تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

هدوء نسبي قبل عاصفة اعتداءات المستوطنين

2022-12-05

التوجيه السياسي والوطني - دعاء شرقاوي: بعد الهدوء النسبي الذي خيّم على شوارع الضفة الغربية لأيام قليلة، والتخلص النسبي من عربدة المستوطنين ليوم أو لبضعة أيام، عادت الأمور لسابقاتها، وعادت عربدة المستوطنين في الشوارع كما السابق، وبات التنقل بين محافظات الوطن أشبه بالتنقل بين طريق مليء بالألغام.

يضطر مئات المواطنين يومياً للسير في طرق التفافية، وبين القرى بدلاً من الطريق الرئيسي، بسبب عربدة المستوطنين، هذا المشهد طالما اعتدنا رؤيته زمن الانتفاضة والإغلاقات، واليوم يعود للواجهة من جديد، وبأسلوب أكثر عنصرية وحقداً، فما ذنب الفلسطيني أن يتأخر عن عمله، أو أن يسلك طريقاً أطول أضعافاً مضاعفة، بسبب مستوطن حاقد يحميه جيش كامل مدججاً بالسلاح.

بلدة حوارة جنوب نابلس، كلما تبدأ بالتعافي من جرح واعتداء همجي، تتصاعد وتيرة الاعتداءات عليها مرة أخرى، وكأن مصيرها المواجهة المستمرة والدائمة مع الاحتلال ومستوطنيه، فقبل أيام قليلة ماضية شهدت أراضيها عملية اعدام ميدانية راح ضحيتها الشاب عمار مفلح (22) عاماً، إضافة إلى الصراع المستمر على رفع العلم الفلسطيني، ومداهمات مستمرة، مصادرة تسجيلات الكاميرات، وتجريف الأراضي وهدم المنشئات، وتسليم اخطارات بالاستيلاء على منازل وأسطح منازل قيد الانشاء وتحويلها لثكنات عسكرية، ليضاف إلى كل ذلك ما أقدم عليه المستوطنون قبل فترة وفي حادثة جديدة في أداء طقوس تلمودية وسط مواجهات مع قوات الاحتلال.

حال القرى والبلدات شمال الضفة المحاطة بالمستوطنات كحال حوارة، فجميعها لم تسلم يوماً من اعتداءات المستوطنين وعربدتهم المنظمة والمدروسة، وتجريف الأراضي لصالح توسيع وإقامة بؤر استيطانية جديدة، خاصة تلك التي سببها جماعة "شباب التلال"، و"تدفيع الثمن"، يقول غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية.

وحول إعدام الشاب معمار مفلح في بلدة حوارة، يعلق دغلس: ارتكب الاحتلال جريمة اعدام وقلت بدم بارد وعلى مرأى العالم، وتلك الجريمة وثقتها الكاميرات وشاهدها الملايين بكل تفاصيلها وبكل ما فيها من إجرام إسرائيلي، واستشهد عمار وهو يدافع عن كرامته وكرامة شعبه التي حاول مستوطن وجندي محتل سلبها.

ولفت غسان دغلس إلى إقامة المستوطنين سابقاً للصلاة التلمودية وسط بلدة حوارة، إن هذه الصلاة كانت لارضاء المستوطنين، بعد منعهم وتهديدهم من دخول مدينة نابلس وإقامة الصلاة في مقام يوسف، وكانت الصلاة هي بمثابة فرض حالة وواقع جديد للسيطرة على شوارع الضفة الغربية عامة، ونابلس خاصة، وعزل مدينة نابلس عن محيطها.

"هذه الاعتداءات تزداد وتيرتها كلما زاد تصدي الأهالي للمستوطنين، ما يخلق خوفاً وقلقاً في نفوس المستوطنين، ويدفعهم لطلب الحماية من جيش احتلالهم للتصعيد في أعمالهم الإرهابية"، بحسب قول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية.

بدوره قال معين الضميدي رئيس بلدية حوارة:"إن اعتداءات المستوطنين المستمرة في بلدة حوارة تكلف المواطنين حياتهم، وعملهم، وبسبب هذه الاعتداءات يضطر المواطنين لاغلاق محالهم التجارية، وعدم إرسال أولادهم للمدارس خوفاً عليهم، ناهيك عن تقطيع أوصال مدينة نابلس بجنوبها."

وناشد الضميدي أبناء شعبنا للتكاتف والتصدي للمستوطنين واعتداءاتهم بحق الأراضي المحيطة بالمستوطنات سواء في نابلس أو غيرها، لا سيما وأن الإعتداءات الأخيرة أسفرت عن إصابة العشرات، وترويع الأطفال وتخريب الممتلكات.

 

Developed by MONGID | Software House