تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

فائض ما لديكم اجود ما لديكم

2017-10-09

فائض ما لديكم اجود ما لديكم 

بيت لحم – مفوضية التوجيه السياسي – فاطمة ابوهنية

حملة بدأها شاب و عائلته لمساعدة الاسر المستورة والناس المحتاجين من حولهم ، بدأت الفكرة في شهر رمضان من عام  2013 يقول خالد الحنتولي صاحب الفكرة والمشروع ، حيث يسكن  مع اسرته في مدينة رام الله وقد لفت نظره ان هناك اناسا يعيشون في ظروف صعبة لا يملكون الطعام او اللباس لاطفالهم ومنهم من هم اسوأ حالا من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والايتام .

ايمانا منا  ان الاطفال هم بناة المستقبل ولا يمكن ان يكون الطفل بانيا لوطنه اذا عاش الفقر والحرمان ، يقول الحنتولي :- عملنا على تعزيز ثقافة الخير بين الناس ليساعد الغني الفقير لا ان يحقد الفقير على الغني بسبب الفقر والحرمان الذي يعيشه ،من هنا انطلقت فكرة فائض ما لديكم على ارض الواقع .

 بداية قمت بعمل  صفحة على موقع التواصل الاجتماعي من اجل  الوصول الى اكبر عدد من الناس لمساعدتهم وليصل صوت هؤلاء الناس الى اكبر عدد من المواطنين ليوفروا المساعدة اللازمة لهم  (اليد الواحدة لاتصفق).

كانت البداية من رام الله بفكرة بسيطة, أي فائض من الطعام لا يتم رميه في الحاويات بل الاتصال بنا لأخذه.

اذهب لآخذه من البيوت وأوزعه على الأسر المستورة في بيوتها ، بدأت الفكرة تتطور وبأقل من شهر شملت الملابس للعيد ومن ثم توسعت لتشمل كافة احتياجات الحياة وتشعبت وتوسعت في جميع محافظات الضفة. ويشير الحنتولي الى انه اينما يسمع عن طفل جائع او يشعر بالبرد فانه يطير لأنقاذه،(على حد تعبيره) والحملة تشمل كافة انواع المساعدة من مواد غذائية الى ملابس وصولا الى تصليح البيوت غير المؤهلة للسكن، وخلال الاربع سنوات التي تم العمل بها استطعنا ان نصل الى عدد كبير من العائلات  المستورة و انقاذ الكثير من الاطفال من الضياع ، ويشير حنتولي الى ان فائض ما لديكم تغطي جميع احتياجات الاسرة فنحن حملنا شعار    ( علَمنا, عمَرنا, ساعدنا وكفلنا).

اكثر من 670 كرسي متحرك بأنواعها, آلاف الطرود الغذائية, أجهزة كهربائية وعفش, ملابس و أحذية, تأمين صحي وفحوصات طبية وأجهزة مساندة ,بناء وتصليح بيوت, منح لطلاب الجامعات, فتحنا الكثير من المشاريع, كسوة العيد وكفالة الأيتام, توفير عمل ووظائف اضافة الى  الخبز مجانا لمن لا يملك ثمنه والأهم, سيما بعد 18 سنة على الكرسي مشت بفضل توفير جهاز طبي لها.

من يتابع صفحتنا يستطيع الاطلاع على كل ما ينجز علما انني يوميا أساعد ولا أنشر إلا الأمور المهمة والقصص الغريبة لمحاولة توجيه تفكير الناس للبحث عن قصص مشابهة.

منوها الى انه مع تزايد عدد المؤمنين بالفكرة والناس المعطائين الذين يؤمنوا بدورهم بمساعدة الاسر المستورة ولإنقاذ ما يمكن انقاذه في هذا الوطن لتخفيف معاناة المحتاجين استطعنا ان نحول الحملة الى جمعيه خيرية، لتعمل بشكل أوسع ولتقديم خدمات اكبر للمحتاجين من  خلال التبرعات ورقم حساب بنكي واثقين بعطاء الناس لخدمه المجتمع المحلي من غير مقابل .

