تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

واقع محافظة قلقيلية في ظل جدار الفصل العنصري

2017-12-24

واقع محافظة قلقيلية في ظل جدار الفصل العنصري

مفوضية التوجيه السياسي – قلقيلية- رائد محمد أبودية

محافظة قلقيلية هي النقطة الأقرب إلى الساحل الفلسطيني حيث تبعد ما لا يزيد عن 12 كم هوائيا موقعها الاستراتيجي القريب من الخط الأخضر ووفرة المياه فيها جعلها مطمعا للصهاينة . في النكبة الأولى ضاع قسم كبير من أراضي المحافظة ،  وبعد النكسة سيطرت إسرائيل وبشكل كامل على كل شيء كما حدث في باقي الأراضي الفلسطينية .
مع بداية حركة الاستيطان في الثمانينات من القرن الماضي  شرع الاحتلال في بناء المستوطنات حيث بلغ  عددها في محافظة قلقيلية 14 مستوطنة ، حيث نهبت هذه المستوطنات القسم الاكبر من أراضي المحافظة الزراعية ، تبع ذلك إقامة الشوارع الاستيطانية والجدار الذي أدى إلى سرقة مساحات شاسعة من الأراضي مما اعتبر نكبة ثالثة بالنسبة لمحافظة قلقيلية ، حيث يمتد هذا التوسع السرطاني موازيا لمسار الخط الأخضر متوغلا في أراضي المحافظة من أقصى شمال بلدة فلامية لينتهي في أقصى الجنوب لبلدة عزون عتمة  . 

في العام 2002 شرع الاحتلال بإقامة جدار الفصل العنصري وتعتبر محافظة قلقيلية أول المحافظات التي تأثرت بالجدار الفاصل وهي إحدى القطاعات الشمالية الثلاث الواقعة ضمن إنشاء الجدار.
 سأجعل منهم سندويشا بحيث تحيط بهم المستوطنات الإسرائيلية وتتخللهم في الضفة الغربية وخلال 25 عام لن تقدر الأمم المتحدة ولا حتى الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى من معالجة هذا الوضع وإنهائه ، هذا ما قاله اريئيل شارون حين سئل عن طريقته في التعامل مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية .

يتكون هذا الجدار من حائط إسمنتي يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار وبعرض 55 – 120م عزل خلفه 41 ألف دونم من أخصب الأراضي الزراعية بنسبة 33 % من مجمل مساحة الأرض الزراعية وكذلك تبلغ المساحة التي تم تدميرها 4500 دونم زراعي حيث يصل طول مسار الجدار المار من أراضي المحافظة حوالي 40 كم .
الهدف الرئيس من هذا الجدار هو مصادرة الأراضي الزراعية و حرمان الفلسطينيين من وسائل الحياة السليمة وتوفير الموارد الطبيعية, فهو لا يوفر سوى الشيء القليل من الأمن للاسرائيلين .
لن يكون هذا الجدار على الحدود الإسرائيلية  ( الخط الأخضر ) ولكنه يحيط بالمدينة من جهاتها الأربعة حيث تم إغلاق المداخل الأربعة للمدينة عسكريا والمدخل الشرقي الوحيد للمدينة تم تحويله إلى نقطة تفتيش عسكرية وقد استخدمت الأسلاك الشائكة لتأمين إغلاق المدينة ومدخلها الوحيد .

ومن الآثار المترتبة عن هذا الجدار الأضرار الزراعية حيث تم عزل أكثر من 36 ألف دونم زراعي وهي اراضي خصبة من حيث تنوع الزراعة فيها ، فقد كان يطلق على المحافظة اسم السلة الغذائية نظرا لشمولها على أنواع مختلفة من المحاصيل ، اضافة الى احتواء المنطقة على نصف مصادر المياه في الضفة الغربية التي تأتي من الطبقة الجوفية الشرقية التي تقع تحت المحافظة حيث تم عزل 19 بئرا ارتوازيا خلف الجدار مما اثر على القطاعات الاقتصادية المختلفة وأهمها القطاع الزراعي.

الاقتصاد والنجارة : يعد القطاع التجاري في محافظة قلقيلية فتيا حيث الاعتماد على العمل العائلي والخبرات المستفادة من العمل داخل الخط الأخضر على شكل حرف ومصانع صغيرة وقد بلغت أوجها ببداية تسعينات القرن الماضي وتعزز دورها بعد قدوم السلطة الوطنية حيث اعتبرت تلك الفترة بالعصر الذهبي ولكنها أصيبت بانتكاسة جراء الانتفاضة وما واكبها من إجراءات عسكرية قمعية تمثلت بهدم العديد من الورش والمصالح التجارية والصناعية ونتيجة للجدار والحاجز الشرقي أدى إلى انخفاض القوة الشرائية والحركة التجارية .

ومن الآثار أيضا الأثر الإنساني ، فقد تم تدمير وإلحاق الأذى بعدد من المنازل اضافة الى تدمير وإغلاق شبكات الطرق والتواصل بين التجمعات السكانية وتحكم الجنود في حركة المواطنين وفق مزاجهم وإخضاع المارة بمن فيهم النساء للتفتيش المهين وتعمد تأخر الموظفين وطلبة المدارس وإخضاع حقائبهم للتفتيش ، فالاحتلال بسياسته الشيطانية استطاع وفق سياسة ممنهجة أن يضرب كافة قطاعات الاقتصاد المتنامية الأمر الذي أدى إلى التدهور الاقتصادي والهجرة المعاكسة إلى باقي المحافظات والى خارج الوطن ، فالجدار حول المحافظة إلى سجن كبير له بوابات وحواجز عسكرية ثابتة .

Developed by MONGID | Software House