تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  اسرائيليات

مستقبل المسجد الأقصى في الرؤية اليهودية.... اعداد/ عليان الهندي

2017-10-09

مستقبل المسجد الأقصى في الرؤية اليهودية

اتضحت  الأطماع اليهودية مبكرا في المسجد الأقصى بعد احتلال المدينة، عندما ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان التعليمات الأردنية القاضية بعدم دخول اليهود إلى المسجد. لكنه ودولة "إسرائيل" من ورائه اعتمدت على الفتاوى الدينية بعدم وجوب الصلاة في الحرم خوفا من تدنيسه.

وعلى الرغم من ذلك، أجرى الحاخام العسكري الرئيسي قياسات داخل الحرم حدد فيها الأماكن التي يمكن لليهود الصلاة فيها، في المناطق التي وسعت في عهد الملك هورودس .

ونتيجة لهذه القياسات، نما تيار داخل المجموعات الدينية الوطنية اليمينية المتطرفة التي يسكن معظم نشطائه في مستعمرات الضفة الغربية والقدس، يطالب بالصلاة في المسجد الأقصى، ويطالب بمأسسة الوجود اليهودي فيه معتمدا في ذلك على قانوني "حرية العبادة" و "المحافظة على الأماكن المقدسة للأديان" الذي دعمته محكمة العدل العليا في أكثر من مناسبة.

ولتحقيق ذلك، وقع ما يسمى بالقادة الروحيين للتيار الديني الوطني على فتوى تبيح لليهود الصلاة في المسجد الأقصى وطالبوا الحكومة بتقاسم الحرم زمانيا ومكانيا مع المسلمين بالشكل والطريقة المعمول بها في الحرم الإبراهيمي الشريف. ويدعمهم في هذه التوجهات المؤسسات الرسمية على مختلف توجهاتها وأنواعها، وعدد كبير من التنظيمات والجمعيات والمؤسسات الطوعية وشبه الطوعية، بما في ذلك تيارات علمانية تؤمن ب"إسرائيل" الكبرى من دون وجود أي عربي في هذه المنطقة.  

وحول التقاسم الزماني للمسجد الأقصى، يطالب المتطرفون اليهود أتباع التيارات المذكورة بمأسسة الوجود اليهودي في المسجد بالقانون، وذلك من يوم الأحد إلى يوم الخميس، ما بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الحادية عشرة، أي قبل صلاة الظهر عند المسلمين، وما بين الساعة الرابعة وحتى السادسة مساءا، أي ما بين العصر والمغرب. 

وفيما يتعلق بالتقاسم المكاني، تطالب عصابات التيار المذكور وضع مقاعد وكراسي ثابتة في المسجد الأقصى تكون بعيدة عن ما يسمى بقدس الأقداس. وتحتاج المقاعد والكراسي لحماية من قوات حرس الحدود والشرطة. ووجود القوات يحتاج لغرف نوم وخدمات.  وغرف النوم والخدمات تحتاج لمساحات التي سيتم اقتطاعها من المسجد الأقصى نفسه، وذلك كمقدمة وبداية لتثبيت وجود مؤسسات يهودية توراتية في ساحات المسجد الأقصى.

وفي السياق نفسه، تعمل المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية وبقية المجموعات لبناء الكنيس اليهود الأضخم في كل فلسطين بساحات المسجد الأقصى ، وذلك في المنطقة الواقعة بين المسجد القبلي (المبني من الأقصى ذو القبة الرصاصية المسمى المسجد القبلي) ومسجد قبة الصخرة، بحجة تلبية الرغبات الوطنية والدينية لليهود في المنطقة المذكورة. وما الحفريات التي تحدث أسفل هاتين المنطقتين ووضع أعمدة فيها، سوى وضع أسس حجرية وخرسانية (راجع صورة التصور المستقبلي لحائط البراق) للكنيس الذي يشبه بصورة كاملة الهيكل الثالث. والصورة ادناه توضح التصور المستقبلي المسجد الأقصى في المنطقة الواقعة بين قبة الصخرة وبين المسجد القبلي، الذي تدعمه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسيا ومعنويا وماديا.

