تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

د. أبو ظاهر : الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة بهدف تدوير البيئة واستنزاف الموارد بكافة أشكالها

2017-11-13

د. أبو ظاهر : الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة بهدف تدوير البيئة واستنزاف الموارد بكافة أشكالها

رام الله _ الادارة العامة للاعلام والتعبئة الفكرية _ ابتسام الحساسنة

يواصل الاحتلال سياسته  في دفن كميات ضخمة من النفايات الصلبة والخطرة في أراضي الضفة الغربية المحتلة ، إذ تفاقمت في السنين الأخيرة كميات النفايات التي يتم نقلها من داخل إسرائيل ودفنها في مواقع مختلفة بالضفة.  ولم تكتف سلطات الاحتلال بالمواقع العشوائية التي سيطرت عليها في أراضي الضفة لدفن نفاياتها، إضافة إلى نفايات المستعمرات؛ بل تخطط لتخصيص المزيد من الأراضي لذات الهدف،  بالرغم من أن المعاهدات الدولية تمنع بوضوح نقل النفايات من الدولة المحتلة إلى الأراضي التي احتلتها.

لتسليط الضوء اكثر التقت مفوضية الاعلام والتعبئة بمدير عام التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة.

قال مدير عام التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة د. أيمن أبو ظاهر أن  الاحتلال يمارس سياسية ممنهجة  بهدف تدوير البيئة واستنزاف الموارد بكافة أشكالها وتحطيم أية عملية تنموية تتصل بالمستقبل الفلسطيني ، وتتضمن الاشكال والمحاور المبنية على الاعتداءات، وتهريب النفايات بجميع أشكالها الصلبة والسائلة الخطرة ، حيث تستخدم دولة الاحتلال أراضي دولة فلسطين كمكبٍ للنفايات ؛ لإعاقة الجهود الوطنية الحثيثة للتخفيف من أثر الظواهر البيئية التي تؤثر على فلسطين، وأهمها : ظاهرة التغير المناخي  وأشارأبو ظاهر، الى أن الاعتداءات الإسرائيلية  تأخذ أشكالاً متعددة بفعل نقص السيطرة والسيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية ، وهو العقبة الرئيسة أمام تنمية القطاع البيئي، وأنه لا تنمية في ظل احتلال مستمر ، منوها الى  سرقة الاحتلال للمياه وجودتها والسيطرة على المياه العميقة وبالتالي التأثير على جودة المياه في المناطق الفلسطينية، وكذلك الإضرار بالقطاع الزراعي، وأكد أن سلطة البيئة حريصة على رصد الانتهاكات الإسرائيلية والعمل على تخفيف وقعها على المواطن الى جانب مخاطبة وإطلاع الجهات الدولية ذات العلاقة.

وقال ابو ظاهر سابقا كنا نعمل بشكل مجزأ على مستوى المناطق التي يكثر فيها الإستخدام المفرط للمواد الكيماوية، والتي تكثر فيها الكثافة الزراعية، مثل قلقيلية، طوباس، الأغوار، جنين، الخليل بشكل جزئي و لم يكن عملنا متواصلا لاعتبارات كثيرة.

جزء من أراضي الأغوار تستخدم كمكب للنفايات الإسرائيلية

واضاف د. ابو ظاهر ، إلى الشمال الشرقي من مدينة أريحا، تحديداً المنطقة الواقعة بين قريتي فصايل والجفتلك والقريبة من مستوطنة "ايفيت"، أقدمت شركة إسرائيلية على تحويل ما لا يقل عن 60 دونماً من أخصب الأراضي الزراعية فيها إلى مكب للنفايات الصلبة ، كما حولت بعض الأراضي الزراعية في قرى ، الزبيدات، ومرج غزال وفروش بيت دجن الواقعة في الأغوار الفلسطينية إلى "مكرهة صحية" بفعل نفايات المستوطنات التي يجري الإدعاء بأنها "أسمدة عضوية"، والتي تنتشر بفعل ثقافة المزارعين، والظروف الاقتصادية التي يمرون بها، وعرضها بالمجان. هذه النفايات الخطرة جرى إحضارها إلى الأراضي الفلسطينية، وبعد فحصها تبين وجود عناصر ثقيلة وسامة فيها مثل الكروم، والرصاص، والكادميوم، والنحاس، والنيكل، والخارصين، ما يؤشر إلى خطورة تلوث التربة والمياه الجوفية والمزروعات.

مشيرا الى  سهولة  اكتشاف هذا النوع من النفايات بالعين المجردة، لاحتوائها على قطع زجاج وبلاستيك ومخلفات طبية وأغذية، عدا أن رائحتها نفاذة، ويمكن لأي مزارع الشك بخطورتها، والتأكد أن لا علاقة لها بالسماد ، و تعد من مهماتها الأساسية نقل النفايات الصلبة والخطرة من المستوطنات الإسرائيلية في الأغوار الفلسطينية ومن داخل الخط الأخضر إلى هذا المكب، وتجدر الإشارة إلى أن لهذا المكب بالغ الأثر السلبي على التنوع البيئي وحتى الغطاء النباتي في المنطقة، فمنطقة الأغوار كما هو معهود عنها تعد أراضيها من أخصب الأراضي الزراعية على مستوى الضفة الغربية، وتشتهر بتنوع بيئي فريد من نوعه، ولكن بفعل هذا المكب فان الغطاء النباتي والمنظر الجمالي في المنطقة تضرر بشكل كامل.

