تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

أريحا العراقة والأصالة والحضارة الكنعانية الأولى في العالم

2019-07-29

 

 التوجيه السياسي والوطني / مفوضية اريحا / خليل عبدو

عرفت مدينة أريحا عبر التاريخ ب (يرياح / يريحو / مدينة القمر)، وهي أخفض مدينة بالعالم، تقع تحت مستوى سطح البحر من حيث الجغرافيا، كما تشكل بأراضيها المنبسطة وسهولها التي تمتد من عين جدي وحتى الإغوار الفلسطينية؛ سجادة طبيعية بأشجار نخيلها العتيقة وأشجار السدر والرتم والعديد من النباتات الطبيّة التي لا توجد إلا على أراضيها هذا ماتحدث به الكاتب والمؤرخ في التاريخ الكنعاني واللغة الارامية مسؤول العلاقات العامة في بلدية اريحا .

وأضاف ، تاريخيا تعود "أريحا" للعصر النطوفي، وتعتبر أوّل حضارة عرفها الإنسان منذ ما يزيد على العشرة آلاف عام، فكانت أوّل مدينة حضارية قائمة على تلّ صناعيّ بناه أهلها الكنعانيون، لتكون بكل معنى الكلمة أوّل حواضر العالم تقدماً بشتى الحقول الزراعيّة والتجاريّة والعلميّة.

 في أريحا صنع الزجاج المعشق، والطوب الطيني، وبني أوّل البيوت، ودجنت الحيوانات، وأنشئ أوّل نظام ريّ للزراعة المنتظمة بالعالم، وفيها أوّل سور وأوّل ختم تصك به الرقوق الأولى، ونشرت حضارتها لبلدان العراق وبرطلة وسهل نينوى ومصر العليا وإمارات أنطاكيّا والرها وتدمر ومنبج، وبنيت أوائل الأبراج التي لا تزال تحمل أسرارا عدة فهي أبراج للحماية وللحسابات الفلكيّة وحركات النجوم ( برج أريحا).

مشيرا الى تعاقب الأجيال الكنعانيّة على أرضها وإشتهرت بالعالم القديم بأنّها (أم الحضارة)، فصنعت أريحا الأصباغ الملونة التي اشتهرت بها منذ ما يزيد عن سبعة آلاف عام، وإمتهن أهلها منذ ذاك الزمن الزراعة المنتظمة حيث أٌنشأت قنوات المياه إنطلاقاً من نبع عين السلطان (نبع أريحا) لتشمل باقي المدينة التي أنتجت الموز والنخيل والخضروات والفواكه.

 ساهم مناخها الحار في تنوع الزراعة فيها، وذلك بسبب إنخفاضها الذي ميّز زراعتها بطعمها المميز وعبق عطر أشجارها، وساهمت المياه الخارجة من نبع المدينة والتي تنبع من الحوض المائيّ الثالث الذي هو أخفض حوض مائيّ غنيّ بالمواد المعدنيّة المذابة الغنية بالأملاح والمعادن الصحية للإنسان والزراعة.

ونوه المؤرخ سمارات الى ان أريحا منذ القدم سلّة خبز فلسطين التاريخيّة التي صدرت منتجاتها الزراعيّة لممالك ( حبرون) الكنعانية واستيروت وشكيم ( وهي مدن الخليل وقيسارية ونابلس).

 تحتوي المدينة على المئات من المواقع الأثريّة التي تعود لكل العصور والحضارات، من أبرزها جبل قرنطل حيث اعتكف فيه المسيح ومشى في أراضيها وقابل أهلها تحت (شجرة زكا)، وأنشأ الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك قصره الشتوي في اريحا والذي لازل قائما يحمل شعار النجمة الخماسية، وأعتق سجادة فسيفسائيّة في المنطقة إعتمدتها بلديّة أريحا شعارا رسمياً للمدينة.

كما يوجد فيها قلعة تعود للعصر الحشموني ومدينة حدائقيّة لازالت شواهدها موجودة بنافورة مياهها معقدة التصميم وأحواضها والتي سميت (تلول أبو العلايق).

وأشار سمارت الى ان نبع السلطان هو أخفض نبع ماء بالعالم، حيث قامت عنده أقدم حضارة عرفتها البشريّة وهي الحضارة النطوفية الكنعانية التي أسس فيها الإنسان الفلسطينيّ أوّل حياة جماعيّة’ حيث ازدهرت هذه الحضارة في وقت كان يعيش الإنسان فيها حياة الكهوف والحياة الفردية، ويقع النبع تحت مستوى سطح البحر ويزًود أريحا بمنسوب ثابت من المياه لأغراض الشرب والزراعة، وبسبب هذا النبع تم إنشاء أول نظام زراعي جماعي  وإنشاء القنوات المائيّة لتجوب كل المدينة وتزويدها بالمياه لأغراض الإستخدام المنزلي والري لبساتينها وحمضياتها.

 حملت المدينة إسم أريحا أو يريحو بالكنعانيّة الفلسطينيّة والذي يعني مدينة الروائح الطيبة بسبب جمال الروائح المنبعثة من مزروعاتها والذي كان من أسبابه ماء هذا النبع الغني بالمواد المذابه إضافة للإنخفاض الجغرافي للمدينة تحت مستوى سطح.

تحدث المؤرخ مروان سمارات عن روايته "تحت سطح البحر" والتي تلقي الضوء على التاريخ القديم وأهم المواقع في أوائل المدن الفلسطينية مثل أريحا وقيسارية، وتذكر الرواية الحقيقة الفلسطينية بأسلوب مشوق إضافة الى  الأسماء الأولى للمدن الفلسطينية.

كما توصف هذه الرواية أريحا القديمة والرقوق المكتشفة فيها والتي تثبت بأن الفلسطيني صاحب حضارة وأدب، وتتحدث عن أحداث تاريخية مخفية تكشف لأول مرة ومفهوم بيت المقدس والخليل ونابلس بشكل عميق.

تقارن الرواية أحداث الحياة قبل ثلاثة آلاف عام وحتى عام ١٩٩٢ ميلادي، حيث تتكون من ثلاثة أجزاء سيتم نشر الجزء الأول منها هذا العام .

تذكر الرواية الحضارة الفلسطينية والتي هي أول حضارة بالعالم من خلال كشف حقائق ستجعل الباحثين في التاريخ أن يعيدوا حساباتهم قبل الحديث عن فلسطين.

الرواية فيها رموز ستكشف لأول مرة كي تكون انجازا تفخر به فلسطين وتجعل مدنها مثل أريحا تدق أبواب اليونيسكو لتكون ضمن قائمة حفظ التراث العالمي.

تبرز الرواية دور الأردن الشقيق وشخصيات عالمية هدفها دعم فلسطين لانها قبلة الحضرية، وتحوي على العديد من الكلمات الأرامية وترجمتها.

Developed by MONGID | Software House