الجهات العاملة لإعادة بناء "الهيكل"

تطلب تنفيذ المخططات المطلوبة تاسيس العشرات من الجمعات والمجموعات والمؤسسات العاملة من أجل فرض حقائق يهودية في المسجد الأقصى. وتنوعت هذه الجهات فمنها من طالب بمساعدة الله في التعجيل بقدوم "المشيح"، ومنها من تطلع إلى تحقيق ما يسمى بالمطالب الدينية والقومية "لشعب "إسرائيل" في (أرض إسرائيل)"، ومنها من أراد أن يكفر حتى عن أخطاءه من خلال هدم المسجد الأقصى.

ووصل عدد المؤسسسات والجهات اليهودية العاملة لبناء ما يظنونه "الهيكل" إلى أكثر  32 مجموعة حتى عام 2017، إضافة لألاف الشخصيات ورجال الدين اليهود وأهم :البروفيسور هيلل فايس من حركة المتطلعين للهيكل والحاخام ميخائيل بن أري المحاضر في مدرسة "هار هبيت" والحاخام يوسف ألبويم ويهودا غليك (الذي تعرض لاطلاق النار ) وأساف ليرنر من حركة إقامة الهيكل والمحامي باروخ بن يوسف ودافيد عبري من حركة ربابا وحاييم أودم وغرشون سلمون ويوسف بلئ من جمعية التوجه نحو "هار هومور، ويهودا عتصيون وموشيه بييغلين، وغيرهم .

ولم تكن هذه الجهات والأفراد تعمل بمفردها أو بمعزل عن المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، بل كانت داعمة لها وحارسة لمنجزاتها على الأرض وممولة لنشاطاتها. ونتيجة لذلك انتشرت عشرات المجموعات اليهودية من متدينين وعلمانيين وصهاينة مسيحيين من أجل العمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.

من أهم هذه المجموعات:

1-    دائرتا الآثار في وزارة السياحة وبلدية القدس

أسست هاتان الدائرتان مع إقامة دولة عام 1948. وهما جهتان رسميتان تعملان بوحي وبأوامر من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بهدف خلق وقائع جديدة على الأرض تكرس سيطرة الاحتلال على البلدة القديمة بما في ذلك المسجد الأقصى. وتتركز حفرياتهما في البلدة القديمة وفي بلدة سلوان بهدف تغيير شكل البلدة القديمة والمسجد وإعطائها روح يهودية على حد وصف العاملين في هذه الحفريات .

وتعتبر الجهتان مسئولتان عن الحائط الغربي وعن المناطق التي يتم الحفر فيها أسفل الأقصى. وأشرفت الجهات المذكورة على كل الحفريات وعلى فتح الانفاق في البلدة القديمة منذ عام 1967 حتى هذا اليوم، حيث تتركز حفرياتها في تسعة مناطق من البلدة القديمة وسلوان باتجاه المسجد الأقصى .

وتمول نصف ميزانية دائرتي الآثار في وزارة السياحة وبلدية القدس العاملة في البلدة القديمة من قبل  الجمعيات العاملة في بناء "الهيكل" ومن رجال أعمال يهود ومسيحيين من مختلف أنحاء العالم .

2-    مكتب رئيس الحكومة

لجنة دائمة مهمتها تنفيذ أعمال الحكومة في البلدة القديمة من القدس من خلال إصدار قرارات غير معلنة يشرف على تنفيذها "لجنة سرية" مكونة من أحاز بن آري المستشار القانوني السابق لرئيس الحكومة ومردخاي تنوري نائب مدير عام المشتريات في إدارة أراضي "إسرائيل" ومهمتها شراء الأراضي في البلدة القديمة وفي كل أنحاء القدس بهدف التنسيق بين الجهات المختلفة التي تعمل على شراء العقارات فيها، ومن مهامها المحافظة على السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى.

وضمن لجنة مكتب رئيس الحكومة تعمل شركة تطوير الحي اليهودي بهدف إبراز ما يسمى بالوجه اليهودي والديني للقدس وشراء العقارات العربية وتتلقى ميزانياتها من الحكومة الإسرائيلية ، وصندوق إرث الحائط الغربي من أجل إدارة "الحائط الغربي" والساحات المطلة عليه والانفاق المحفورة أسفل المسجد الأقصى. وشركة تطوير القدس الشرقية التي تعمل على توسيع الوجود اليهودي في القدس الشرقية من خلال مصادرة أراضي الغائبين وشراء ما أمكن من العقارات العربية ومصادرة غيرها من الأراضي.

