تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  اسرائيليات

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ينهي مبررات اسرائيل لاستمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية

2021-08-24

الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ينهي مبررات اسرائيل لاستمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية

هناك احتمال لتقارب بين حركة حماس في غزة وحركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان وتقوية العلاقات فيما بينهما، الأمر الذي يثير القلق في أوساط المؤسسة الأمنية في إسرائيل، وكذلك الدول السنية المعتدلة في الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج، وذلك جراء التهديد المحتمل المتوقع من التعاون بين الجانبين الذين لديهما أذرع عسكرية مسلحة ومدربة جيداً.

وقد هنأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ،إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبدالغني برادر، وهنأه بهزيمة الاحتلال الأمريكي، ومع تسلم طالبان سدة الحكم، هناك خطر من إمكان القيام بعمليات تهريب أسلحة من أفغانستان إلى قطاع غزة.

فعلاً أغتيل بن لادن سنة 2011 لكن تقليص تهديد طالبان بحاجة إلى دليل، وما لا يحتاج إلى دليل هو أن الولايات المتحدة لم تعد قوة احتلال في أفغانستان وعلى ما يبدو ستنسحب ،كروسيا، من العراق، وبذلك يمكن أن ينتهي فصل الاحتلالات الحديثة في تاريخها، وستصبح إسرائيل من الآن فصاعداً الدولة الغربية الأخيرة التي لا تزال تتمسك بالاحتلال وتعطيه أهمية استراتيجية وأمنية في محاولة لاخفاء خطتها الأيدولوجية التاريخية والدينية.

فجأة قرر بايدن أنه من الممكن أن يكون للاحتلال أهداف أمنية ملموسة وعندما تتحقق يجب إنهاؤه ومصطلحاته بناء أمة ونشر الديمقراطية  أو استغلال اقتصادي كل هذا لا يدخل في تعريفه للاحتلال، وبذلك سحب البساط من تحت المبررات التي بنتها إسرائيل طوال عقود من الزمن من أجل استمرار الاحتلال.

وبالنسبة إلى إسرائيل الاحتلال هو أساس مبرر في المجتمع والثقافة، هو مكون ضروري لبناء الأمة اليهودية ولتعميق الوعي في حق السيطرة على شعب آخر وتحقيق وعود إلاهية وهو الذي يملي سياسية "الكونالين" ويخلق ديمقراطية مشوهة، مع عقيدة كهذه لا تسطيع إسرائيل الانسحاب من المناطق وليس لديها الرفاهية التي لدى الأمريكيين، من هنا الخوف من الانسحاب الأمريكي وخصوصاً كلام بايدن الذي يقول فيه من حق ومسؤولية الشعب الأفغاني وحده أن يقرر كيف يدير بلاده وان إسرائيل ترى في هذا الكلام بدعة في الأساس وزعزعة أساس الأمة اليهودية وحرمانها من حق الاحتلال الايدولوجي الذي يكمل في نظرها رؤيا وجودها كدولة، اليوم يتحدث بايدن عن الأفغان وغداً سيقول الكلام نفسه عن الفلسطينيين.

وما مبادرة بايدن لفتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية والذي يعني اعترافاً بالمصلحة السياسية للعرب في البلدة القديمة وانها خطوة ستعيد  التاريخ إلى الوراء وعودة إسرائيل إلى الحرب الدائمة على المدينة، وهذه الخطوة غير مقبولة من دولة تعتبرحليفاً قوياً لنا، وهي رسالة إلى العالم بأن القدس ليست فقط عاصمة دولة إسرائيل.

 

صحيفة إسرائيل هيوم -18/8/2021

هآرتس

ترجمة / عقيد صالح ثابت

Developed by MONGID | Software House