إقامة دولة فلسطينية بشكل أحادي ... اعداد/ عليان الهندي
2017-08-03إعداد – عليان الهندي – رئيس وحدة الدراسات العبرية
سيتم عرض ملخص يوم دراسي عقد بمركز البحث القومي ترأسه الدكتور عوديد عيران بتاريخ 23-1 2011 لبحث الفرص والإمكانيات المتاحة لدى الجانب الفلسطيني بفرض فكرة الدولة الفلسطينية كأمر واقع في ظل حالة الجمود التي أصابت التسوية السياسية بفعل تنكر الإحتلال للمرجعيات الدولية خاصة قرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
يحاول الباحثون إيجاد إجابات لمجموعة من التساؤلات تشكل بمجموعها تحديات عملية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل ميزان قوى مختل بشكل كلي لصالح الاحتلال .
يحاول الباحثون تطويع الواقع للرؤية الإسرائيلية من خلال عنق الحقيقة بتحميل الفلسطينيين المسؤولية لانعدام الإمكانية للتوصل لحل، فتارة يحملون الانقسام الفلسطيني المسؤولية وتارة أخرى يحملون القيادة الفلسطينية غير القادرة على إسقاط حق العودة المسؤولية .
من الملاحظ أن النظرة الإستشراقية ما زالت تشكل منهجية البحث الإسرائيلية والتي تعمل على إغفال حقائق التاريخ وإحتياجات الواقع .
ملخص مداخلة الجنرال إحتياط عاموس جلعاد رئيس القسم السياسي الأمني بوزارة الحرب الإسرائيلي .
عاموس جلعاد
تعد سنة 2011 سنة حسم بالنسبة للفلسطينيين حيث يتمسكون بشهر أيلول من العام 2011 كموعد لإقامة الدولة الفلسطينية مع ذلك لا يعتقد أن الفلسطينيين سيعلنون الدولة من طرف واحد لأن ذلك لن يكون له أي معنى على الصعيد العملي لذا سيعمل الفلسطينيون على دفع دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى شهر أيلول ولتحقيق هذا الهدف عملوا ويعملون على مستويين:
الأول: من أسفل إلى أعلى، مؤسسة السلطة بشكل ناجع
ثانيا: من أعلى إلى أسفل ، تجنيد تأييد وإعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ،تمكن أبو مازن وفياض من تحقيق نجاحات واضحة ستترجم خلال المرحلة القادمة لنجاحات سياسية.
الجنرال المتقاعد شلومو بروم من مركز أبحاث الأمن القومي
تم إعلان الدولة الفلسطينية عام 1988 عندما قبلت م ت ف قرار مجلس الأمن 242 لكن الإعلان لم يترجم على الأرض، مما يشير إلى أن أي إعلان أحادي الجانب لا يحمل أية مضامين.
يتم الحديث الان عن إقامة دولة فلسطينية من خلال إعلان أحادي نتاج تعثر مفاوضات الحل الدائم مما دفع الأطراف إلى البحث عن حلول بديلة، الإسرائيليون يقترحون إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ( خطة موفاز وخطة ليبرمان )، طرح الفلسطينيون أكثر من خيار بدأ من إهمال فكرة الدولتين والعمل لإقامة دولة واحدة ديمقراطية وصولا إلى اعلان الدولة بشكل أحادي المشكلة لدى الفلسطينيين تكمن بأن الإعلان عن دولة مستقلة دون تغيرات بالواقع الجيو سياسي لن تكون خطوة غير مهمة فقط بل ستضر بالمصالح الفلسطينية إذا اعلنت بالحدود القائمة سيشكل ذلك ترجمة للرؤية الإسرائيلية التي تدعو إلى تطبيق المرحلة الثانية بخارطة الطريق الداعية لإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة.
ستكون سيئة للفلسطينيين بالظروف الحالية بحيث ستكون أسوء حالة للانتشار الإسرائيلي بالمقابل ستكون جيدة للإسرائيليين بحيث ستكون أقل من الأراضي التي يمكن أن تنسحب منها إسرائيل من خلال المفاوضات على حل مرحلي .
لذا الدافع الرئيس لفكرة إعلان الدولة من طرف واحد هي رغبة الفلسطينيين بدفع المجتمع الدولي لفرض حل على الأطراف (حل ضد إسرائيل الرافضة للحل ).
السؤال: ما هي استعدادية المجتمع الدولي لتبني موقف كهذا وتوظيف الموارد لتحقيقه.