وتعتبر الشركة شريكا في محاولات يورام زاموش تأسيس شركة خاصة لتنفيذ مشروع "تقدم القدس" التي سيكون من أهدافها بناء كنيس أسفل المسجد الأقصى  . كما يشمل المخطط الهيكلي لمشروع يورام زاموش فتح بوابة "بروكلي" التي يدعي اليهود أنها بوابة الهيكل، لكنها لم تشمل بالمشروع خشية إثارة العرب والمسلمين .  

3-    "حاخامات من أجل الهيكل"

بعد احتلال مدينة القدس وتصريح رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق مردخاي غور المشهور "هار هبيت بأيدينا" بعدة أيام قام الحاخام شلومو غورين الحاخام الرئيسي للجيش الإسرائيلي يرافقه العشرات بالصلاة في المسجد الأقصى. وإثر ذلك أسس مجموعة غير رسمية من الحاخامات التي تطالب بالصلاة في المسجد وهدمه وبناء "الهيكل" الثالث في هذه المنطقة بدلا من المساجد والساحات التابعة له. وبلغ عدد أفراد هذه المجموعة سبعون حاخاما في ذلك الوقت.

ومن أجل الالتفاف على فتاوى حاخامات مؤسسة الحاخامية الرئيسية أصدر فتوى تجيز صلاة اليهود في بعض المواقع في المسجد الأقصى ، وبالتالي فإن تحريم الشريعة اليهودية لا يشمل تلك المواقع .  

وفي عام 1980 عقد الحاخامات اليهود مؤتمرا عام لهم في القدس خططوا خلاله السيطرة على المسجد القبلي في المسجد الأقصى من أجل تهيئته لبناء الهيكل. وفي عام 1992 بلغ عدد الحاخامات الذين يؤيدون الصلاة في المسجد الأقصى والعمل على هدمه من اجل بناء الهيكل مكانه ما يقارب عشرة ألاف حاخام من بينهم حاخامات الصهيونية الدينية مثل الحاخام حاييم دروكمان من المفدال ورئيس المدرسة الدينية بيني عقيبا وحاخام كريات شمونة تسفنير دروري وحاخام مستعمرة عوفرا آفي غيسار  .

4-    "أمناء جبل الهيكل"

أنشأت هذه المجموعة مباشرة بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 ويقودها غرشون سلمون. وتضم هذه المجموعة مئات النشطاء من "إسرائيل" وخارجها، وهذه المجموعة ليست متدينة بل تعتبر نفسها مجموعة وطنية تضم في جنباتها علمانيون ومتدينون. وتعتبر هذه المجموعة من أهم وأقدم المجموعات التي تعمل على بناء الهيكل الثالث .

ووضعت هذه الحركة هدفا لها وهو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث بدلا منه لتحقيق المطالب الوطنية والدينية في المكان المقدس عند المسلمين. وإلى حين تطبيق هذا الهدف فإنها تطالب السماح لها بصلاة لليهود في هذا المكان المقدس عند المسلمين في المناسبات الدينية والوطنية مثل رأس السنة ويوم الغفران وفي أعياد العرش والنوار والفصح والأسابيع ويوم الاستقلال ويوم القدس وفي التاسع من آب حيث تحاول في هذا اليوم من كل عام وضع الحجر الأساس "للهيكل" الثالث الذي تطمح لبنائه مكان المساجد الإسلامية ومساحاتها .

وتعمل هذه الحركة بشكل علني ومنسق مع سلطات الاحتلال بهدف لفت انتباه الرأي العام اليهودي في "إسرائيل" والخارج إلى ضرورة تطبيق السيادة اليهودية على المكان .

5-    شركة تطوير الحي اليهودي

وهي شركة حكومية تابعة لوزارة الاسكان الاسرائيلية وبلدية القدس بإدارة نسيم إرز عضو مجلس بلدية القدس السابق عن حزب المفدال . ومهمة هذه الشركة إبراز ما يسمى بالوجه اليهودي والديني للقدس وشراء العقارات العربية وتتلقى ميزانياتها من الحكمة الاسرائيلية.

6-    صندوق إرث الحائط الغربي

أقيم هذا الصندوق من قبل وزارة الأديان الاسرائيلية بعد حرب عام 1967 كجمعية مستقلة من أجل إدارة " الحائط الغربي" والساحات المطلة عليه و الانفاق المحفورة أسفل الحرم القدس الشريف . وعندما صدرت احتجاجات قانونية ، أعلن عن هذا الصندوق جمعية حكومية يرأسها مردخاي "الحائط الغربي" والأماكن المقدسة شموئيل ربينوفيتش. ويعمل هذا الصندوق على إقامة المؤسسات الدينية حول الحرم الشريف وفي مشاريع توسيع الحفريات أسفل الحرم.

