تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

صحافة الموبايل ومدى تاثيرها كأداة جديدة على الرأي العام

2019-09-02

                      

التوجيه السياسي والوطني / الإدارة العامة للاعلام – توفيق العيسى

 

بات التطور في مجال الإعلام امرا محتوما اضافة إلى كونه حاجة جماهيرية، فهل يقتنع المتلقي إن كان مشاهدا أو مستمعا أو قارئا أن كل هذا التطور في التكنولوجيا والأحداث والصراعات وتسارعها لا يواكبها تسارع في نقل المعلومة والإخبار عنها؟

 

بين المركزية والسلطة

مع هذا التطور أصبح الاتصال الذي تطور إلى مفهوم الإعلام سلطة اجتماعية سياسية واقتصادية مؤثرة في تشكيل وعي ورأي المجتمع، وكان لا بد من مأسستها كأداة انتاج اعلامي وموجه في ذات الوقت، الأمر الذي قاد إلى مركزيتها.

 حول هذه المركزية وتأثير التكنولوجيا على العمل المؤسساتي يرى مسؤول وحدة الجودة في مركز تطوير الاعلام بجامعة بيرزيت عماد الأصفر أننا امام تطور متسارع فقبل سنوات كان  الناقش عن تزايد أعداد المحطات الاذاعية وبعدها بدأنا بمناقشة انفلات البث الفضائي، اليوم، نفتح باب النقاش حول انفلات الاعلام الالكتروني، فما الذي سنبحثه بعد سنوات ؟!

 اليوم لا يمكن للمؤسسة الاعلامية ان تعيش بمنأى عن الاعلام الجديد، فقد اصبح مصدرا للمعلومة ووسيلة للاتصال والتفاعل والبث ، إضافة الى كونه موردا ماليا.

مشيرا الى أن الاستوديو  لن يزول او تنتفي الحاجة له في المدى المنظور، ولكن وظيفته الصحافية والاخبارية ستواجه ما واجهته الصحافة الورقية، ليبقى دوره في المجال الاعلامي الأرحب كالعمل الدرامي والترفيهي وما شابه، اما في المجال الاعلامي فإننا اليوم نواجه برؤساء ووزراء ومسؤولين يخاطبون الجمهور مباشرة عبر هواتفهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وقد يفتحوا حوارا معهم دون المرور بوساطة الصحافي او وسيلة الاعلام .

 

صحافة جديدة أم أداة جديدة؟

في هذا السياق يجيبنا عماد الأصفر: " أعتقد ان صحافة الموبايل تقترب من كونها صنفا جديدا من أصناف الإعلام رغم انها تأخذ من كافة اشكاله التقليدية، ولكنها تضيف ميزات فريدة مثل: السرعة والمشاعية والتفاعلية والمجهولية إضافة الى التكلفة القليلة .

من جهته يرى أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت صالح مشارقة أنها نوعا جديدا من الانتاج الصحفي  يعتمد على جهاز الهاتف المحمول .

 ويضيف مشارقة: لا يمكن اعتباره نوعا جديدا من الصحافة. وهي أداة انتاج اعلامي جديدة تساعد الصحفيين في عملهم وليست بديلا عن العمل المؤسساتي .

 

شروط الانتاج الاعلام وسرعة نقل المعلومة

يرى مشارقة أن شروط العمل ضمن صحافة الموبايل تعتمد بشكل أساسي على انتاج المادة على الجهاز ذاته من تصوير وتسجيل وصوت ومونتاج وهي الخصائص المتوفرة فيه لتمكن الصحفي من هذا العمل، ولا يجد مشارقة علاقة بين قصر المادة الصحفية وبين الأداة الجديدة التي تتطلب جودة قد تؤثر على مضمون المادة الصحفية ، فصحافة الموبايل كما يراها ليست صحافة اخبارية فقط بل تتعدى ذلك الى انتاج القصة الصحفية والتقرير عبر تسجيل مصور، وهو لا يؤثر على الاستهلاك الاعلامي بل يعطي مجالا لإنتاج اعلامي سهل وسريع. مع الفارق الكبير بين انتاج المادة الاعلامية والبث المباشر على الموبايل او التطبيقات الخاصة لذلك فنقل حدث بغض النظر عن كيفية التعليق عليه لا يعتبر صحافة بل هو نقل فقط .

أما الأصفر فيرى الأمر من منظور مختلف نسبيا فالسوق سيتحكم بكل شيء وسنكون على ابواب صناعة التجسيم أي العرض الاعلامي بالأبعاد الثلاثة والأفلام متعددة المسارات وقد لا يكون بعيدا ذلك اليوم الذي سنستطيع فيه ان نشتم العطر المعروض في الدعاية ونلمس مدى نعومة شال الحرير الذي ترتديه مطربتنا المفضلة، فمن نقل الصوت والصورة عبر البث المباشر قد يستطيع نقل الرائحة والملمس .

ويضيف : " الكون بحاجة شديدة الى ثورة اخلاقية في كل المجالات والملاحظ انه كلما اشتدت الحاجة لهذه الثورة كلما تناقص عدد من قد يشعلونها" .

 

السرعة والتسارع والجمهور :

للإنصاف فإن بعض عيوب الاعلام الجديد كنشر الاخبار الزائفة او الاشاعات او بث خطاب الكراهية كانت حاضرة في الاعلام التقليدي، ولكنها اكثر حضورا في الاعلام الجديد هذا ما قاله الاعلامي عماد الأصفر عن العيوب الناتجة عن " الانفلات" الإعلامي بأدواته الجديدة .

أما مشارقة فيعلق بقوله أن التحقق بات تخصصا في مجال الاعلام والصحافة تعتمد على أدوات للتخفيف من الاخبار الكاذبة والمضللة لحماية الجمهور .

يعود  عماد الأصفر ليضيف : " يستحيل القضاء على هذه العيوب قضاءا مبرما مهما بذلنا من جهد، وما نستطيع فعله على جبهة الجهات الرسمية هو محاربة الشائعة بتوفير المعلومة الواضحة في الوقت المناسب وتشديد الاجراءات ضد مروجي الشائعات دون استغلال ذلك لمعاقبة أصحاب الرأي " ، ويرى أن اقتراب الصحفيين والنشطاء من أخلاقيات المهنة هو الحماية من عيوب ومخاطر تؤدي الى بث الاشاعة والكذب في نقل المعلومة  وتوخي الدقة والمصداقية والتعمق والشمول، وهو ما سيضع مكانة المهنة امام امتحان حقيقي، و ما سيميز المدونين الصحفيين .

منوها الى مواجهة تعثر القضاء وطول اجراءاته في اقرار قوانين جديدة وحديثة، حيث يبقى الامل منوطا بوسائل التنظيم الذاتي المهني والتي يجب ان تبدع فيها النقابة عبر تطوير وتفعيل مدونات السلوك المهني في كل مجال، ووسائل الاعلام عبر اعتماد سياسات تحريرية واضحة، والمؤسسات الأكاديمية والأهلية عبر تكثيف حملاتها ومشاريعها الهادفة الى تعزيز التربية والتثقيف الاعلامي لغير الإعلاميين وتحصين المواطنين ضد الاشاعات .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Developed by MONGID | Software House