تابعونا
النزاهة من اسمى المبادئ التي يتوجب على كل عسكري الالتزام بها تحقيقاً للمصلحة العامة للدولة الفلسطينية، لتكون فوق أي مصلحة شخصية بما يقتضيه ذلك من الامتناع عن استخدام الصلاحيات الممنوحة للعسكري،من اجل تحقيق مصالح شخصية
الرئيسة/  تقارير

" مؤتمر فلسطين الكنعانية" الرواية الفلسطينية بتفاصيلها وجذورها

2019-12-23

 

التوجيه السياسي والوطني / الإدارة العامة للإعلام /  توفيق العيسى

"الحقيقة تبقى ثابتة وهي أننا ولدنا على هذه الأرض وسنبقى عليها، وما زال من فلسطين الكنعانية ما نحن متشبثون به" بهذه الكلمات افتتح رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية ووزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف " مؤتمر فلسطين الكنعانية"، في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، الذي نظمته وزارة الثقافة الفلسطينية على مدى يومين، واستضاف المؤتمر عددا من الباحثين الفلسطينيين، في التاريخ الفلسطيني الكنعاني، كما تخلل الافتتاح عرض فيلم "تاريخ فلسطين" للباحث حسام أبو النصر.

أهمية المؤتمر والرواية

أكد اشتية على أهمية هذا المؤتمر خاصة في هذه الظروف، كون إسرائيل تشن علينا حربا ممنهجة، أولها حرب الجغرافيا، ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، ليصل عدد المستوطنين 711 ألف مستوطن يعيشون في 225 مستوطنة، كذلك "حرب الديمغرافيا" حرب السكان، ففي الوقت الذي يأتون بالمستوطنين من كل العالم ليسكنوهم على أرضنا تمارس " إسرائيل" كل وسائل التهجير والقمع والعنف والضرائب ضد أهلنا في مدينة القدس، حيث أن  إسرائيل أقرت في عام 1997 برنامج القدس 2020 أرادت أن يتم تقليل عدد الفلسطينيين في القدس بما لا يزيد عن 19% من مجمل السكان، ومع ذلك وصل عدد الفلسطينيين في القدس اليوم 38-40% من مجمل السكان ويعتبر هذا فشل لإسرائيل بسبب صمود شعبنا.

وقال اشتية " إن هذا المؤتمر المهم جاء من أجل اطلاق نقاش فلسطيني وعربي ودولي عن فلسطين والقدس..وأهمية  النقاش أنه قد ابتدأ من فلسطين، وإن كان كتب في الماضي عن حقيقة الرواية عن فلسطين، فلسطين الكنعانية، و كل من عبر اليها في تاريخ العالم".

وأضاف أن كل الوثائق التاريخية تؤكد أن السكان الأصليين قاوموا كل الاحتلالات، والمسيحيون العرب قاتلوا مع المسلمين ضد الصليبيين لأنهم اعتبروا ذلك غزوا أجنبيا للأرض الفلسطينية، وهذا يؤكد على وحدة الحال على مدار التاريخ.

أرض الرواية وتناقضها

بين اشتية أن الروايات التي كتبت عن فلسطين الآن هي مكان تشكيك من عدد من المؤرخين في العالم، والرواية التوراتية عن فلسطين تحت علامة سؤال كبرى بدأها كمال الصليبي في كتاباته التي تقول أن التوراة جاءت من مكان آخر، وليست من فلسطين، ومن ثم كتب الباحث الإسرائيلي " شلومو زان" اختراع شعب إسرائيل واختراع أرض اسرائيل والقبيلة الثالثة عشرة، ونحن اليوم من هذا المنتدى نطلق النقاش والحديث حول التشكيك بالرواية، وأنها لم تكن أرضها فلسطين لأنه بالمجمل العام هناك من قال إن أرض الرواية بالبراهين وبجميع البينات ليست فلسطين، بغض النظر هذا سؤال يطرح على الباحثين وأمام المؤرخين، وهذا سؤال علينا أن نجيب عليه نحن كفلسطينيين أولا ومن ثم الباحثين العرب، لكن المهم أن تكون الكتابة باللغات الأخرى لأننا نريد أن نخلق مرجعية حول هذا الموضوع.