عراقيل تواجهونها اثناء العمل

هناك الكثير من الناس تدلنا على الأسر المستورة لنساعدها وهناك بعض الأشخاص يتواصلون معنا للمساعدة ويعدونبتوفير احتياجات هذه الأسر ولا يوفون بوعودهم ، فالأمل الذي أعطي للأسرة بناء على الوعود  وعدم الالتزام هو أقسى من الفقر نفسه , فنحن نقول " لا تقتلوهم مرتين يكفيهم فقرهم وصبرهم "  .

مشيرا الى ان هناك من لا يعرف معنى العطاء الحقيقي بما يقدمه من أغراض لا تصلح للاستخدام البشري. –حيث نعمل باستمرار على حث الناس على تقديم أجود ما لديهم وليس فائض ما لديهم وان تقديم الاغراض غير الصالحة مؤذي جدا للنفس مع الأسف , و من يريد المساعدة عليه تقديم أجود ما لديه لتجوز صدقته وليس اسوأ ما لديه.

ويوضح الحنتولي أنه عند استخدام صور الناس في الصفحة  فنحن لانضع صور وجوههم ولانكشف اسم أو عنوان الأسر المستورة  ومع ذلك نلقى معارضة أحيانا , ونحن نقول لولا صفحتنا ونشر الصور لبيت وحال هذه الأسر كيف سيعرفهم الناس ويساعدوهم ، نحن لا ننشر لنأخذ سبق صحفي بل لنساعد والمتابعين للصفحة يلحظوا مع  الأيام التغير على حياة هذه الأسر من خلال الصور قبل وبعد , نبحث عن هذه الأسر لنساعدها  لا لنفضحها ، ومع ذلك نرفض إعطاء أي معلومات أو تفاصيل عن الأسر المحتاجة  وردنا دائما لمن يريد أن يقدم المساعدة " جهًز ما تحب ان تقدًم وبعدها ناخذك للعائلة بعد استئذانها " .

تحديات

خالد الحنتولي  جاهز للعمل  الطوعي على مدار العام ويقول -التعامل يكون من الناس الى الناس لا أتوجه لمؤسسات او شركات لتقديم الدعم لي فجميع ما أنجزه هو ما ينشر على الصفحة في الفيسبوك .

 بالرغم من ترخيص الجمعية –يقول الحنتولي- إلا أن  ما يأتي من مساعدات هو ليس للطواقم او المصروفات الإدارية بل هو للناس المحتاجة فانا استخدم بيتي وسيارتي بدلا من استئجار مقر, وفي رمضان بدلا من الإفطار في المطاعم قدمنا كسوة عيد لأيتام  وكراسي متحركة لطلاب مدارس.

طموحات مستقبلية

يطمح الحنتولي الى ان تصبح فائض ما لديكم ، أجود ما لديكم ، ثقافة في كل بيت, كل منا يساعد جاره وأهله وحارته , لستم بحاجة للجمعية لنعطيها الأغراض لتوصلها للمحتاجين ,أن نبحث نحن عن المحتاجين ونساعدهم ونتقاسم معهم رغيف الخبز فهو جاري وأخي وابن عمي حتى لو كان من بلد ثانية ونتمنى أن يحذو حذونا جميع من يعمل في الأمور الإنسانية وان يبحثوا عن الأسر في بيوتها  لا ينتظرها حتى تأتيه ، فنحن ليس لدينا مقر نستقبل به طلبات بل نبحث عن صاحب الحاجة ونقدم له العون والمساعدة.      

"لا يسألون الناس إلحافا, يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " فهناك الكثير من الأسر المستورة والمحتاجة ولكنها تبقى في بيتها لا تذهب لتطلب من أحد ,ابحثوا عنها وساعدوها لكي يعيش شعبنا الفلسطيني بمجتمع يقدس العمل الجماعي وينظر فيه الغني للفقير بعين الرحمة.

Developed by MONGID | Software House