وتحدث أبو ظاهر عن مشروع مكب نفايات المينيا الذي اقيم في الخليل وهو أحد ثلاثة مشاريع حديثة يفترض بها خدمة الفلسطينيين فقط، وأول هذه المكبات أقيم في جنين (زهرة الفنجان)  إلا أنه، وبالرغم من مرور سنوات طويلة على إنشائه ، فلا تزال تحيط به إشكالات بيئية وصحية ، ما دفع أهالي سبع قرى في محافظة جنين إلى تقديم اعتراضات. أما مكب نفايات رمون المخطط إنشاؤه شرق قرية رمون في محافظة رام الله والبيرة، فقد أثار تخوفات أهالي القرية  من تنفيذ المكب على الأرض والبيئة والصحة؛ إذ أن بُعد المنطقة المُخطط إقامة المكب عليها لا يتجاوز 1200 مترا هوائيا شرق القرية، كما أن معظم الرياح الموجودة في رمون رياح شرقية، ما يعني أنها ستحمل الروائح الكريهة للمنازل والمواطنين ، اقترح مجلس محلي رمون وأهالي القرية منطقة بديلة للمكب في أراضي القرية، ومملوكة من الهيئة المحلية، ومحاطة بسواتر طبيعية مرتفعة، بعكس المنطقة الحالية، والتي تبلغ مساحتها نحو 8 آلاف دونما ؛ علما أن الأهالي لا يعارضون المكب من حيث المبدأ، وإنما يعترضون على مكانه القريب من القرية والواقع في أراضيها الزراعية الخصبة ومناطق وجود تجمعات المواطنين البدو.

لا توجد قيود على عمليات تدوير النفايات و نقلها إلى الضفة الغربية

 

 وأشار أبو ظاهر إلى أن سلطات الاحتلال تفرض قوانين وشروط ملزمة داخل الأراضي المحتلة عام 1948م حول آلية التعامل مع النفايات وسبل نقلها ومعالجتها للتخفيف من أثرها على البيئة هناك.  إلا أن ما يجري في الضفة الغربية هو مغاير تماماً، فلا توجد أية قيود حول الآلية المتبعة للتعامل مع النفايات ولا يتم بالأصل معالجتها بطرق علمية وحضارية بصفتها مناطق خارج حدود دولة الاحتلال، لذلك يكون أثرها التدميري بالغ الخطورة .

وتحدث أبو ظاهر عن أنواع النفايات  ومنها النفايات المنزلية وهي مخلفات ناتجة من المنازل والمطاعم والفنادق و النفايات الناتجة من النشاط الزراعي والحيواني سواء أكان مخلفات نباتية أو عضوية، ومخلفات عمليات التعدين والصناعة ،وأيضا مخلفات ناتجة عن البناء والإنشاءات المختلفة، وأن جميع أنواع النفايات يمكن التخلص منها دون أن تخلف أضراراً بيئية، عن طريق معالجتها، أو إعادة البعض منها إلى دورتها الصناعية، أو الاستفادة منها وهذا مرهون بالإدارة البيئية الصحيحة والخبرات الفنية اللازمة. 

وقال أبو ظاهر أن سلطة جودة البيئة  قامت بإطلاق برنامج ستتم مباشرة العمل به  في بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي وذلك في سياق توجهات الإدارة العامة للتوعية والتعليم البيئي وتنفيذاً للأهداف الإستراتيجية لجعل القيم البيئية سلوكاً وممارسة لدى كافة المواطنين لحماية البيئة الفلسطينية، وكذلك النهوض بالواقع البيئي وما يجابهه من محاولات طمس لهوية بيئتنا.

يتضمن البرنامج برامج موجهة ومنتظمة يتم تنفيذها في المدارس المرشحة في مديريات التربية والتعليم في المحافظات ، ويهدف برنامج المدرسة صديقة البيئة الى نشر الوعى البيئي بين طلبة المدارس على اختلاف أعمارهم وفئاتهم على اعتبار أنهم يشكلون اللبنة الأساسية في بناء أجيال المستقبل ليكونوا على درجة كافية بوعى بيئي متميز.

 مشيرا الى إن هذه البرامج  تساعد في استمرارية المجتمعات واستدامتها، فالبيئة جزء لا يتجزأ من المناهج الفلسطينية، وهي قضية سامية ولا تقل درجة أهميتها عن قضايا السلم الأهلي والوضع الأمني والقضايا الاقتصادية، ولذلك ان العمل الجماعي أهم من البطولة الفردية لزيادة فرص النجاح في مواجهة التلوث وحماية البيئة، كما بين أهمية دور الإعلام في طرح القضايا البيئية المجتمعية،  ونوه إلى أن هذا البرنامج لقي ترحيبا كبيرا من قبل المؤسسات الرسمية ومن ثم استعرض تفاصيل البرنامج و آلياته وكيفية بدء العمل فيه

واختتم د. أيمن أبو ظاهر حديثه ،بطرح فكرة حملة بيئية تستمر لسنوات في المحافظة حول النفايات الصلبة وخاصة النفايات الالكترونية.

Developed by MONGID | Software House