لا أجد استعدادية لدى الدول الفاعلة على الصعيد الدولي بالمستقبل القريب لذا لن يفرض حل على إسرائيل ، مع ذلك يضع التحرك الفلسطيني إسرائيل أمام تحديات سياسية قاسية حيث يقدم إسرائيل كرافضة للتوصل إلى حلول سياسية بالوقت الذي تقوم به السلطة بالتزاماتها لحل النزاع ، فرض سيطرتها على استخدام القوة بالمناطق الخاضعة لسيطرتها .
الدكتور دان شيفتن
رئيس مركز ابحاث الأمن القومي جامعة حيفا
لن تقوم دولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب أو باتفاق بالمستقبل القريب نظرا لرفض الأطراف الثلاثة المشتركة بالموضوع لا ترغب بذلك .
الفلسطينيون لا يريدون دولة بحدود ال67 .
على إسرائيل قبول دولة فلسطينية لكنها لا تعرف كيف تحقق ذلك.
إدارة اوباما ترغب بتحقيق تقدم ولكنها لا تعرف كيف .
القاسم المشترك بين الجهات الثلاث فشل القيادات السياسية، القيادة الفلسطينية لا تمثل السكان الفلسطينيين بالضفة الغربية فكيف يمكن أن تمثل فلسطينيي قطاع غزة والشتات.
تأمل السلطة بأن يفرض المجتمع الدولي حل على إسرائيل كما ترغب وكما هو واضح هذا غير وارد حاليا.
لإسرائيل مصلحة بإقامة دولة فلسطينية للانفصال عن السكان الفلسطينيين مع ذلك لا تستطيع وضع خطة سياسية فاعلة تنسجم مع فهمها للواقع ، تتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني وتعمل على مجابهة الرافضين للحلول السياسية بالطرف الإسرائيلي.
الإدارة الأمريكية الحالية تعمل على دراسة الوضع الراهن في سياق مصالحها الجيو سياسية .
سؤال : اجمعتم على عدم إمكانية إعلان دولة من طرف واحد مع ذلك إذا سارت الأمور بشكل معاكس لما أجمعتم علية كيف يجب أن تتصرف إسرائيل ؟
دان شيفتن : على إسرائيل مباركة الإعلان مع رفض مطلبين لهذا الإعلان الأول ان تكون الحدود حدود 67 والثاني بان تكون السيادة كاملة.
على إسرائيل أن لا تقدم على أي شيء وعلى الفلسطينيين محاولة فرض ذلك عليها فلن ينجحوا.
عاموس جلعاد
لن يعلن الفلسطينيون دوله من طرف واحد لأن ذلك غير حكيم وغير عملي مصلحتهم بإثبات قدرتهم على الحكم ومواجهة حماس لذا ما يقومون به اليوم هو محاولات جس للنبض ,حيث يعمل فياض وابو مازن على نقل الصراع إلى الساحة الدولية والساحة العربية نظرا لوجود أفضلية لديهم بهذه الساحات بعد فشلهم بإدارة الصراع العنيف مع قوات الأمن الإسرائيلية .
ما يقوم به الفلسطينيون يمس مصالحهم ومصالحهم فقط . علينا العمل على التوضيح للفلسطينيين للخطوط الحمر لإسرائيل وعلى اي من الخطوات التي يقومون بها سترد، احتمالية إعلان إقامة الدولة من جانب واحد قليلة مع ذلك إن حصل ذلك يمكننا اعتبارها رافعة لعملية تدريجية لتحقيق اتفاق.
الفلسطينيون تواقون للتوصل لاتفاق نهائي يحتوى على سيادة كاملة يشمل انسحاب كامل لقوات الجيش من المناطق ويرفضون أي اتفاق انتقالي للوصول لاتفاق شامل ، مع ذلك يوافقون على عقد اتفاق دائم ينفذ تدريجيا.
كيف يمكن أن تتعامل إسرائيل مع شخصية فلسطينية منفردة بغزة؟
عاموس جلعاد لن يكون سلام قبل إنتهاء حماستان بغزة لا تستطيع إسرائيل توقيع إتفاق بيهودا والسامرة فقط والمجتمع الدولي يأمل بحل شامل . حسب وجهة النظر الفلسطينة سينتهي حكم حماس إذا جرت إنتخابات ديمقراطية بالسلطة أو تم تحقيق تقدم سياسي . يمكن لإسرائيل الإستناد على توقعات مجردة كهذه.
