اللواء ضميري: صفقة القرن ستذهب في مهب الريح وأدوات نضالية لمواجهتها
2020-02-10رام الله – التوجيه السياسي والوطني : اعتبر المفوض السياسي العام سيادة اللواء عدنان ضميري أن "سمسرة" ما تسمى بصفقة القرن تمثل الإطار التاريخي لثقافة ترامب المتطرفة في القضاء على "الهنود الحمر" ووضعهم في معازل وسرقة ومصادرة أراضيهم، وترامب ونتنياهو يريدان تطبيق تجربة "الهنود الحمر" على الشعب الفلسطيني، من حيث عدم الحق في الدولة والحياة المنظمة كشعب.
حيث أكد على الحق الفلسطيني الثابت عبر التاريخ، في الدولة وتقرير المصير حسب كل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية، وحقوق الإنسان، ودفع الشعب الفلسطيني ثمن هذا الحق.
"صفقة القرن" دعاية انتخابية..
بين ضميري أن صفقة القرن والتي هي أشبه بالسمسرة بمثابة دعاية انتخابية للرئيس الأمريكي ترامب ولنتنياهو، فترامب كان خائفا من العزل الذي واجهه في الكونغرس الأمريكي، ونتنياهو خائف من الذهاب إلى السجن، فلم يكن لديهما الاستعداد للتقدم خطوة واحدة تجاه سلام أو أمن مع المحيط الاقليمي الذي يعيشون فيه.
"نتنياهو رجل علاقات عامة يوهم الشعوب العربية بأنه يقيم علاقات مريحة، من أجل دخول الوطن العربي الذي يعيش تجربة من أسوأ المراحل في التمزق والاحتراب الداخلي والتقسيم"، بحسب ضميري.
مواقف مرضية ضد الصفقة..
أعرب المفوض السياسي العام عن الشعور بالرضا إلى حد بعيد من الموقف الفلسطيني الموحد تجاه هذه الصفقة والخطر الداهم على الشعب وتاريخه الكبير، وكذلك الموقف العربي الرسمي العلني بصدور قرار جامعة الدول العربية مجمعة بكل تفاصيلها على رفض صفقة القرن، وهذا هو الهدف؛ بأن نقول لترامب "لا أحد يوافقك عربيا".
في السياق بيّن ضميري أن صفقة القرن هي محاولة للقضاء على شعب وتاريخ أمة ومقدسات ليست للمسلمين فحسب بل هي مقدسات إسلامية ومسيحية، حيث أن الجميع استشعر هذا الخطر الذي يقوم به ترامب، وتدمير ما اتفق عليه العالم من قوانين دولية وأسس، واختزاله بمن هو الأقوى في هذه المرحلة.
أدوات نضالية متعددة ومتجددة
أوضح المفوض السياسي العام أن الشعب الفلسطيني دائما ما يطور من أدوات نضاله لمواجهة كل ما يمس قضيته، فصفقة القرن ليست المشروع التصفوي الأول وليست السمسرة الأولى، منذ وعد بلفور إلى اليوم هناك ما يقارب 7 مشاريع أمريكية لإنهاء القضية، كل هذه المشاريع ذهبت ولا يتذكرها أحد، وصفقة ترامب ستذهب أدراج الرياح.
كما أكد أن القيادة الفلسطينية تعتمد على 3 ركائز أساسية لمواجهة هذه الصفقة، الركيزة الأولى والأهم "وحدة ونضال الشعب الفلسطيني"، كذلك وحدة العرب في الموقف السياسي الرسمي ووحدة الأمة العربية جماهيريا مع الشعب الفلسطيني، بحيث لا تسمح لأي زعيم عربي بأن يخرج خارج هذا الأطار الرسمي. بالإضافة إلى الإعتماد على الشرعية الدولية، ومحاولة ترامب ونتنياهو تدمير القيم التي بنيت عليها الدول في كل العالم، وهي السلام وحقوق الشعوب في تقرير المصير.
اجماع فصائلي على المقاومة الشعبية...
بين اللواء عدنان ضميري أن الأداة الأساسية لمواجهة هذه الصفقة والتي تجمع عليها كل الفصائل الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني هي "المقاومة الشعبية"، فهناك وحدة هدف في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية.
فالمقاومة الشعبية هي أساس، ونحن لدينا تجارب في المقاومة الشعبية منذ عام 1936، في السبعينات والثمانينات والانتفاضة الأولى والثانية، وما يجري في قطاع غزة ، وفي الضفة من مسيرات على كل المواقع والمناطق المهددة سواء في القدس والأغوار ونعلين وكفر قدوم وغيرها من المواقع حيث الادوات التي ستقف مصدا امام صفعة القرن .
"المقاطعة" أداة تؤلم الاحتلال
قال ضميري إن مقاطعة منتجات الاحتلال من الأدوات القوية والمؤلمة التي ستكلف الاحتلال ثمنا باهظا، وهذا يعتمد على ضمير ووطنية وأخلاق كل فلسطيني في مقاطعة منتجات الاحتلال وإيجاد بدائل فلسطينية.
وأشار إلى حادثة وقعت قبل سنتين حين وضع أحد متاجر الداخل المحتل منتجات عربية، "فقامت الدنيا ولم تقعد"، وأجبر صاحب المحل على اتلاف كل البضائع العربية.
كما أكد على ضرورة التزام التجار بعدم المتاجرة بالبضائع الاحتلالية، فكل قرش يكون برصاصة موجهة إلى صدور أبنائنا، ومصادرة أرض جديدة.
حملة توعوية لمقاطعة منتجات الاحتلال
نوَه ضميري إلى أن هيئة التوجيه السياسي والوطني ستقوم بحملة توعوية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وعلينا أن نفتخر بمنتجنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن الالتفاف الوطني الجامع نحو الهدف في مواجهة مشروع التصفية للقضية الفلسطينية بحاجة إلى تطوير وإنهاء الانقسام، والتوجه نحو النضال الميداني المشترك بوحدة الأهداف.
"لا نريد من أحد أن يقاوم نيابة عن الشعب الفلسطيني ولا أحد يستطيع أن يؤدي دورنا، والمطلوب من العرب فقط أن يقبلوا ما يقبله الفلسطينيون، وأن يدعموا صمودنا كوننا ندافع عن كرامة الأمة في القدس، فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل لكل عربي ومسلم ومسيحي"، حسب قول ضميري.
وأضاف أن القدس مسؤولية الكل والدفاع عنها واجب، لكن لا نقبل طعنات من الخلف على طريقة ما فعله رئيس مجلس السيادة في السودان، فهذه طعنات في الظهر.
وتابع ضميري :" توجد لدينا قناعة بأن الشعوب والجماهير العربية تعتبر فلسطين بلدهم إن لم تكن الأهم، ومن سيمارس الطعن في ظهورنا سيذهب إلى مزابل التاريخ، وشعبه من سيلفظه".
وختم المفوض السياسي العام :"نطلب من الدول الأجنبية والأصدقاء عدم الموافقة على صفقة القرن فقط".