7-    شركة تطوير القدس الشرقية

أسست هذه الشركة من قبل وزارة السياحة وبلدية القدس بإدارة مديرها العام غدغون شامير وهو من مستعمري مستعمرة ألكناه ومدير عام سلطة الموانئ السابق. وتعمل هذه الشركة على توسيع الوجود اليهودي في القدس الشرقية من خلال مصادرة أراضي الغائبين وشراء ما أمكن من العقارات العربية ومصادرة غيرها من الأراضي. وتعتبر الشركة شريكا في محاولات يورام زاموش تأسيس شركة خاصة لتنفيذ مشروع " تقدم القدس" التي سيكون من أهدافها بناء كنيس أسفل الحرم القدسي الشريف.

كذلك يشمل المخطط الهيكلي لمشروع يورام زاموش فتح بوابة "بروكلي" التي يدعي اليهود أنها بوابة الهيكل ، لكنها لم تشكل بالمشروع خشية إثارة العرب والمسلمين.

8-    حركة حيي فقيام (حي وموجود)

أسست هذه الحركة في عام 1991 من قبل يهودا عتصيون أحد قادة التنظيم السري اليهودي الذي نشأ في بداية الثمانينيات من القرن الماضي والتي وضعت نصب عينيها تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة وبناء "الهيكل" الثالث مكانهما . ومن حيث الأهمية تعتبر هذه الحركة الثالثة في أوساط اليهود العاملين على إعادة بناء " الهيكل".

وتضم هذه الحركة شخصيات دينية مهمة في إسرائيل من ضمنها الحاخام يتسحاق غرينسبورغ حاخام المدرسة الدينية في قبر يوسف الواقعة في مدينة نابلس وحاييم أودم الذي بنى شمعدان الهيكل الذي يطمحون لبنائه بدلا من المساجد بعد هدمها.

وحاول أعضاء هذه الحركة اقتحام المسجد الأقصى مئات المرات في العام والصلاة فيه ، بهدف لفت نظر الرأي العام اليهودي إلى أهمية المكان بالنسبة لليهود وفرض ثقافة البيت الثالث التي ستولد على حد وصف رئيس الحركة يهودا عتصيون.

9-    لجنة منع هدم الآثار في هار هبيت

لجنة تطوعية غير سياسية مكونة من سياسيين ورجال قانون وتعليم ومؤرخين . أقيمن اللجنة إثر تنظيف المسجد المرواني من الأوساخ وصيانته ، بهدف مراقبة كل ما يجري في الحرم القدسي الشريف.

ولهذا لهدرف تقوم هذه اللجنة بتسيير طائرة كل عدة أسابيع لتصوير ما يجري داخل هذا المواقع المقدس وإطلاع الجهات الرسمية والشعبية اليهودية ، وجمع المعلومات حول الأعمال التي تقوم بها الأوقاف الإسلامية داخله ، وجمع الاتربة التي تخرج من الحرم وتحويلها لدائرة الاثار لفحصها ومتابعة ما تكتبه وسائل الاعلام العربية حول الحرم القدسي الشريف وتزويد الجمهور اليهودي حول آخر ما يستجد من نشاطات وحفريات إسلامية داخل الحرم.

10-  مدرسة عطيرت كوهنيم (تاج الكهان)

أسست هذه المدرسة عام 1983 من قبل بعض الحاخامات اليهود من بينهم شلومو أفنير خحاخام مستعمرة بين أيل وئيس مدرستها الدينية وإلياهو مالي والحاخام مناحيم بن يعقوب. وتدعي المدرسة أنها امتداد طبيعي للمدرسة الدينية " توراة حاييم" الت اسسها الحاخام يتسحاق فينغرود عام 1894. ووضعت هذه المدرسة نصب عينيها السيطرة على الممتلكات العربية بالبلدة القديمة في القدس بهدف تحويلها إلى يهودية . ولتحقيق ذلك ، تعمل على مصادرة البيوت العربية بحجة أنها أملاك لليهود قبل عام 1948. وتعتبر المدرسة من أكثر الجهات تطرفا وإزعاجا للسكان العرب في البلدة القديمة ،ولا تتورع هذه الحركة عن استخدام العنف والإرهاب ضد السكان العرب بهدف طردهم من البلدة القديمة في القدس.