شلومو بروم
يجب توقيع الإتفاق مع الطرف الذي يمثل الشعب الفلسطيني ,لقد إعترفت إسرائيل ب م ت ف كممثل للفلسطينيين ، على إسرائيل وضع الحدود الدقيقة بين الوصول إلى إتفاق وبين تنفيذه ،حيث لا يمكن تنفيذ أي إتفاق بشكل كامل طالما إستمرت مشكلة غزة مع ذلك أعتقد بإمكانية التوصل لإتفاق يتم مباشرة تطبيقه بالضفة وينفذ بشكل كلي عندما يسحب على غزة، يمكن التفكير بالسيناريو التالي بعد نجاح تطبيق الإتفاق بالضفة سوف يتجند العالم العربي لفرض الحل على حماس.
دان شيفتن
تعتبر غزة نصف الشعب الفلسطيني ،هذا سبب مركزي بين مجموعة أسباب أخرى تحول دون التوصل لحل مع الفلسطينيين بهذه الفترة، الحديث عن تسوية يعني ضرورة حل قضية غزة .
ما هي الاليات التي على المجتمع الدولي إتباعها لفرض الدولة الفلسطينية إذا تم الإعلان عنها ؟
عاموس جلعاد
حسب تقديري حتى شهر أيلول -2011 لن يتم إتخاذ اية خطوة لفرض الحل ، يمكن أن تبادر الولايات المتحدة وبعض الدول المحورية الى وضع خطة لدفع المفاوضات مما سيساهم بزيادة التأييد الدولي للمطالب الفلسطينية مع ذلك هذا التحرك بطيء على إسرائيل إيجاد الطرق المناسبة للإندماج به .
شلومو بورم
المجتمع الدولي يمارس ضغوطات على إسرائيل بوتيرة متزايدة الأمر الذي يمكن إعتباره عملية جزئية لفرض الحل عليها رغم عدم تحقيقها لنجاحات واضحة .
سؤال: إذا لم يكن من الممكن التوصل إلى إتفاق والإعلان عن دولة من طرف واحد امر غير مرغوب ،كيف يمكن أن تنمو دولة فلسطينية ؟ و ما هي الإجراءات التي على إسرائيل إتخاذها على ضوء الوضع الراهن ؟
دان شيفتن
حسب وجهة نظري طريقة واحدة ممكنه لكنني غير متأكد من تنفيذها " خطوة أحادية الجانب من طرفنا "
إسرائيل والسلطة الفلسطينية غير مهيئتا للتوصل لاتفاق متفق عليه.
القيادة الفلسطينية غير مهيئة للطلب من الشعب الفلسطيني الموافقة على استحقاق التسوية التاريخية المطلوبة (التنازل عن حق العودة) لذا لا يوجد شرعية لتوجهها لإتمام حل دائم ، كل محاولة للتوصل الى حل سيدفع السلطة الى تقديم مطالب لا تستطيع إسرائيل الموافقة عليها.
مع ذلك يعمل فياض على إجراء عملية أحادية الجانب إيجابية ، أقترح ان تقوم إسرائيل بخطوة بشكل أحادي تتمثل ويمكن أن يكون بالمستقبل بالتنسيق مع السلطة يتمثل بإنهاء الاحتلال بشكل تدريجي , وتغيير طبيعة الأراضي من س الي ب ومن ب الى ا (سلطة مدنية أمنية ومدنية فلسطينية) خلق تواصل جغرافي بين المدن الفلسطينية وإزالة مستوطنات معزولة ، خطوات من هذا القبيل تخلق تدريجيا ارضية للفصل بين إسرائيل والفلسطينيين حتى في ظل انعدام حل وهنا تكمن المصلحة العليا لإسرائيل .
الخطر الديمغرافي يهدد إسرائيل أكثر من الإرهاب -
المكسب الرئيس لإسرائيل بالصراع مع الفلسطينيين هو إستقلالية المجتمع الإسرائيلي.
إسرائيل أقوى من دون غزة ( حتى من دون غوش كتيف رغم إزدياد الإرهاب ) وستكون أقوى من دون نابلس وشرقي القدس، حيث ستعمل إسرائيل على بناء مجتمع صهيوني مفصول عن السكان العرب.
سيستمر الإرهاب بحكم وجودنا بالشرق الأوسط لكن على إسرائيل أن تعمل على الفصل كلما أمكن ذلك. اسرائيل اليوم تمر في محاصرة الأضرار ،لا يوجد فرص للحل لذا يجب العمل على إدارته من خلال خلق الإمكانيات لتحمل الوضع القائم.