أول مؤتمر يحاكي تاريخنا القديم

وفي كلمته  قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن مؤتمر فلسطين الكنعانية هذا، يعتبر أول مؤتمر يحاكي تاريخنا القديم بما فيه من حقائق تاريخية، تفاصيل علمية، آثار كنعان، أصلنا وفصلنا، الهوية الكنعانية لبعض المدن مثل القدس وأريحا، مخطوطات وأساطير، والكنعانية في أدبنا الفلسطيني.

كما أكد أنه في هذا المؤتمر نرفع للمحتل والسجان راية أننا هنا، لأن حربنا هي حرب على الكينونة والوجود، حرب على الرواية، وبالرواية التاريخية المحكمة المدققة نرد ونؤكد ونوثق وجودنا.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر يدق جدران الخزان لتصحيح عمليات التزوير واستعادة جهود البحث العلمي الموازية للاكتشافات الأثرية بما يرسخ حقنا، كما أننا واثقون بأن النقاشات التي سيثيرها المؤتمر تأتي في سياق تحفيز الكتاب والمؤرخين ايجاباً لاعادة التاريخ إلى الصدارة، كما أن استيلاء دولة الاحتلال على المكتشفات الاثرية لن يغير ولن يغيب هذه الارض وفلسطينية وكنعانية شعبها.

اليوم الثاني للمؤتمر...

عقد المؤتمر في اليوم الثاني ثلاث جلسات، الأولى كانت برئاسة الوكيل المساعد في وزارة الثقافة محمد عياد وعنوانها "الكنعانيون والوجود"، شارك فيها كل من الدكتور علاء أبو عامر حول "حقيقة الوجود الكنعاني" والدكتور مصلح كناعنة حول "الجذور وأثر الكنعانيين" وأحمد دبش عبر الفيديو حول "الفلسطينيون في الأصل والفصل ".

أما الجلسة الثانية فترأسها الدكتور غسان محيبش وكانت حول"الحضارة والمدنية الكنعانية"، وشارك فيها كل من الدكتور رشاد المدني في مداخلته عبر فيديو مسجل"غزة الكنعانية" والدكتور سامي أحمد عبر فيديو مسجل "هوية القدس الكنعانية" والدكتورة فوزية شحادة حول"أريحا الكنعانية" والدكتور صلاح الهودلية في مداخلته "دويلات المدن الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر.

فيما تناولت الجلسة الثالثة "أدبيات ومخطوطات وأثار كنعان" والتي ترأسها الدكتور تيسير جبارة، وشارك فيها الأستاذ حسام أبو النصر حول "مخطوطات فلسطين الكنعانية"، والدكتور عز الدين مناصرة عبر فيديو مسجل حول" الكنعانية في الأدب الفلسطيني، والدكتور لؤي أبو السعود في مداخلته" الالهة والأساطير الكنعانية.

كما اختتم المؤتمر بتكريم المشاركين بتقديم الشهادات التقدرية لهم.

توصيات المؤتمر...

أوصى مؤتمر "فلسطين الكنعانية" الذي تنظمه وزارة الثقافة؛ العمل على استرجاع الآثار والمخطوطات عبر التوجه للمؤسسات الدولية ضمن سلسلة المطالب الفلسطينية أمام الأمم المتحدة لاسترجاع حقوقنا، إضافة إلى تدريس التاريخ الكنعاني في الجامعات والكليات، وتخصيص برامج لتدريس اللغة الكنعانية واللغات القديمة في فلسطين.

والتأكيد على الجذور العربية والفلسطينية الإسلامية المسيحية وأهمية طباعة الأوراق البحثية المقدمة في المؤتمر، وذلك ضمن سياسة وزارة الثقافة تشجيع البحث العلمي والأثري بما يعزز الرواية التاريخية الفلسطينية في مواجهة الرواية الاسرائيلية المزورة ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية وأصالتها.

كذلك التأكيد على ضرورة العمل على تأسيس مركز فلسطيني متخصص بالتاريخ القديم، وتنظيم مؤتمر سنوي حول الحضارة الكنعانية والتاريخ القديم والحديث، وضرورة تحفيز الطلبة على دراسة التاريخ وعلم الآثار، واعتبار هذا المؤتمر ورشة مفتوحة لاستمرار عملية النقاش والتداول بين المؤرخين بما يخص تاريخ فلسطين.

Developed by MONGID | Software House