وتعمل الحركة على تشجيع وتعميق الوعي العام بـ "الهيكل" لدى طلبتها ولدى الجمهور اليهودي بشكل عام . وتشجيع الصلاة في الحرم القدسي الشريف إلى حين هده وبناء " الهيكل" الثالث مكان المساجد وساحاته. وتضم المدرسة عدة مؤسسات هي مدرسة " عطيرت يروشاليم" (تاج القدس) والمدرسة التحضيرية العسكرية وعهد "معرخوت يسرائيل" (قيم إسرائيل) ومجلة عطوري كوهنيم ومعهد "أحباء القدس" التربوي.

-11  مخون بيت همقداش (معهد بيت المقدس)

أسس هذا المعهد عام 1987 من قبل الحاخام دافيد ألبويم الذ عمل على تحضير ملابس كهان بيت المقدس والأدوات المستخدمة فيه . وألبويم هو والد حاخام مستوطنة كريات أربع ورئيس المدرسة الدينية فيها ، وهو من مؤسسي حركة أمناء جيل الهيكل.

ويعمل المعهد على تطوير العمل اليومي من أجل بناء "الهيكل" الثالث ، حيث قام في هذا الإطار بتصنيع معظم الأدوات المستخدمة ف الهيكل ويعرضها في معرض دائم في معهد القدس للدراسات الاسرائيلية ، كما يعمل المركز على بناء نموذج دقيق للهيكل ورسمه من قبل الفنانين.

ويهدف عمل المركز إلى تعميق الوعي اليهودي العام بضرورة بناء "الهيكل" وضرورة الصلاة فيه كمركز للحياة اليهودية وكرابط بين شعب إسرائيل.

12-  مخون همقداش (المعهد المقدس)

أسس المعهد من قبل الحاخام يسرائل أريئيل عام 1983 ، وهو مؤسسة تعليمية هدفها نشر الوعي الديني وضرورة بناء الهيكل في كافة أوساط المجتمع اليهودي (علمانيين ومتدينين) وإعدادهم ليوم إصدار الأمر ببناء الهيكل . ومن أجل ذلك أعد الحاخام الأدوات المستخدمة في الهيكل الثالث . وفي عام 1997 أسس المدرسة الوسيطة " دفير" للتصوير و العزف بهدف تأهيل الفنانين الذين سيشاركون في بناء الهيكل.

13-  نساء من أجل الهيكل

هي حركة نسوية تعمل في اوساط النساء لنشر وتعميق الوعي في أوساطهن في كل ما يتعلق بالصلاة في "جبل الهيكل" وضرورة إعادة بنائه.

14- مركاز هار هبيت (مركز الحرم القدسي)

يقع المركز في البلدة القديمة ، حيث يعمل على إثارة مشاعر اليهود ودعم بناء " الهيكل" الثالث في الوقت الحاضر وعدم انتظار "المشيح". ويعتبر مركز هار هبيت مكتبا يخدم حراس الهيكل الذي يعملون على تعزيز الوجود اليهودي في "هار هبيت" وفي محيطه.

15 - جمعية حرس الهيكل

حرس الهيكل هي جمعية مسجلة أسست عام 1998 بهدف نشر المعلومات عن قدسية " جبل الهيكل" ومنع دخول " الانجاس إليه" . وتضع الجمعية حرس شرف دائم في مداخل الحرم القدسي الشريف كذكرى لحراس " الهيكل" الأول والثاني . أسست الجمعية مدرسة دينية لدارسة شئون الهيكل برئاسة الحاخام تسفي روغين.

الجماعات الصهيونية المسيحية العاملة من اجل بناء "الهيكل" المزعوم

تنتشر جهات صهيونية مسيحية انجيلية وبروتستنتية في مختلف أنحاء العالم تنادي ببناء هيكل سليمان بعد هدم مسجدي القبلي وقبة الصخرة، خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا. ويوجد في الولايات المتحدة لوحدها أكثر من 200 طائفة من المذهب البروتستنتي، يمثلون ما يقارب 100 مليون مسيحي بروتستنتي . ومن أشهر دعاة هذه الحركات والمنظمات بات روبرتسون وجيري فالويل وجيم بيكر، الذين يبشرون بعودة المسيح بعد إعادة بناء ما يتوهمونه"هيكل سليمان" . وتنتشر منظمات تحت مسميات مختلفة في هذه الدول منها المورمون وشهود يهوه والكنيسة التطهرية وأبناء النور والخطف والملكوت والمولودون الجدد والمصرف الأمريكي المسيحي من أجل "إسرائيل" ومؤتمر القيادة المسيحية من أجل "إسرائيل"، ومنظمة الرعويات الانجيلية. وسنكتفي في هذا البحث بطرح أهم مؤسستين تعملان في بناء ما يسمونه "جبل الهيكل" وهما :  

