الاخلاص في العمل عبادة
2021-09-13الاخلاص في العمل عبادة
مقدم / شكري خاطر
مدير عام الارشاد الديني
يُعرّف الإخلاص على أنّه قيام الإنسان بالفعل ابتغاء مرضاة الله تعالى وحده، والتّقرب إليه وحده، مع الابتعاد عن طلب الرّياء، والشّهرة بين النّاس، واكتساب حبّهم، وجلب المصالح الدّنيويّة، بل تنقية الفعل من كلّ هذه الشّوائب.
قد تحرف نيّة المسلم بعض الشّوائب والعيوب الّتي تُحدث خللاً فيها، ممّا يؤدّي إلى حدوث النّقص في عمله أو قوله، وبالتّالي عدم قبولهما عند الله تعالى، ومن هذه الشّوائب:
الرّياء؛ والّذي بدوره يؤدي إلى حب الإنسان لإنجاز الأفعال، أو قول القول أمام النّاس، طالباً بذلك أن يصبح له مكان عندهم، وأن يشتهر بينهم بما يفعل، والرّياء يعدّ من صفات المنافقين، فقد قال تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا".
والشّائبة الاخرى هي رغبات نفس الإنسان، وهي قيامه بالفعل بهدف مدح النّاس له، وحبّه، والقرب منه، والابتعاد عن ذمّه، وكلا هاتين الشّائبتين فيها خطورة تؤدّي إلى عدم قبول العمل عند الله تعالى، فهنا يأتي دور الإخلاص لله تعالى في القول والعمل لتصفية النّية وتنقيتها من هذه الشّوائب.
وقد ذُكر الإخلاص في كثيرٍ من الآيات في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ".
كيفيّة الإخلاص لله في العمل
على المسلم أن يخلص لله تعالى في عمله، وقوله، ونيّته، وحتى يحقّق الإخلاص فعليه التّحلي بالصّفات الخاصّة بالإخلاص، والقيام ببعض الأفعال الّتي تؤدّي لتحقيق ذلك، وفيما يأتي بيانٌ لبعض هذه الصّفات والأعمال:
السّعي لعدم إظهار العمل الّذي يقوم به، فالمسلم المخلص بصدقٍ لله تعالى في عمل لا يحبّ أن ينظر النّاس إليه، والرّهبة من أن يشتهر المسلم بما يفعل، والشّعور دائماً بأنّ ما فعله الشخص ليس كاملاً، وأنّه ما زال مقصّراً في حقّ الله تعالى، والخوف من عدم القبول ومساواة مدح النّاس له وذمّهم فيما يفعل، فلا يعجب بنفسه إن كان هنالك مدحٌ كثير، ولا يغضب منها في حالة ازدياد الذّم والاستفادة من أخبار وقصص من أخلصوا في حياتهم، واتّباعهم والحرص على العلم بأهميّة الإخلاص لله تعالى، وأثر ذلك على فعل المسلم وحياته، فالإخلاص إذا تحقّق فذلك يعني أن عمل المسلم قد قُبِل.
التّقرب إلى الله تعالى بالدّعاء، والإكثار منه واستحضار المسلم قرب الله تعالى منه، وحبّه له، وأنّه لولا الله تعالى لما كان شيئاً، وأنّ كلّ ما يحصل له من خيرٍ وبركةٍ في حياته هو من توفيق الله تعالى له والنّظر دائماً إلى الجوانب الّتي يقصّر فيها، والأخطاء الّتي يقع فيها والشّعور الدّائم بالخوف من الله تعالى، وأنّه مطّلعٌ عليه، وعلى ما يكنّ قلبه والحرص على أداء العبادات غير الظّاهرة للنّاس، والإكثار من أدائها، ومنها: صلاة اللّيل، والصّدقة، والبكاء من خشية الله تعالى واستشعار عظمة الله تعالى، وقوّته، وقدرته، وعبادته حقّ العبادة والعلم بصفات الله تعالى، وأسمائه الحسنى، والتّفكر بها و التّفكر في الموت، وأنّه قادمٌ لا محالة والعلم بالعقوبة والعذاب الّذي أعدّه الله تعالى في الدّنيا والآخرة لمن يرائي بأعماله وأقواله وكذلك قراءة القرآن الكريم، وفهمه، والعمل بأحكامه ومجاهدة النّفس، وتدريبها على الإخلاص لله تعالى والذّهاب لمجالس العلم والذّكر، فهي تنفع المسلم، وتتعهدّه بالنّصح والإرشاد وشكر الله تعالى على ما أنعم عليه من نعمٍ لا تعدّ ولا تحصى.
والإخلاص في العمل من خلال إتقانه، والقيام به على الوجه الصّحيح الّذي يرضي الله تعالى، وعلى أكمل وجهٍ يستطيع القيام به دون ابتغاء الثناء والمدح من أحد.
والحمد لله رب العالمين