غول الإستيطان "فاغراً فاهُ" لابتلاع
2021-08-24غول الإستيطان "فاغراً فاهُ" لابتلاع
الأماكن الأثرية في محافظة سلفيت
سلفيت – التوجيه السياسي والوطني- سهير أبو عرام :
تشهد محافظة سلفيت هجمة استيطانية تتسارع وتيرتها بشكل مضطرد حتى أصبحت في بؤرة الاطماع التي لا تحدها حدود من قبل الاحتلال ومستوطنيه، وذلك نظرا لعدة اعتبارات كموقعها وطبيعتها الخلابة وغناها بالينابيع والمواقع الأثرية وغيرها، حيث تضم المحافظة التي تبلغ مساحتها حوالي 204كم مربع ، اكثر من 180 موقعا اثريا مابين خربة،وتل وشواهد اثرية مثل المقابر الأثرية والمعاصر بالاضافة الى المقامات .
مدير السياحة والآثار في المحافظة السيد منتصر موسى بيّن أن معظم المواقع الاثرية بالمحافظة تقع ضمن المناطق المصنفة (سي) فضلا عن المواقع الاثرية التي اصبحت داخل حدود المستوطنات والمواقع التي ضمها جدار الفصل العنصري ما اثر سلبا على عمل وزارة السياحة والاثار بالمحافظة وعلى المواقع الاثرية ،عدا عن عرقلة أية خطوة لتطوير المواقع وتأهيلها للسياحة الداخلية وذلك بحجة وقوعها ضمن مناطق (سي).
ومع ذلك تعمل الوزارة على حماية المواقع الاثرية من لصوص الاثار وذلك بالتنسيق مع الاجهزة الامنية وخاصة شرطة السياحة والآثار صاحبة الاختصاص .
الأماكن الأثرية في عين العاصفة
وتتواصل اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على المواقع الاثرية من خلال المستوطنين او حتى من خلال الجهات الرسمية مثل دائرة الاثار الاسرائيلية والتي تقوم بين الحين والآخر بعمل حفريات منظمة داخل المواقع الاثرية، رغم أن هذه الاجراءات تعارض القانون الدولي واتفاقية لاهاي التي تلزم الاحتلال بالمحافظة على التراث الثقافي وعدم العبث فيه.
فخلال العام المنصرم قام الاحتلال بمصادرة موقعين رئيسيين هما (دير سمعان ، ودير قلعة) اللذان يقعان ضمن اراضي كفر الديك ودير بلوط التابعة لمحافظة سلفيت، وذلك بحجة عمل مناطق خضراء ترفيهية للمستوطنين من خلال جمعية استيطانية تدعى (ريجيفيم) والتي تهتم بالآثار والتراث الثقافي لضمها للمستوطنات واعتبارها جزءا لا يتجزأ من المستوطنة، ويمنع دخول المواطن الفلسطيني الى هذه المواقع علما بأن الوزارة تقدمت بشكوى رسمية الى منظمة اليونسكو والمنظمات العالمية التي تهتم بالتراث الثقافي ضد الاحتلال الاسرائيلي إلا ان الاحتلال يعتبر نفسه دولة فوق القانون الدولي ولم يلزمها أي قانون.
محافظة سلفيت ممثلة بنائب المحافظ الاستاذ محمود مصلح أكدت انها تسعى جاهدة وتقوم بكل ما بوسعها لإحياء ما تبقى من آثار المحافظة وبالشراكة مع دائرة السياحة والآثار، وذلك عبر استقطاب طلبة الجامعات والمدارس للقيام برحلات تعليمية وتثقيفية.
ولا يجب أن نغفل عن دور البلديات والمجالس القروية في سلفيت في المحافظة على المواقع الأثرية الواقعة في حدود تلك القرى والبلدات ونفض الغبار عن معالمها بالنطر لكون نسبة كبيرة من سكان المحافظة لا يعرفون تلك المواقع ولا تاريخها.
أخيرا لا بد من الإشارة الى دور التوجيه السياسي والوطني في محافظة سلفيت في ابراز المعالم الاثرية وذلك من خلال تنظيم الزيارات الى تلك المواقع ، حيث نظمت زيارة من هذا النوع لوفد من مكتب الاعلام الصحافي في وزارة الاعلام وذلك بحضور اكثر من 50 اعلاميا ، قاموا بزيارة العديد من الاماكن الاثرية المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال والإطلاع على واقعها عن كثب والمخاطر التي تتهددها من قبل الاحتلال .