 

1-    السفارة المسيحية الدولية

أنشئت السفارة المسيحية الدولية من قبل المجموعات الإنجيلية عام 1980 تحديا لقرار القمة العربية بقطع العلاقة مع أي دولة تفتح سفارة لها في القدس. وأصدرت السفارة فور افتتاحها نشرة استهلتها بعبارة "ليكن دعائكم ضد الروح الإسلامية، وأن الروح الشريرة للإسلام مسئولة عن العبودية الروحية في العالم العربي، وعن الكثير من العداء للسامية (مصطلح مضلل آخر من المصطلحات الصهيونية أي العداء للسامية) وعن الكثير من العداء للسامية في أنحاء العالم. وفي موقف أخر قالت السفارة أن الإسلام مسئول عن السخرية الكبيرة من الله !! لأن هناك مسجد إسلامي في أقدس بقعة في (ما يسمونه) جبل موريا، وهذه وصمة عار للموقع المقدس "للهيكل" .   وشارك في تأسيس هذه السفارة ألف رجل دين مسيحي يمثلون كنائس من 23 دولة بهدف إعادة "هيكل سليمان ". وللسفارة المسيحية خمسة عشر قنصلية في الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بأنواع من الأنشطة المتباينة لصالح "إسرائيل" ولصالح مساعدة الرب في بناء "الهيكل".

 

2-    الحركة التدبيرية

أسست الحركة التدبيرية من قبل بعض الفئات الانجيلية التي تؤمن بالخرافات وبالمعركة الفاصلة التي يسمونها "هار مغيدون" بين اليهود وحلفاءهم وبين المسلمين وحلفاءهم. ويبلغ عدد أفراد هذه الحركة 100 مليون نسمة نصفهم في الولايات المتحدة الأمريكية والنصف الآخر في أوروبا.

ويؤمن أعضاء هذه الحركة أن السيد المسيح "سينزل على الأرض ويجلس على كرسي الاله لكي يكون الحكم الفصل فيقتل الأشرار ويحيي الأخيار وينصر الدين ويذل أعدائه. لكن شرط نزوله لن يكتمل إلا بقيام دولة "إسرائيل" وبناء "هيكل سليمان" مكان المساجد في المسجد الأقصى.

وتسيطر هذه الحركة على الكونغرس الأمريكي وينتمي إليها معظم الرؤساء الأمريكيين منذ اكثر من سبعين عاما.

 

خلاصة

تحاول "إسرائيل" خلال العقود الماضية تغيير الواقع التاريخي والديني للمسجد الأقصى من عربي-إسلامي إلى يهودي توراتي، بواسطة نشر الحدائق التوارتية على أنقاض الاثار الإسلامية، وبناء كنيس يهودي يشبه كليا ما يسمى بهيكل سليمان الثالث، لمساعدة الرب في تسريع خلاص "إسرائيل" وجمع اليهود من المنافي، وإزالة "النجس" من على المسجد الأقصى على حد وصف زعيم التنظيم السري الإرهابي يهودا عتصيون والذي وصف يغيئال عمير قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عمير بأنه "من الجيل الذي سيبني "الهيكل".

وخلال عملها، لم تتوان الجهات الحكومية الإسرائيلية واليهودية الدينية المتطرفة من استخدام كافة الأساليب بما في ذلك المصادرة والتزوير والسيطرة على كل ما تدعي أنه أملاك يهودية من عقارات وأماكن مقدسة في البلدة القديمة ومنع المسلمين والمسيحيين من الدخول والصلاة في أماكنهم المقدسة، بما يتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية والسماوية وحتى الإسرائيلية، مثل تزوير ملكية حائط البراق لصالح اليهود الذي شهدت كل لجان التحقيق والقرارات الدولية بملكية العرب والمسلمين له.