شلومو بروم
أتفق مع دان بتحليله مع تحفظ واحد والذي يأتي نتاج معرفتي بالجانب الفلسطيني إذا أقدمت إسرائيل على خطوات أحادية الجانب لتقليص رقعة الإحتلال سيتم تنشيط المسار السياسي وسيتم التوقيع على إتفاق، من هنا نستطيع تحديد خطى عمل للقيادة الإسرائيلية.
الأول: عمل مكثف لتغيير الواقع بحسب الآليات التي قدمها دان , حل الدولتان لا يمكن أن يتحقق بتقسيم الأراضي كما هي الآن لأنها لن تكون قابلة للإدارة . من مصلحة إسرائيل تغيير الواقع تدريجيا من أجل خلق إمكانية لتقاسم الأرض بحيث تكون قابلة للحياة والإدارة .
الثاني: العمل بشكل حقيقي على إجراء مباحثات حقيقية بهدف فحص إمكانية التوصل لإتفاق.
بالمرحلة الأولى للمفاوضات يجب العمل على التوصل إلى مبادئ عامة ( الحدود المستقبلية تكون على حدود ال67 مع تعديل حدودي من خلال تبادل الأراضي بنسبة 1-1 . إتفاق من هذا النوع سيؤدي إلى فتح الطريق إلى التوصل لإتفاق.
عاموس جلعاد
إنسحابات من طرف واحد دون مقابل غير قابلة للتحقيق وغير منطقي، تسوية تدريجية لاتفاق دائم غير وارد فمن غير المعقول قبول تواجد قوات الجيش الإسرائيلي بشكل مؤقت بالضفة الغربية ، نظرا للتحديات الإستراتيجية العديدة التي تمر بها إسرائيل اليوم , الوضع يتطلب تحديد التهديدات المباشرة والأهداف الإستراتيجية لإسرائيل من خلال وضع خطة أمنية سياسية تشمل العناوين التالية ( علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، السلطة الفلسطينية، الاستقرار بالأردن والشرق الأوسط، التسلح النووي الإيراني ) كل هذه العناوين مهمة ومتصلة ببعضها البعض.
استطاعت إسرائيل هزيمة التهديد الأمني , لكنها فشلت بالخطاب السياسي، لا أشعر بالقلق من إعلان أحادي الطرف للدولة الفلسطينية يمكن صد إعلان كهذا بسهوله، ما يبق إمكانية اعتراف الأمم المتحدة بهذا الإعلان لان ذلك يشكل تهديدا حقيقيا نظرا لارتباط مصالح إسرائيل بالشرعية الدولية بالعديد من الأصعدة الاقتصادية وحتى الأمنية، لذا نزع الشرعية عن إسرائيل وعقوبات دولية تشكل تهديد وجودي على إسرائيل.
من الواضح أن الفلسطينيين يحققون نجاحات على صعيد الإعتراف بالدولة الفلسطينية الأمر الذي سيساهم بإعطائها شرعية دولية ويسحب الشرعية عن إسرائيل، على إسرائيل مواجهة هذا التهديد من خلال خطوات سياسية إعلامية، من الواضح أنه لم تنجح بإدارتها حتى الآن.
مقابل كل هذه التحديات هنالك نمو علاقات جيدة وتعاون وتنسيق مشترك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بمحاربة الإرهاب ، حيث تعمل القيادة الفلسطينية بشكل جيد على تحسين الوضع الأمني بالضفة الغربية ، على إسرائيل عدم المس بهذا الوضع .
عندما توجد قيادة فلسطينية تحارب حماس وترفض المحور الراديكالي على إسرائيل مباركة ذلك والعمل على تقريب المسافات معها .
يجب الدخول بمباحثات .
الفلسطينيون سيقبلون باتفاقية إذا قبلنا مطالبهم ، على إسرائيل تحديد حجم التنازلات التي ستقدمها .
لا يمكن أن تقدم إسرائيل تنازلات تمس بالأمن لذا لا يمكنها الموافقة على سيادة كاملة للفلسطينيين ، أي انسحاب كامل من الضفة الغربية انسحاب كامل معناه عمق عربي حتى العراق حيث يمكن أن يشكل انسحاب كهذا خطر على الأردن الأمر الذي يهدد العلاقات معها. اي تسوية مع الفلسطينيين يجب أن يأخذ بعين الاعتبار البعد الإقليمي وحتى الدولي.