تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  لن ننسى

26/آذار.....القائد الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد 1892ـ 1939

2018-03-27

26/آذار...القائد الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد 1892ـ 1939

 من مواليد قرية ذنابة في محافظة طولكرم في 26/آذار عام 1892.

تتلمذ في « كُتّاب » القرية، حيث كانت البديل عن المدارس في حينه.

التحق بكتائب الجيش العثماني، في بيروت وطرابلس.

بعد استشهاد المجاهد الكبير الشيخ عز الدين القسام في احراش يعبد في جنين عام 1935، عاد الحاج محمد الى مسقط رأسه في ذنابة في العام 1918، وبادر الى التخلي عن اية اعمال خاصة وتبرع بماله للثورة.

 هو واحد من قادة ثورة 1936 – 1939، وقائدها العام لمدة تزيد على السنة. كنيته أبو كمال، ولد في قرية ذنابة في قضاء الخليل، ثم جند في الجيش العثماني، وأرسل إلى لبنان حيث تلقى تدريبه العسكري في المدرسة الحربية في بيروت، وأمضى خدمته العسكرية، خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، في مدينتي طرابلس وبيروت. وعندما انتهت الحرب عاد إلى قريته، فعمل في الزراعة والتجارة في مدينة طولكرم*. وقد عرف بالنزاهة والاستقامة والخلق الرفيع والتهذيب والأمانة، لذا أحبه الناس، ولجأوا إليه في حل مشكلاتهم.

في ذلك الوقت كانت فلسطين تمر بمرحلة قاسية بسبب الاستعمار البريطاني والخطر الصهيوني، فأخذ عبد الرحيم الحاج محمد يدعو إلى الجهاد ضد أعداء الأمة العربية من مستعمرين بريطانيين ومستوطنين صهيونيين، موضحاً خططهم ومشروعاتهم وأهدافهم، متبعاً في ذلك خطى الشهيد عز الدين القسام*. وقام سراً بجمع التبرعات وتنظيم المجاهدين وتدريبهم مستفيداً من خبرته العسكرية السابقة. وبعد إعلان الإضراب العام الكبير في شهر نيسان 1936 قاد مجموعة من الثوار قامت بعدة هجمات على البريطانيين والمستوطنين الصهيونيين، فلاحقته سلطات الانتداب، فاضطر إلى ترك بيته وأهله، والانتقال إلى العمل الثوري السري، وأخذ يصعد عمليات الثورة، ثم ظهر علناً في معركة نور شمس، وهي أول معركة منظمة وأكبرها خاضها الثوار الفلسطينيون مع قوات الاحتلال البريطاني والمستوطنين الصهيونيين في 22/6/1936.

وتوالت الهجمات وأعمال المقاومة التي قادها عبد الرحيم الحاج محمد وحقق فيها نجاحاً كبيراً على قوات الاحتلال وخرب طرق مواصلاتها ودمر منشآتها العسكرية، وبذلك ازدادت شهرته، واتسعت دائرة نشاطه. وفي 25/8/1936 وصل فوزي القاوقجي* إلى فلسطين لقيادة الثورة، وعلى رأسهم عبد الرحيم الحاج محمد. وبحث معهم أوضاع الثورة وكيفية تنظيم شؤونها، وأسندت إلى عبد الرحيم قيادة المنطقة الثانية، أهم مناطق الثورة، وتقع في المثلث وسط فلسطين.

تابع عبد الرحيم الحاج محمد جهاده في ظل القيادة العامة الجديدة التي ترأسها فوزي القاوقجي، وانتصر، في هذه الفترة أيضاً، في جميع المعارك التي خاضها، ومن أهمها: معركة نابلس (24/9/1936) ومعركة بلعا (25/9/1936) ومعارك جبع ودير شرف. فشددت سلطات الانتداب على ملاحقته، ورصدت جائزة مالية كبرى لمن يأتي به، وقامت بنسف بيته. ولما غادر القاوقجي فلسطين في أواخر تشرين الأول 1936، بعد نداء الملوك والرؤساء العرب* في الثاني عشر من ذلك الشهر، أوكلت إلى عبد الرحيم الحاج محمد القيادة العامة للثورة خلفاً له. ثم توقفت أعمال الثورة، ولجأ عبد الرحيم إلى دمشق في تشرين الثاني، مستأنفاً نشاطه الوطني مع من قدم إليها من قادة الثورة واتخذ قرية قرنايل اللبنانية مكاناً لتجميع السلاح وإرساله إلى فلسطين. وكان لهذا النشاط أثره في استمرار أعمال المقاومة، إلى أن اندلعت الثورة من جديد في شهر تشرين الأول 1937. فعاد عبد الرحيم الحاج محمد من دمشق إلى فلسطين على رأس عدد من المجاهدين، واتخذ من قرية النزلة الشرقية، قضاء طولكرم مقراً موقتاً لقيادة الثورة. وفي أوائل سنة 1938 اكتملت تنظيمات الثورة من جديد، ونظمت الفصائل وقيادات المناطق والقيادة العامة، وتولى عبد الرحيم الحاج محمد، إضافة إلى القيادة العامة، قيادة منطقة المثلث، يساعده عدد من القادة الثوار، منهم أبو درة ومحمد الصالح* (أبو خالد) وعارف عبد الرازق*، كما اتخذ له عدداً من المستشارين المثقفين الشبان، منهم الشاعر عبد الرحيم محمود* وممدوح السخن، سكرتيره الخاص، وأحمد جميل.

 خلال هذه الفترة خاض الثوار، بقيادة عبد الرحيم الحاج محمد، معارك ضارية، وألحقوا بالقوات البريطانية خسائر كبيرة. ومنها معركة بيت أمرين التي جرح فيها القائد عبد الرحيم، ومعركة دير غسانة (20/9/1938) التي وقعت عندما كان قادة الثورة يعقدون مؤتمراً لتدارس أوضاع الثورة، وقد استشهد فيها القائد محمد الصالح (أبو خالد).

 وفي مطلع سنة 1939 سافر عبد الرحيم الحاج محمد إلى دمشق ولقي المفتي محمد أمين الحسيني* وبحث معه أوضاع الثورة وما تحتاج إليه من سلاح ومساعدات. وفي 26/3/1939 عاد إلى فلسطين، مع نفر من أصحابه، وتوقفوا في قرية صانور*، قضاء جنين، ليمضوا ليلتهم. وقد علمت سلطات الانتداب بوجودهم هناك، فوجهت قوة عسكرية كبيرة هاجمتهم في صباح 27/3/1939. وخاض القائد عبد الرحيم مع هذه القوة معركة غير متكافئة استشهد فيها، كما استشهد بعض مرافقيه. قامت سلطات الانتداب البريطاني بدفن جثمانه سراً في صانور، ولكن الثوار استرجعوا الجثمان، ونقلوه إلى ذنابه، مسقط رأسه، ودفنوه فيها.

Developed by MONGID | Software House