وخلال عملها، لم يتوقف عمل إسرائيل على تدمير وتخريب ما هو فوق الأرض فقط، بل امتد ليشمل أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، حيث انتشرت الحفريات أسفلها، وفي جميع الاتجاهات تحت مسميات فارغة مثل البحث بقايا "الهيكل" أو البحث عن آثار الوجود اليهودي في هذه البلدة التي لا يوجد فيها مثل هذه الآثار بشهادة كبار علماء الآثار بما في بعض علماء الآثار الإسرائيليين الذين نقبوا في هذه البلدة على مدار القرن السابق.

تم كل ذلك، بدعم وتغطية وحماية مباشرة من كل أجهزة الدولة العبرية الحكومية والمدنية والقانونية والتنفيذية والخدماتية (بلدية القدس) لحماية منجزات العصابات الساعية لفرض منطق الأمر الواقع اليهودي والتنكر لكل ما هو عربي وإسلامي ومسيحي في المدينة المقدسة، التي حافظ عليها العرب والمسلمين مدة ستة عشر قرنا من الزمان من دون المس بحقوق ساكنيها الدينية وغير الدينية بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم. وفي السياق المذكور، تمادى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصريحاته ذات البعد التاريخي التوراتي التي حاول فيها أن يكرس الرواية التوراتية بوجود اليهود في أرض فلسطين والقدس، ويحاول فرض أمر واقع يهودي عندما يطالب بأن يكون المسجد الأقصى متاحا لأبناء الأديان الثلاثة.

ورغم الجهد والعمل والمصادرة والاعتداءات اليهودية الممتدة منذ أربعة عقود في البلدة القديمة من القدس إلا أن حجم انجازات هذه الجهات ضئيل جدا إذا ما قورن بما هو قائم حاليا حيث تمتلك "إسرائيل" بالقوة المسلحة أقل من 10% من مساحات البلدة القديمة نتيجة هدمهم حي المغاربة بعد حرب عام 1967 مباشرة ومصادرة ممتلكات ومنازل العرب من مسلمين ومسيحيين.

ومقابل ذلك حافظ سكان القدس الشرقية والبلدة القديمة منها على عروبة وإسلامية البلدة القديمة من التهويد وقاوموا الضغوط والاعتداءات المنفذة بحق المسجد الأقصى. مبقين من وراء ذلك، قضية القدس حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين والمجتمع الدولي.

لكن ذلك لا يكفي، فأمام الجهود والامكانيات المادية الضخمة التي تستثمرها "إسرائيل" والاعتداءات الوحشية التي تنفذها بحق المصلين والمكان المقدس للمسلمين من أجل تهويد المسجد الأقصى، على الفلسطينيين أولا التركيز على هذا الموضوع الخطير والحساس إعلاميا وماديا وسياسيا، وإشراك العرب والمسلمين بخطورة المشروع الصهيوني الذي لا يستهدف الفلسطينيين فقط، بل الأمتين العربية والإسلامية، ودفعهم للمساهمة بدورهم في التصدي لهذا المشروع الذي يستهدف أولى القبلتين وثالث الحرمين.

وفي السياق المذكور، نشير إلى ضرورة عدم تراخي الفلسطينيين والعرب والمسلمين، إن كان في استخدام المصطلحات أو في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، خاصة المسجد الأقصى، في مواجهة الأطماع الإسرائيلية، فأي بادرة تراخي، سيقابلها أمر واقع إسرائيلي، لم تنجح في تحقيقه بالكامل حتى هذا اليوم.

وعلى الجميع الإدراك أن المسجد الأقصى مثله في ذلك مثل الكعبة المشرفة والمسجد النبوي، كل شيئ فيهم مقدسا إن كان بناءا أو ساحة أو ممرا أو محيطا.

وإجمالا يمكن القول، أن تهويد المعالم المقدسة للمسلمين خاصة المسجد الأقصى، الذي تقوم به المؤسسات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، لا يعتبر عدوانا على العرب والمسلمين فقط، بل هو عدوان على المسيحية وعقائدها وتراثها في القدس، وعلى الديانة اليهودية التي تحاول الصهيونية وأتباعها تغيير معتقداتها تحت حجج واهية مثل الحق التاريخي ومساعدة الرب في تسريع الخلاص، وعلى الإرث والتاريخ والحضارة العالمية التي تعمل جميع دول العالم على المحافظة عليها من الزوال ليس فقط في فلسطين التاريخية بل في مختلف أنحاء العالم.

Developed by MONGID | Software House