تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  مقالات

في الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد الوطني الكبير الطيب عبدالرحيم

2022-03-21

بقلم اللواء طلال دويكات /

المفوض السياسي العام

في الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد الوطني الكبير الطيب عبدالرحيم

تصادف اليوم 18 آذار/ مارس الذكرى السنوية الثانية للقائد الوطني الكبير، الطيب عبدالرحيم "ابو العبد".

في مثل هذا اليوم، فقدنا قائداً وانساناً ومثقفاً وسياسياً واعلامياً وعلما من اعلام النضال الوطني، فقدنا الطيب عبدالرحيم الذي وهب نفسه من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها، ومن أجل شعبها ليعيش كريماً في وطنه دون احتلال واستيطان وقهر وسلب واعتقال، فامتدت مسيرة عطائه لنصف قرن من الزمن بعد ان التحق بصفوف حركة "فتح" منذ انطلاقتها في مطلع عام 1965.

نستذكر في هذه المناسبة "ابو العبد" الذي خاض غمار النضال العسكري والسياسي والدبلوماسي، منذ ان كان على مقاعد الدراسة في جامعة الأزهر بالقاهرة ورئيسا لاتحاد طلبتها في منتصف ستينيات القرن الماضي، والذي التحق بدورة عسكرية في جمهورية الصين الشعبية، ووازى بين العمل الفدائي والاعلامي في اذاعة الثورة الفلسطينية التي كانت تبث من القاهرة، وهو من اتسم بثقافة عالية وقدرة مميزة في التحليل والتعليق والتحشيد، كيف لا وهو ابن الشهيد الشاعر الكبير عبدالرحيم محمود الذي ارتقى شهيدا في معركة الشجرة.

كان للطيب من اسمه نصيب، فكان طيبا ودودا محبا متعاونا مبادرا مع كل من عمل معه، وفدائيا مقاتلا صلبا في الدفاع عن الوطن والثورة وقرارها الوطني المستقل، ونجح وأبدع في مختلف المهام التي أوكلت اليه والتي كان من أهمها قيادة التفويض السياسي لمقاتلي الثورة الفلسطينية في أكثر المراحل صعوبة، بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان وتشتيت قوات الثورة الفلسطينية في دول شقيقة، فكيف يمارس مهامه موجهاً ومعبئاً ومرشداً للفدائيين، ويحمي الحلم في قلوبهم والنصر في صدورهم وهم على بعد آلاف الأميال عن حدود الوطن.

كما تصدى الطيب للمنشقين الذين أوغلوا في الدم الفلسطيني في منطقة البقاع اللبناني والمخيمات الفلسطينية في لبنان وفي طرابلس ومخيماتها بدعم من دول عربية كانت ترفع لواء القومية، فظل الطيب مع اخوته في السلاح الى جانب القائد الشهيد ياسر عرفات، قابضا على جمر "الاشقاء" من أجل فلسطين.

اننا في الذكرى السنوية لرحيل ابو العبد، نستذكر تكليفه سفيرا لفلسطين والثورة الفلسطينية في دول ذات وزن وأهمية عالية، مثل الصين ويوغسلافيا ومصر والاردن.

شغل الطيب عضوية المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1977، والمجلس الثوري لحركة فتح منذ عام 1980، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها الخامس عام 1988، ومن مؤسسي السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993، وقد كان موضع ثقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي عينه مسؤولاً عن شؤون الرئاسة في السلطة الفلسطينية، وأكمل مع الرئيس محمود عباس أمينا عاما للرئاسة، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عام 1996 .

رحم الله القائد الكبير الطيب عبدالرحيم وستبقى ذكراه حاضرة في عقول وقلوب من عرفوه، وعهدنا ان نبقى الأفياء لمسيرة كفاحه ونضاله وكل الشهداء الأبرار حتى الحرية والدولة المستقلة.

Developed by MONGID | Software House