تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

التوثيق الفني للثورة الفلسطينية "مهمة انقاذ عاجلة وصعوبات في غزة"

2019-12-02

التوجيه السياسي والوطني / الإدارة العامة للإعلام /  توفيق العيسى

أعوام مرت على الشاب فادي عبد الهادي من قطاع غزة وهو يحاول جمع ما تناثر من الأرشيف الفني والوطني للثورة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالأغنية الفلسطينية في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، ويشمل بحثه وجمعه الأرشيف الوطني الفلسطيني (المرئي والمسموع والمكتوب والمصور).

يقول عبد الهادي "أن الفكرة بدأت بجمع الأرشيف الوطني الفلسطيني بشكل عام وخاصة ما يختص بالموروث الغنائي الفلسطيني"، وأضاف كان حلم لدي منذ سنوات وبدأت بالعمل عليه في السنوات الأخيرة إيمانا مني بإنقاذ الارشيف ونشره والتوثيق والتدوين عنه في مقالات وكتب بحثية، عن مجموعة من الفرق والمهرجانات والأوبريتات والمسرحيات المختفلة.

آلية العمل..

لا يتوقف المشروع عند البحث والجمع فقط، بل يتعدى ذلك إلى المعالجة الرقمية والفنية في تحويل المواد المجمعة من صيغتها التقنية القديمة إلى الصيغ التقنية الحديثة، لتحفظ مسجلة على وسائط رقمية.

وهنا يضيف عبدالهادي "في محاولة جلب ارشيفات وأعمال وتحويلها لمادة رقمية ورغم تلك الصعوبات والمعيقات إلا أنني ومعي بعض الشباب المتحمس وبجهود فردية استطعنا عمل دراسة عن الأرشيف الوطني بشكل عام وعن كمية كبيرة من الأعمال، والأفلام، والمسرحيات، والمسلسلات، وفرق ومهرجانات وأحداث واستطعنا أيضا الحصول على عدة أشرطة من نوع

- VHS -

وتحويلها، وهذا النوع هو الأسهل في التحويل والإنقاذ"."

انقاذ ما يمكن انقاذه

حول عملية "الانقاذ" كما يصفها عبد الهادي، والتي تتطلب جهدا وثمنا ليس باليسير خاصة أن هناك أنواع من الأشرطة تحتاج لإمكانيات أكبر، أضافة إلى فقدان الأجهزة وعدم توفرها في غزة حيث نعمل، إلى أن الفريق حيث استطاع شراء أجهزة مختصة تساعد على تحويل المادة الرقمية وحفظها بتمويل ذاتي من "مجموعة البحث والانقاذ"، الأمرالذي وفرعليهم جهدا ووقتا واستنزافا ماليا، خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في القطاع، وتجاهل الجهات المعنية بعد الانقسام، حيث أدى إلى خلق صعوبات كبيرة.

التوثيق والفن والجمهور

لم يشمل جهد فادي ومجموعته على ما ذكر فحسب، بل أن ما يجرى من اتصالات لجمع هذا الأرشيف، يشمل اتصال وتواصل مع فنانين عرب وفلسطينيين ومهتمين عملوا في هذه الأعمال كالمخرجة والفنانة الكويتية "أسمهان توفيق" التي قدمت عددا من المسرحيات عن الأنتفاضة الفلسطينية أشهرها مسرحية "طائر الرعد"، والتي وظفت فيها أشعار الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، وسميت المسرحية على إسم احدى دواوينه.

ولا يقتصر التواصل على الفنانين فقط بل أبضا؛ جمهور المهتمين ممن عاشوا وشاهدوا وسمعوا في تلك الفترة وكان جمهور هذه الأعمال.

التواصل الاجتماعي..

هذا الجمع والانقاذ يكلله فادي بالكتابة عن هذه الأعمال وتسليط الضوء على أهميتها الفنية والتاريخية والنضالية التي تسجل حسب قوله فصلا من تاريخ الصراع فنيا.

ولم يكتف بذلك، فهو المشرف على صفحة الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور، ليعيد تعريفه للجمهور والتذكير بأعماله الشعرية والفنية التي كان من بينها كتابة الأغاني لفرقة العاشقين، والكتابة التلفزيونية لعدد من الأعمال الفلسطينية كمسلسل "اللوز الأخضر"، بالاشتراك مع الروائي والقاص الفلسطيني محمود شقير وهو عمل مستوحى من كتاب المحامية الإسرائيلية  "فلتسيا لانغر" والذي يحمل عنوان "بأم عيني" ويتحدث عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

تفاؤل رغم المعيقات

وعلى الرغم كل الظروف والمصاعب يعبر فادي عن تفاؤله في انجاز مشروعه بقوله:

"مستمرين بجهودنا وبالتواصل مع كل الجهات والأطراف والمؤسسات الخاصة والرسمية لانجاز أشياء هامة وللمساعدة في انقاذ أية مادة من أرشيفنا وتاريخنا الوطني، هذا الكنز والإرث الهام لنا جميعا، لكي يستفيد منه كل المهتمين والباحثين ويكون متاح وملك للجميع".

 

Developed by MONGID | Software House