تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  الارشاد الديني

الشورى في الاسلام

2019-12-02

بسم الله الرحمن الرحيم

الشورى في الاسلام

الشورى هي أخذ رأي أهل العلم والحكمة، أو أي فرد على اطلاع كبير ومعمق بأمر ما، والشورى موجودة ومأخوذ بها من أيام الرسول عليه السلام، فكانوا يتشاورون في العديد من الأمور، مثل اتخاذ قرار بمسألة ما، أو اختيار قائد لفريق معين وخاصة في حالة القتال، ومن المهم معرفة أن الشورى شرط أساسي لنجاح أي مؤسسة مهما كانت، كما أنها طريقة مثلى لسلامة الأمة وحفظها من الانهيار.

 تقتضي الشورى استشارة صاحب الأمر أشخاصاً يتمتعون بصفات معينة، ومن هذه الصفات، الذكاء، والفطنة، والتعقل، وسداد الرأي، وكتمان السر، فمن الخطأ استشارة شخص متخاذل ولا يمتلك المعرفة، ومن الأفضل أن يكون المستشار مدركاً بصورة معمّقة للمجتمع وكل ما يدور حوله، فليس من الصواب مشورة رجل طاعن في السن عفى عليه الزمن وخاصة في الأمور والقضايا الخاصة بالشباب.

وللشورى أهمية بالغة، ومن المهم معرفة أنّ هناك فرق كبير بين نظامي الديمقراطية والشورى، وأهمية الشورى حفظ المجتمع من القرارات الخاطئة، فالمشورة توفر الفرصة للاستماع لآراء أهل المعرفة والحكمة والخبرة، ومناقشة الآراء المطروحة لتصويب مواطن الخلل بها وتنميتها، وتتيح الفرصة لاختيار آراء واقتراحات توفر خير أكبر للمجتمع.

 في المشورة ترفع عن الأوامر وجبر للخواطر، وخاصة لأصحاب الخبرة، كما أنها تحمي أصحاب الأمر من الإعجاب بالنفس والغروب، ونجاة من المصائب، والحفاظ على رضا الأغلبية العامة من الشعب.

أدلة على أهمية الشورى :-

أمر الله سبحانه وتعالى رسوله مشاورة أصحابه في قوله: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". لم يترك الرسول عليه السلام نصًّا مكتوباً ولم يستخلف أحداً ليتولَّى إمامة المسلمين، وإنّما ترك الأمر شورى بينهم، وقد روى أبو وائل قال: قيل لعلي بن أبي طالب: ألا تستخلف علينا؟ قال: "ما استخلف رسول الله فأستخلف، ولكن إن يُرِدِ اللهُ بالناس خيراً فسيجمعهم بعدي على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم".

تحتاج الدول إلى استخدام الأنظمة المختلفة في سياستها من أجل السَّيطرة على مُجريات الأمور من دون تطرّفٍ ولا تراخي؛ فقديماً كانت السيادة المُطلقة للحاكم أو من ينوب عنه في كلّ الأمور من دون العودةِ إلى رأي الشعوب أو محاولة تحليل احتياجاتهم ورغَباتهم، ولكن أصبحت هذه الطريقة الظالِمة خاطِئةً بسبب الانفتاح الكبير الذي تعيشه الشعوب، فلم يعد هناك مجال للغَصْب أو الإجبار، بل أصبح التشاور والاستفتاء هما المحرِّك الرئيسي لقوّة الدولة.

 

مفوض الارشاد الديني

مقدم/ شكري خاطر

Developed by MONGID | Software House