التربية الاسلامية الصحيحة في مواجهة التطرف
2021-12-13بسم الله الرحمن الرحيم
التربية الاسلامية الصحيحة في مواجهة التطرف
الإسلام هو دين الهدى والنور والسعادة والسكينة، فأي أمة من الأمم في أي بقعة من الأرض، وفي أي زمان من الأزمان، إذا دانت بهذا الدين، واعتصمت بحبل الله المتين، واتبعت رسوله الأمين، بصدق وعلم ويقين، لا بد أن تكون أسعد الأمم، وأكثرها أمناً واستقراراً، تعيش في رغد من العيش، وتحيا حياة عز وسؤدد، تقود ولا تقاد، وتأمر ولا تؤمر، تحب الخير للناس كلهم.
وأما إذا رفضت هذا الدين، وبعدت عن هديه، فإنها لجديرة بأن تكون أكثر الأمم شقاء وخوفاً، واضطراباً وضنكاً، في كل شأن من شؤون حياتها، حتى لو بدت في ظاهرها عكس ذلك، لأن السعادة لا يجلبها منصب ولا مال، والأمن لا يحصل بسلاح ولا رجال، وإنما هي الحياة الآمنة التي تطمئن فيها القلوب، ويأمن فيها الناس على أنفسهم وأموالهم
وأعراضهم، ينتشر فيها العدل، ويختفي فيها الظلم، أو يقل، ويقود الناسَ فيها الأكفاء الصالحون إلى ما يرضي الله تعالى، ومتاع الدنيا المادي المباح جزء من الحياة السعيدة الطيبة.
والأمن من أجلّ نعم الله عز وجل، التي أنعم بها على عباده، وتكرّم بها على خلقه. والعمل البشري لا يكون مجدياً، والحضارات لا تتقدم، إلا في ظلال من الأمن والاستقرار. فالأمن إحساس بالطمأنينة، وشعور بالأمان، فبدونه لا تستقيم الحياة، ولا تهدأ النفوس، ولا تقرّ العيون، ولا تهنأ المجتمعات بعيشها، مهما كانت قوة دولها، وضخامة إمكانياتها. وبفقد الأمن تتعطل مسيرة الحياة على كافة شرائح المجتمع.
والإسلام جاء للناس بمنهج شامل كامل، يحتوي على الأسس التي تمكنه من التغلب على كل الأزمات والمشكلات التي تواجهه في كل زمان ومكان.. والتربية الصحيحة جزء من المنهج الإسلامي، وعملية التربية ملازمة للإنسان منذ وجد، وهي مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
وما من شك في أن التربية الإسلامية تعد وسيلة فاعلة لبناء الإنسان المسلم، القادر على عمارة الأرض بكفـاءة، والقيام بواجباته تجاه الأمانة التي ارتضـى حملها.. كما أن التربية الإسلامية تشكّل العامل الأقوى في إحداث التغيّرات الجذرية المنشودة في واقع الأمّة المسلمة، على جميع المستويات، وأنها قد اهتمت بجميع جوانب الإنسان، وراعت تهيئة البيئة المناسبة لإتمام تربية الإنسان فيها. ولعل من أهم ركائز هذه البيئة: الأمن والاستقرار، فلا تكتمل تربية بدون أمن واستقرار، ولا يكون أمن من دون تربية صالحة تستمد أسسها، وترتسم أهدافها من توجيهات الإسلام. وتلبية حاجات الجسد لا تكفي، إن لم يكن معها شعور بالأمن، وطمأنينة في النفس .
واهتم الإسلام بجميع شرائح المجتمع، وخاصة جيل الشباب، لأن الشباب يعدّ ركيزة أساسية لكل أمّة ترنو إلى التقدم الحضاري في شتى مجالات الحياة، وذلك لأن الشباب ثروة، بطاقاتهم، وحيويتهم، ونشاطهم، وحماسهم، إن هي أحسنت استغلال تلك الخصال في الخير والصلاح والبناء والفضيلة. لكنها في الوقت ذاته قد تكون معاول هدم لها، إن لم تحسن تربيتهم تربية صحية.. لذا، فإن الأمم والدول والمجتمعات تبذل كل إمكاناتها المادية والبشرية في سبيل العناية بتربية شبابها، وإصلاحهم، لأنهم أملها، وعمادها، وقوتها، في حاضرها ومستقبلها .
والحمد لله رب العالمين
مدير عام الارشاد الديني
مقدم /شكري علي خاطر
30/11/2021