بالعمر، والرزق.
اغتنام الأوقات اليوميّة الفاضلة: مثل الأوقات بين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات، وفي الثلث الأخير من الليل، وبعد صلاة الفجر حتى تشرق الشمس.
يجب على المسلم تنظيم وقته بين الأعمال والواجبات الدينية والدنيوية المختلفة، دون أن يطغى أحدها على الآخر، حيث يقول أحد الصالحين: (أوقات العبد أربعة لا خامس لها: النعمة، والبلية، والطاعة، والمعصية، ولله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية: فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنَّة من الله عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها، ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، ومن كان وقته المعصية فسبيله التوبة والاستغفار، ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا والصبر).
والحمد لله رب العالمين
مفوض الارشاد الديني
مقدم/ شكري خاطر