تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  اسرائيليات

المنطقة الفلسطينية، بقاء الواقع كما هو عليه (إدارة الصراع) أو نحو التغيير

2021-04-06

نقلاً عن موقع الأمن القومي الاستراتيجي الإسرائيلي

الباحث اودي ديكل ونوعا شوستيرمان

المنطقة الفلسطينية، بقاء الواقع كما هو عليه (إدارة الصراع) أو نحو التغيير

الوضع الفلسطيني صعب من الناحية السياسية والاقتصادية، اسرائيل تفضل بقاء الواقع كما هو عليه في الضفة الغربية وتطالب بهدنة لوقف اطلاق النار طويل الأمد مع حماس مقابل تحسين الوضع واعادة ترميم البنية التحتية في غزة.

عندما وقعت اسرائيل على علاقات التطبيع مع الامارات والبحرين والسودان والمغرب فقد الفلسطينيين ذخراً استراتيجياً هاماً وهو قوة معارضتهم على عملية التطبيع ما بين اسرائيل والعالم العربي، وشعروا بوضع القضية الفلسطينية على الهامش بالمستوى العربي والدولي، وبالرغم من الاتفاقيات التي عقدوها في تركيا عام 2020 للمصالحة بين فتح وحماس ومن أجل الخروج من الأزمة السياسية بقيت السلطة الفلسطينية تعاني من أزمة بسبب جائحة كورونا ومن الناحية الاقتصادية والمالية والأزمة السياسية.

هناك أربع أحداث مركزية جعلت من عام 2020 عامٌ في غاية الصعوبة اتجاه الفلسطينيين:

  1. صفقة المئة (القرن) التي طرحها ترامب التي غيرت أسس ما اتفق عليه الفلسطينيين والاسرائيليين خلال ثلاثة عقود متواصلة، وكذلك بقي الاستيطان بوتيرة عالية جداً، وأبقى الفلسطينيين بسلطات محدودة ومقيدة، وبعد نجاح بايدن للرئاسة الأمريكية وأصبحت خطة ترامب غير واقعية لتنفيذها ورغم ذلك إلا أن أبعادها لأي اتفاقيات في المنطقة ستبقى قائمة.
  2. عندما أعلن نتنياهو عن ضم 30% من الضفة الغربية للسيادة الاسرائيلية معتمداً على مبادرة ترامب ردت القيادة الفلسطينية بكل الوسائل التي بين يديها ووقف التنسيق الأمني والمدني ورفض استلام أموال المقاصة، وكذلك قامت بخطوات للمصالحة مع حماس واتضح فيما بعد بأن الجمهور الفلسطيني لم يستجب للهبة الشعبية التي طالبوا بها، واسرائيل أجلت الضم لسنوات مقابل اتفاقية التطبيع مع اتحاد الامارات العربية، وكانت هذه الاتفاقيات الضربة القاسية للفلسطينيين وخاصة أن الاتفاق لم يتطرق للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعودة اللاجئين، وأدرك الفلسطينيين بأن مصلحة اسرائيل مع هذه الدول أهم من مصلحتهم مع الفلسطينيين، وخاصة بعد أن فشلوا بالحصول على استنكار من جامعة الدول العربية.
  3. ولذا فإن حكومة اسرائيل أبقت السيادة بيدها وأبقت على سياسة توسيع الاستيطان ولا ترى أسباب تدفعها للتقدم بعملية السلام مع الفلسطينيين، ولذا يفضلون الواقع الحالي على أي بدائل أخرى (إدارة الصراع) وليس حل الصراع حتى تضمن اسرائيل الوصول للعلاقات الطبيعية مع العالم العربي.
  4. لذا يرى اليمين الاسرائيلي الحاكم لسنوات طويلة بأن عامل الوقت لصالح اسرائيل وتعتبر الآن في ذروة قوتها ولذا فإن حل الدولتين يبدو بعيداً جداً وفي حال اضطرت اسرائيل للعودة للمفاوضات ستطالب بأن تكون خطة ترامب أساس لأي مفاوضات مستقبلية قبل الاتفاق على حل الدولتين.

تحاول تركيا وقطر استغلال ضعف السلطة والضغط عليها للانضمام لحلفها مع العلم أنه لا يمكن أن توافق قيادة السلطة الدخول بهذا الحلف الذي يضم الاخوان المسلمين وخاصة أنهم ينتظرون اليوم ويأملون من ادارة بايدن أنها ستعيد الاتصالات معهم، وكذلك قيادة حماس تخشى التحالف مع قطر وتركيا بسبب علاقتهما السيئة مع مصر التي تسيطر على منافذ ومعابر غزة.

المتوقع من الحزب الديمقراطي برئاسة بايدن والذي يؤمن بحل الدولتين بأن يقوم بدعم السلطة خوفاً من تفكيكها أو سقوطها وتفعيل عمل القنصلية الأمريكية بشرق القدس، وكذلك دعم الأجهزة الأمنية لضمان نجاح التنسيق مع اسرائيل والمطالبة باصلاحات جذرية في الجهاز المالي، وممكن أن تقوم حكومة بايدن بدعم عبر هيئة الأمم المتحدة للاجئين للفلسطينيين بـ250 مليون دولار بالسنة للتخفيف عن أعباء السلطة الفلسطينية.

ومتوقع من بايدن أن يطالب بوقف الاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين في مناطق C لضمان بقاء حل قيام الدولتين والتواصل الجغرافي في الضفة الغربية، ولا يمكن أن يقوم بايدن بإلغاء قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل أو نقل السفارة لتل أبيب أو حتى بشرعية المستوطنات ولكن ممكن أن يتجاهل هذه الأمور.

 

ترجمة/ عقيد صالح ثابت

Developed by MONGID | Software House