تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

الاستيطان يعبث بالتاريخ الفلسطيني في محافظة سلفيت

2018-04-02

الاستيطان يعبث بالتاريخ الفلسطيني في محافظة سلفيت

 تمتلئ محافظة سلفيت بمئات المعالم الأثرية ، التي تتنوع ما بينِ أحياء قديمة، وخرب وعزب ، ومقامات ، وهو ما جعلها صيداً ثميناً بالنسبة للصوص والعابثين إلى جانب الاحتلال ، وتشير إحصائية حصلت أن عدد المواقع الأثرية في المحافظة يبلغ اكثر من140 موقعا اثريا ، تعود كلها لحضارات متعاقبة وأزمنة مختلفة ، كالآشورية والرومانية والإسلامية والصليبية والبيزنطية ، فيما تضم أراضي المحافظة 32 مقاماً وقبراً أثرياً ، استهدف العابثون ولصوص الآثار غالبيتها.

 طمس الحضارات التاريخية 

 

لم يسلم البشر من غطرسة الاحتلال الاسرائيلي ، ولم تسلم أيضا آثار محافظة سلفيت التي تعد ثاني أكبر محطة للاستيطان بعد القدس .

يتحدث  منتصر موسى مدير دائرة السياحة والآثار للمحافظة قائلا : ان الاحتلال يستهدف التاريخ الحضاري  لمحافظة سلفيت بشكل مباشر ويحاول عزل الآثار وتهويدها وجزءا كبيرا منها يعمل على طمسه .
مشيرا الى منع الاحتلال لأي عمل داخل مناطق (ج ) إلا بموافقة اسرائيلية  وبدورنا نقوم بتصوير حفريات الآثار داخل هذه المناطق ورفع تقارير لمنظمة اليونسكو وذلك بعد أن أصبحت فلسطين عضوا فيها.

فالاحتلال لم يكتف بسيطرته الكاملة على آثار مناطق (ج ) وتدميرها وعزلها إما ببناء تجمعات استيطانية حولها كما حدث في منطقة  دير سمعان غربي بلدة كفر الديك وهي خربة رومانية بيزنطية اسلامية منحوتة بالصخر تم عزلها بمستوطنة "ليشيم" المحيطة بها من أربع جهات ، وسرقة حجارتها وأتربتها ، أو بتزويرها كما حدث لخربة قرقش التي تعد نمطا مصغرا للبتراء والمقامات الدينية أيضا .

تعدت السيطرة لمناطق ( أ ) و ( ب ) كما  ويؤكد خالد معالي خبير شؤون الاستيطان في محافظة سلفيت ان الاحتلال يعمل بكل جهده على تهميش محافظة سلفيت تاريخيا ، فلم يكتف بالسيطرة الكاملة على مناطق (ج) بل تعدى ذلك إعاقة حركة السياح لمناطق (أ ) ومنع عمليات الترميم الكاملة لآثار مناطق  (ب) ودثرها بجدار الفصل العنصري الذي التهم عددا منها في مواقع متفرقة .

منوها الى  أن أعمال التدمير والحفريات مخالفة لقانون الآثار عام 1966 المعمول به في الأراضي الفلسطينية والذي يشترط إجراء فحص للأرض وضمان خلوها من الآثار قبل البناء عليها وذلك حسب الاتفاقيات  وهذا الاجراء الاحترازي لم يلتزم به الاحتلال في مناطق (ج ) ، ويمعن في خرق كافة الاتفاقيات التي بدورها تحافظ على الارث الحضاري والثقافي أثناء النزاع المسلح مثل اتفاقية لاهاي عام 1954 والاتفاقيات الدولية عام 1972   التي تنص على عدم مساس المحتل للتراث الثقافي للمناطق المسيطر عليها.
وفي هذا الصدد يؤكد موسى على أن مناطق متفرقة من المحافظة شهدّت خلال شهرٍ واحد فقط عام 2016 سلسلةً متتالية من عمليات حفر المقامات الإسلامية والقبور القديمة والاعتداء عليها ، موضحاً أن السلسلة بدأت في كانون الأول بقبر "إستيا" الموجود داخل فناء المسجد الغربي ببلدة ديراستيا ، ثم انتقلت لمقاماتٍ أخرى مثل : مقاميْ عمرو بن العاص على أطراف بلدة قراوة ، وأبو عبد الله في قرية حارس . 

واضاف منتصر موسى : تعاني وزارة السياحة والآثار من نقص في الموارد البشرية والمالية ، فترميم موقع واحد يكلف الاف الدولارات والدول المانحة لها نظام وخطة للترميم حيث تعمل وفق الحقب الزمنية وتختار مواقع ملائمة لمشاريع قسم الآثار بجامعاتها وتكون هذه المشاريع مؤقتة .

وتؤكد دائرة الآثار أنها تعمل كل ما في وسعها لإحياء ما تبقى من آثار المحافظة عبر استقطاب طلبة الجامعات والمدارس في رحل تعليمية وتثقيفية إلا أن وزارة التربية والتعليم رفضت مسار الرحل التعليمية للمناطق الأثرية كونها غير آمنه للطلبة لوجود عدد من الحفر والآبار المكشوفة ووعورة الطريق اليها .
للبلديات والمجالس القروية  في المحافظة دور لا يمكن تجاوزه في نفض غبار المعالم الأثرية الكامنة بقراها وبلداتها ، 
ونجد نسبة كبيرة من سكان المحافظة لا يعرفون تلك المعالم ولا تاريخها العريق 

Developed by MONGID | Software House